الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«سلطان بن زايد التراثي» يغزل مفردات الموروث بروح الأصالة

«سلطان بن زايد التراثي» يغزل مفردات الموروث بروح الأصالة
13 فبراير 2014 21:57
أشرف جمعة (أبوظبي) - عشرة أيام مضت على بداية مهرجان سلطان بن زايد للتراث 2014، الذي انطلق في الثاني من شهر فبراير، ويحط رحالة في الخامس عشر من الشهر الجاري، وفي كل يوم ترتفع ألوية الموروث الشعبي الإماراتي خفاقة لتصل إلى عنان السماء، فقد جمع المهرجان طلاب المراكز التابعة لنادي تراث الإمارات، واحتوى أهل الفن بأصواتهم الشجية، وأتاح الفرصة أمام الأيدي الماهرة للنسوة اللواتي يغزلن مفردات الأزياء التراثية بروح الأصالة وعبق الماضي بكل تفاصيله المضيئة، فضلاً عن أصحاب المهن، التي ترعرعت في بيئة الإمارات. طلاب المراكز فور وصول طلاب المراكز التابعة لنادي تراث الإمارات مع مشرفيهم انبثوا في أرجاء ساحة القرية التراثية، وتجولوا بين الدكاكين الشعبية، وكأنهم يتلمسون مواطن الآباء والأجداد والعجيب أنهم كانوا يدخلون في نقاشات جادة مع أصحاب هذه الدكاكين، ويسألون في حفاوة عن طريقة صناعة المراكب التراثية، التي أخذت أشكالاً مختلفة بأحجامها الصغيرة، وكذلك العديد من المنتوجات التراثية الأخرى. ويؤكد أحد مشرفي مركز أبوظبي بدر محمد أن عدد الطلاب بلغ نحو 75 طالباً من عدة مراكز، فضلاً عن وجود ما يقرب من 25 طالباً من شعبة السباحة بالمركز، وأن العديد من هؤلاء المشاركين تلقوا تدريبات مكثفة على المناشط التراثية المختلفة. وفي أحد الأركان الأخرى، التي تميزت بحفاوة الإقبال من زوار المهرجان، ركن الكتب التراثية؛ حيث كان يجلس محمد الحمادي أحد المشاركين في المهرجان يراجع أسماء المؤلفات، ويرتب المكان لاستقبال الزوار. ويبين أن هذا الركن تابع مركز زايد للدراسات والبحوث، ويحوي مجموعة من الكتب المهمة التي تتحدث عن تاريخ الإمارات في ماضيها وحاضر، ويشير بعضها إلى مستقبلها المضيء. وفي أثناء انغماره في ترتيب الكتب زاره أحد المواطنين، الذي كان يبحث عن أحد الكتب التي تفند اقتصاديات الإبل، وبالفعل حصل عليه، لكن اللافت أن الكثير من المؤلفات المرصوصة على أحد الطاولات تصدرتها عناوين مهمة مثل “زايد في عيون المفكرين والكتاب”، و”تغذية الإبل وتربيتها”، و”صفحات من آثار وتراث الإمارات”، و”الإبل في الإمارات”، بالإضافة إلى العديد من الداويين لبعض الشعراء مثل “ديوان ابن صقر”، وديوان السماحي، وديوان علي مصبح الكندي ما يشكل وجبة غنية تغوص في الثقافة التراثية الإماراتية، ما يمنح زوار المهرجان فرصة التعرف على المزيد عن جواهر الموروث الشعبي المحلي. أبناء الخليج من أهل سويحان، الذين حرصوا على الحضور بشكل يومي للمهرجان، مطر المنصوري، الذي يورد أنه يشعر بسعادة كبيرة لنجاح هذا المهرجان الذي التقى فيه العديد من أبناء الخليج، فضلاً عن الزوار الذي جاؤوا من أماكن متفرقة من العالم. ويلفت إلى أنه يصطحب أولاده معه في كل زيارة للمهرجان من أجل التعرف على الموروث الشعبي بصورة مقاربة، ولا يخفي أن أولاده وأسرته انسجموا بشكل كبير ما الفعاليات التراثية والبرنامج المتنوع. ومن بين أولئك الذين حرصوا على حضور المهرجان صالح المري، الذي جاء خصيصاً من دولة قطر للمشاركة في فعاليات مهرجان سلطان بن زايد التراثي مع اثنين من أصدقائه، وهما حمد بن راشد السويدي ومهنى الدوسري. ويلفت المري إلى أنه شغوف بالبخور الإماراتي الصنع، وهو ما جعله يقف عند أحد الدكاكين التي تبيع الدخون والعطور