لا نجاح إلا بعد فشل

أنا سيدة ولدي ثمانية أبناء وزوجي متقاعد ولم يتوان عن البحث عن عمل بديل لكن دون جدوى بسبب عدم حصوله على شهادة، ففكرت في مشروع بسيط لا يحتاج إلى رأس مال كبير ويكون مقتصراً على العائلة والجيران لكن لم تتحقق هذه الفكرة فاتجهت إلى فكرة أخرى جديدة، وتمنيت أن أحقق أمنيتي فذهبت بالفكرة لصندوق خليفة لدعم مشاريع الشباب ورحبوا بي وبالفكرة خاصة أنها تدعم القطاع السياحي وطلبوا مني أن أحضر موافقة مبدئية من البلدية لمنح قطعة أرض بمساحة صغيرة جداً في المكان الذي أريد أن أنشئ فيه المشروع· توجهت إلى المسؤول عن هذه الأماكن، وانتظرت قرابة الساعة لمقابلته إذ يخرج من مكتب المسؤول رجل يطلب مني الدخول، فدخلت فإذا برجلين فشرحت فكرة مشروعي، وفهمت من كلامه أن الفكرة أعجبته وطلبت منحي مساحة صغيرة من الأرض، حتى أستطيع البدء في مشروعي، وبعد نقاش قال إنها أخذتها شركة عالمية أجنبية لأجل تطوير هذا المكان· قلت في نفسي هل هذه الشركات الأجنبية أحق منا نحن أبناء الوطن؟· طلب مني أن أفكر في شيء آخر متواضع، خرجت من مكتبه ودمعي في عيني· وعندما جلست مع نفسي قلت إن هذه الشركات الكبيرة سوف تفعل أكثر مني بكثير وسوف تطور بلدنا وتجعل منها واجهة عالمية في شتى المجالات وخاصة السياحة· لم أحزن من رفضه ولكن كنت أريد شيئاً من الاهتمام والدعم المعنوي· قلت لنفسي هذه المرة فشلت ولكن في المرة القادمة لا مكان للفشل، ففكرت في مشروع آخر وإن شاء الله سوف يرى النور قريباً مع أنه يحتاج الى الكثير من العمل والدعم ولكني على يقين بأن الله معي· هذه قصتي أرسلها إلى كل امرأة تريد أن تثبت أنها تستطيع أن تعطي لهذا الوطن الغالي على قلوبنا حتى نراه عالياً· فعلينا أن نخوض المعارك حتى ننجح في شتى المجالات وثبت أنه لا مستحيل، لا نجاح إلا بعد فشل· أم عبدالله