الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«يوم الحب» مناسبة غربية وجدت طريقها إلى المجتمع العربي

«يوم الحب» مناسبة غربية وجدت طريقها إلى المجتمع العربي
14 فبراير 2014 12:51
أشرف جمعة (أبوظبي) - يحتفل أشخاص حول العالم في الرابع عشر من فبراير من كل عام بيوم الحب، والذي يسمى «فالنتاين»، نسبة إلى القديس «فالنتاين». وعلى الرغم من أن الاحتفال بهذا اليوم كان محصوراً في دول محددة إلا أنه تخطاها، وأصبح الاحتفال به يأخذ شكلاً ضمنياً وغير رسمي في جميع بلدان العالم تقريباً. واختلفت الآراء حول الاحتفال بهذا اليوم، فم الناس من يراه مجرد مناسبة تجارية، ومنهم من يجده يوما يجدد المشاعر. تغير الطرق انتقل الاحتفال بيوم الحب في هذا العصر من التعبير بأشكال بسيطة عن احترام وتقدير الآخرين عبر تقديم وردة أو هدية غير مبالغ في ثمنها، إلى أن أصبح حمى تصيب المحبين فيسارعون من أجل الاحتفال به بصورة مجافية للتقاليد المجتمعية، ورغم ذلك، فإن هناك من يراه يوماً يجدد إيقاع العلاقة بين الرجل والمرأة، والبعض الآخر يراه تقليداً أعمى يستورد جملة من العادات التي لا تتوافق مع قيمنا. وبعيداً عن كل هذه الآراء التقطت المحال التجارية المناسبة وحولتها إلى موسم لزيادة البيع وتحقيق الأرباح، عبر طرح صفقات تشجع المحتفلين بيوم الحب على إفراغ جيوبهم بقصد إظهار المشاعر للطرف الآخر. واعتاد العديد من المحال التجارية في مناسبة يوم الحب عرض العديد من الهدايا والعطور والأكسسوارات والورود الحمراء وعلب الشيكولاته الفاخرة، وعلى الرغم من أن مثل هذه المظاهر كان لها وجود محدود في السنوات الماضية، إلا أن المبالغة في أسعار الهدايا حتى لو كانت مجرد وردة حمراء أصبحت السمة الغالبة للاحتفال بيوم الحب، وما من شك في أن هناك من ينكر التبعية للعادات الغربية في الاحتفال بيوم الحب وارتداء الملابس الحمراء، ومن ثم الإقبال على الحجوزات في الفنادق والقرى السياحية، بالإضافة إلى التكاليف الباهظة في صالونات التجميل، ما جعل يوم الحب يلقي بأعبائه الكثيرة ومفارقاته العجيبة بين الرفض والقبول. أسعار خرافية من بين الذين ينتقدون أن تعج المطاعم والفنادق بالناس تعبيراً عن الاحتفال بيوم الحب، منصور العريمي، الذي يقول «الاحتفال بهذا العيد أخذ أشكالاً غريبة في الآونة الأخيرة، والشباب أصيبوا بهستيريا غريبة لم نعهدها من قبل إذ سيطر على عقولهم اللون الأحمر في هذه المناسبة، وهم بذلك يمنحون الفرصة لأصحاب المحال التجارية الخاصة بالهدايا والساعات وشركات السياحة وصالونات التجميل والعديد من الجهات التي استغلت يوم الحب لكي يرفعوا الأسعار بشكل مبالغ فيه، وهو ما يجعل معدل الإنفاق في هذا اليوم يتخطى بكثير الحدود المعقولة لميزانية أي أسرة». ويتابع «استمرار الاحتفال به بهذا الشكل سيرسخ وجوده في البلاد العربية والإسلامية وهو ما يشكل في النهاية ظاهرة خطيرة، من الممكن أن تلقي بآثارها السلبية على المجتمع، وتسهم بشكل أو بآخر في فرض عادات جديدة ومن ثم محو أخرى». ويتعجب بلال المرزوقي من أن بعض المتخاصمين من النساء والرجال قد يرفضون الصلح في عيدي الفطر والأضحى، ويقبلون به في يوم الحب. ويذكر أن أحد أصدقائه كان على خلاف مع زوجته، وظلت ومنذ رمضان الماضي، وهي في بيت أبيها إلى أن أحضر لها هدية قيمة وأرسلها لها فلانت، وعادت إلى بيت الزوجية من أجل الاحتفال بيوم الحب. ويلفت إلى أنه نظراً للعلاقة الوطيدة التي تربطه بصديقه فقد أنكر على زوجته قبول الصلح، ومن ثم العودة إلى بيت الزوجية. ويشير إلى أن عيد الحب هو تقليد غربي وقد تسلل إلى الحياة العربية بصورة سريعة، وأصبح الناس لا يجدون غضاضة في الاهتمام به أكثر من الأوروبيين أنفسهم. عشاء وهدية ينظر مراد بيومي إلى يوم الحب على أنه احتفال يأخذ الصبغة العالمية لكونه يرمز إلى إفشاء المحبة بين المتزوجين والمقبلين على الارتباط بشكل رسمي. ويرى أن الهجوم على المحتفلين به خرج عن نطاق النقد البناء فهو مجرد عادة لا أكثر. ويلفت إلى أن النساء بشكل عام يفضلن الاحتفال به. ويوضح «عن نفسي لا أستطيع أن أرفض لزوجتي طلباً في هذا اليوم فهي تختار الهدية التي تناسبها، والمطعم الذي تحب أن نتناول فيه العشاء»، مؤكداً أن العديد من أصدقائه راجعوه في الأمر إلا أنه لم يصغ لهم. ولا تخفي إيمان المزورعي تعجبها من الحركة الملحوظة للعديد من محال الهدايا التي تتفنن في عرض بضائعها، وترتفع أسعارها إلى أضعاف كثيرة، خاصة الدببة والقلوب الحمراء وكل ما يتعلق بالاحتفال بيوم الحب في هذا اليوم. وتبين أنه مع الأسف فإن العديد من المحتفلين بهذه المناسبة لا يكتفون بهدية بسيطة، لكنهم ينجرفون إلى أبعد من ذلك فيتكبدون أموالاً طائلة من أجل قضاء عطلة في أحد المنتجعات السياحية، بالإضافة إلى قيمة الهدية. مسايرة العصر لا يشعر حمد الهاجري بأية رغبة في المشاركة في هذا الاحتفال، واستطاع أن يقنع زوجته منذ سنوات بعدم مسايرة العصر في هذا التقليد، لكنه لا ينكر أنه بذل جهداً كبيراً لكي ترضى. ويوضح أنه اتفق معها على أن يشتري لها هدايا في مناسبات عربية وإسلامية، بالإضافة إلى دعوتها بصفة مستمرة إلى تناول طعام الغداء أو العشاء معه في المطاعم التي تفضل، وهو ما جعل أيامهما موصولة بالمناسبات الزوجية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©