ودهن العود والبخور، وفي أثناء تقليب نظرة بين البضائع الموجودة؛ أشعلت عفراء المزروعي، صاحبة هذه المنتوجات، عود بخور له كي يستنشقه وهو ما لقي استحسانه فطلب المزيد من المنتوجات المحلية الصنع لاقتنائها. ويشير المري إلى المهرجان هذا العام تطور عن السباق لكونه من الحريصين على الحضور في كل عام، بخاصة أنه يحرص على متابعة الفعالية الرئيسة في المهرجان والخاصة بـ”مزاينة الإبل”. ويؤكد أن أجمل ما في المهرجان أنه يحافظ على العادات والتقاليد الخليجية والعربية، ويسافر بالزوار إلى الزمن القديم، الذي تميز بتقارب أهله، وحرصهم على إفشاء المحبة بينهم، ومن ثم تعاونهم وتكافلهم في الوقت نفسه. في لقاء مع ممثلي الصحف المحلية والشعراء سلطان بن زايد: الإعلام يلعب دوراً مهماً في توثيق الموروث الشعبي أبوظبي (الاتحاد) - أكد سمو الشيخ سلطان بن زايد، ممثل صاحب السمو، رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، أن دولة الإمارات تولي الشأن الإعلامي والثقافي اهتماماً خاصاً، إدراكاً منها لدوره في الحفاظ على هويتها وتراثها المحلي وانتمـائها العربي. وشدد سموه، خلال لقائه أمس الأول في سويحان مع عدد من رؤساء تحرير الصحف المحلية والإعلاميين والشعراء على هامش فعاليات مهرجان سلطان بن زايد التراثي 2014، على أن نشر الثقافة التراثية والعمل على حفظ الموروث الشعبي من خلال الإعلام بجميع وسائله هو فعل حضاري، وأن توثيق المعلومة من شأنه تعزيز الإنجازات المتواصلة للوطن والأفراد ومد الجسور بين الأجيال. وقال سموه: إن الحاجة أصبحت ماسة إلى حفظ التراث بكل مفرداته وأساليبه من خلال المهرجانات التراثية باعتبارها جسراً بين الأجيال وشكلاً من أشكال التواصل بين الماضي والحاضر، وأشار إلى أن مهرجان سلطان بن زايد التراثي، بما يضم من فعاليات متعددة، يسعى إلى ترسيخ قيم الهوية والانتماء إلى الوطن والأمة، وتمتين صرح مجتمع المعرفة في دولة الإمارات الناهضة، ونقل تراثها الثري الى الجيل الحالي وتعريف الآخرين به. وشدد سمو الشيخ سلطان بن زايد على دور وسائل الإعلام المحلية الرسمية والخاصة في حفظ الموروث ونقله إلى الأجيال القادمة وترسيخه في نفوسهم كجزء من رسالته الوطنية والتنويرية. وفي هذا السياق خاطب سموه الإعلاميين قائلاً: أنتم شركاء لنا في إنجاح هذا المهرجان وإيصال رسالته إلى الجمهور المحلي ونقله إلى العالم الخارجي إلى جانب العمل على حفظ وصون هذا التراث الأصيل، معرباً عن ارتياحه للدور الذي قامت به وسائل الإعلام المحلية والأجنبية في هذا المهرجان التراثي الحضاري الذي يضيف في كل دورة لبنة جديدة في هذا الصرح الكبير. وأشار سمو الشيخ سلطان بن زايد إلى أن مشاركة الأشقاء في أقطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى جانب دولة الإمارات في هذا الحدث، تؤكد وحدة التراث والتاريخ والعادات والتقاليد بين أبناء الخليج. ومن جانبهم أعرب الإعلاميون عن شكرهم وتقديرهم لسمو الشيخ سلطان بن زايد على دعوة سموه لهم لزيارة المهرجان والوقوف على فعالياته المتنوعة ومدى تجاوب الزوار من المواطنين والمقيمين والخليجيين والسائحين الأجانب معها، وثمنوا الاهتمام الكبير الذي يوليه سموه للتراث والثقافة بصورة عامة، مؤكدين أن سموه أسهم في إعلاء شأن التراث والثقافة العربية، وحقق من خلال مهرجان سلطان بن زايد التراثي إنجازات تراثية كبيرة رفعت اسم الإمارات عالياً في سماء العالم. وألقى عدد من الشعراء قصائد تناولت ماضي الآباء والأجداد وتغنوا بحب الوطن وقيادته