هلا عراقي (الشارقة) - حمل مهرجان الشارقة الضوئي لهذا العام قدراً كبيراً من التفوق، وكعادته نجح في أن يدهش العيون ويطرب الآذان، وأن يبدع في الرسم على جدران ليالي الشارقة أجمل اللوحات، وينقش اسم عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014 بحروف من نور على جبين الساحة الثقافية العالمية. وبلغت إبداعاته الفنية أن انعكست أيقوناته الجمالية على سطح الماء في عروض صيغت بقدر كبير من التنوع والإتقان، لتنسج تحفاً فنية رائعة مغلفة بقيثارة موسيقية جميلة.
تنوع كبير
المميز في المشهد العام للمهرجان هذا الموسم هو التنوع الكبير في العروض التي توزعت على اثني عشر موقعاً في الإمارة، والتي اختلفت في المضمون والمحتوى وتنافست في الإبداع والروعة، وتشابهت في الرؤية والهدف في الرقي بالذائقة الفنية لجمهور المهرجان الذي تهافت على حضور العروض اليومية، والحرص على مشاهدتها بمختلف مناطقها.
إلى ذلك، يقول يوسف مسلم «عروض هذا العام فاقت التوقعات في الاختلاف والتنوع عن الأعوام السابقة، فقد استطاعت هذه العروض أن تجذب الجمهور الغفير الذي حرص على عدم تفويت أي منها».
وتحدثت شيماء علي عن أن المهرجان الضوئي لم يضرب مثالاً يحتذى به في جماليات العروض التي يقدمها فقط، بل تعدى ذلك إلى جماليات التنظيم والإعداد المتقن للعروض، والتجهيزات التي طالت مختلف الوسائل من توفير منصات خاصة لكل عرض، وتجهيزات تقنية حديثة لضمان وصول الصورة والصوت لكل متلق في مشهد تكاملت فيه جمالية العرض والبراعة في إيصاله.
حرفية التنظيم
ويرى سامر طه أن التقنية الحديثة، التي رسمت بها الشارقة ملامح التفاصيل العمرانية أثارت في نفس متلقيها الفضول لمعرفة الآلية التي يقوم عليها مهرجان الشارقة الضوئي. ويضيف «هذه التقنية التي لم نكن لنعلم بها لولا مواكبتنا للمهرجان الضوئي هذا، ومعرفة ما توصلت إليها التقنيات العالمية في مجال عروض الرسم بالضوء وأساليبها»، متابعاً «لدى مشاهدة أي من العروض وأصدقائي سرعان ما يحلق خيالنا عالياً في محاولة فك ألغاز العرض، فهي بالفعل عروض تضيء الخيال».
عن انطباعه عن المهرجان، أشار راشد الرئيسي إلى الحرفية التي قدم بها المهرجان فعالياته، من خلال حملة الدعاية والإعلان المتقنة والمنظمة للفعاليات، وأماكن وجودها، وأوقات العرض ما يساعد المتلقي على الوصول إليها والاستمتاع بها، وهذا يدل على حرص القائمين على المهرجان والمنظمين له بأن يأتي ضمن أفضل المهرجانات العالمية، والتي نالت شهرة واسعة بالرغم حداثته فقد مرت أربع سنوات فقط على انطلاقه.
من جهته، أكد خالد المدفع، مدير عام هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، حرص الهيئة على إبراز الهوية الثقافية والإسلامية لإمارة الشارقة، من خلال فعاليات وعروض مهرجان أضواء الشارقة هذا العام، لا سيما مع تتويج الإمارة كعاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2014، مشيراً إلى اختيار مجموعة من أبرز معالم وصروح الإمارة التي تتميز بأجمل الزخارف والتفاصيل العمرانية الإسلامية لتكون ضمن مواقع المهرجان هذا العام.
وأضاف المدفع أن مهرجان أضواء الشارقة حقق مكانة مرموقة في المنطقة، كونه الأول والأكبر من نوعه فيها، وحقق نجاحات كبيرة خلال السنوات الماضية، واستقطب عشرات الآلاف من السياح ما يضع الهيئة أمام مسؤولية كبرى لتقديم الجديد والمتميز في كل دورة، والارتقاء بالمهرجان عاماً بعد عام ليثبت موقعه كواحد من أكبر المهرجانات الفنية الترفيهية في العالم.
وقال إن إمارة الشارقة تمكنت من تعزيز مكانتها التاريخية والثقافية والإسلامية في المنطقة والعالم، من خلال فعالياتها ومشاريعها الثقافية والسياحية والفنية، واستحقت بجدارة عدداً من الألقاب العالمية كعاصمة للثقافة العربية والإسلامية وعاصمة السياحة العربية لعام 2015.
مهرجان يغري العدسة
يعد المهرجان فرصة لالتقاط أجمل الصور. في هذا الإطار، تقول نسمة كامل «أنا هاوية لفن التصوير الفوتوغرافي، وأنتظر المهرجان من عام إلى آخر، لأنه يقدم لنا لقطات تفوق الوصف، وقد حصلت بفضله على صور أكثر من رائعة العام الماضي، وها أنذا منذ بداية عروض الموسم الحالي تفرغت للتصوير بشكل تام لأنها فرصة لا تأتي سوى مرة واحدة في العام، خاصة أن المساجد والمباني ترتدي به حلة ضوئية تغري العدسة وتحمسنا لالتقاط المزيد من الصور».
عدد اليوم