الحكيمة، مشيدين بالدعم الكبير لسموه للمهرجان وفعالياته وتخصيص جانب كبير منها للشعر وأهله والثقافة بأشكالها المتعددة. وخلال اللقاء تلقى سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان كتاباً من هلال عمر، مدير شركة بريمر موتور أبوظبي، يتضمن صورة نادرة للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه يعود تاريخها إلى عام 1976، وقال هلال: إن هذا الكتاب التوثيقي لا يباع في الأسواق وتوجد منه كمية قليلة سيتم إهداؤها إلى كبار الشخصيات التي امتلكت مبكراً سيارة لاند روفر. حلقة وصل ترى المطربة عريب، التي شاركت بالغناء في الحفلات الخاصة بالمهرجان، أن التراث الإماراتي يعبر عن ثرائه في هذه الاحتفالية الكبرى، التي أصبحت ملاذاً لجميع الأشقاء العرب. وتؤكد أن المهرجان يبث في نفوس زواره الأمل لكونه يمثل حلقة وصل بين الماضي البعيد والحاضر المشرق. بوتقة واحدة حرصت مقدمة البرامج بقناة الدار مريم بلجرد على زيارة المهرجان من أجل الاطلاع عن قرب على الأزياء التراثية القديمة، خاصة أنه من النوع الذي يفضل أن تجمع العباءة بين المعاصرة والماضي وتشير إلى أن مهرجان سلطان بن زايد التراثي هذا العام يحمل باقة متنوعة من الفنون التراثية، ويجمع الأهل الفن ويمزج الثقافات في بوتقة واحدة ويرفع راية القيم الإماراتية عالياً. جمهور متنوع حظي المهرجان بحضور عدد كثيف من الفنانين الإماراتيين والخليجيين والعرب الذين حرصوا على التجول في أرجائه للاقتراب أكثر من التراث الإماراتي. ومن ضمن الإعلاميين الذين تحدثوا عن انطباعهم عن المهرجان هذا العام مدير قناة أبوظبي الإمارات الإعلامي عيسى الميل، الذي يقول: “مهرجان سلطان بن زايد التراثي رسخ مكانته على مستوى المنطقة والعالم؛ فالتراث الإماراتي اليوم أصبح في عيون الجميع نظراً لأصالته وحفاظه على العادات والتقاليد الخليجية والعربية، فضلاً عن أن الموروث الشعبي الإماراتي يمتلك كل المقومات التي تجعله يحظى باهتمام الجميع، ما زاد الإقبال على زيارته”. درة المهرجانات التراثية ولا يخفي الفنان الكويتي دواد حسين اعتزازه بالمهرجان، والذي يعده درة المهرجانات التراثية في المنطقة. ويذكر أنه حين تجول في أرجاء القرية التراثية بمنطقة سويحان أحس أن هناك مجهودات متواصلة تبذل، وأن التراث الشعبي يحظى بأولوية خاصة في الإمارات. ويبين أن الإمارات، التي يعدها وطنه الثاني، تثبت كل يوم تفوقها واحتفاءها بالأصالة والتاريخ والهوية. فيما لم تتوقع الفنانة مروة محمد أن يكون المهرجان هذا العام بهذا الشكل المبهر من حيث التنظيم وطريقة العرض. وتلفت إلى أنه أصبح ملتقى الفن الأصيل والموروث الإماراتي العتيق وتطمح إلى أن تظل هي شخصياً على صلة بكل المهرجانات التي تحتفي بالتراث وتعبر عنه في أبهى صوره. واجب وطني يعد مقدم برنامج شاعر المليون الإعلامي حسين العامري المهرجان في دورته الحالية من أفضل ما يكون، نظراً لوضوح الرؤية وحسن التنظيم وحفاوة الاستقبال. ويلفت إلى أن مهرجان سلطان بن زايد التراثي يقدم كل عام الجديد وهو ما يضعه في القمة، خاصة أنه يحظي برعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات. ويشير إلى أن الاهتمام بالتراث الإماراتي أمر واجب على مواطن وما من شك في أن المشاركة الفاعلة للمشاركين والجمهور كان لها صدى واسعاً وانعكاساً طيبا على منطقة سويحان، لكونها حاضنة التراث في هذا المهرجان الكبير، الذي جمع الفنانين ومحبي الموروث الشعبي في مكان واحد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©