أسواق الخضروات والفواكه تستقبل رمضان برفع الأسعار

يبدو أن موسم شهر رمضان المبارك المقبل سيرتبط بالطماطم كما ارتبط الموسم الماضي بالبقدونس الذي زاد سعر الكيلو منه بصورة غير مسبوقة ومعقولة عن سعر كيلو اللحم وسجل 40 درهماً خلال الأيام الثلاثة الأولى من رمضان الماضي، وارتفع سعر صندوق الطماطم زنة تسعة كيلوجرامات وارد الأردن خلال الأيام القليلة الماضية من 12 درهماً إلى 28 درهماً في سوقي الميناء ومدينة زايد أي بزيادة تصل إلى أكثر من 133%، كما رفعت غالبية المحال التجارية الكبرى ومحال السوبر ماركت سعر كيلو الطماطم من درهمين إلى خمسة دراهم· ويجزم تجار التجزئة في سوق مدينة زايد أن الأيام القليلة المقبلة خاصة قبيل شهر رمضان قد تشهد زيادة ''مجنونة'' لكيلو الطماطم، وسجلت أسعار العديد من أصناف الخضروات والفواكه والأسماك في سوق مدينة زايد في أبوظبي أمس وأول أمس ارتفاعاً غير مسبوق بنسب تراوحت بين 100% و200%· وارتفع سعر كيلو البامية (حجم صغير) بنسبة 200% حيث ارتفع سعر الكيلو من 4 دراهم الى 12 درهماً، وكيلو الخيار من 3 دراهم إلى 8 دراهم للخيار العماني و6 دراهم للخيار الأردني وكيلو الخس من 3 دراهم إلى 6 دراهم، وكيلو البقدونس من 4 دراهم إلى 10 دراهم، وصندوق البطاطا من 16 درهماً إلى 25 درهماً وكيلو البطاطا من 2,5 درهم إلى 4 دراهم، وكيلو الزهرة من 3,5 درهم الى 6 دراهم، وصندوق العنب الأحمر من 10 دراهم إلى 20 درهماً، وصندوق المانجو من 25 درهماً إلى 35 درهماً وسعر الكيلو 4 دراهم إلى 8 دراهم· كما ارتفعت غالبية أنواع الفواكه الأخرى مثل الموز والبطيخ الإيراني والتفاح والكمثرى بنسب تراوحت بين 30% و50%، كما ارتفعت أسعار السمك في سوق مدينة زايد والذي تشرف عليها جمعية الصيادين بنسب تراوحت بين 25% و45%، ووصل سعر كيلو الهامور إلى 28 درهماً والمن بسعر 110 دراهم بعد أن كان يتراوح بين 80 و90 درهماً، وكيلو الشعري إلى 15 درهماً والمن 60 درهماً بعد أن كان يتراوح بين 40 و45 درهماً وكيلو سمك الكنعد إلى 37 درهماً بعد أن كان بسعر 25 درهماً، وارتفع سعر كيلو سمك الصافي من 15 درهماً إلى 17 درهماً وسمك الزريدي إلى 28 درهماً بعد أن كان يتراوح بين 23 و25 درهماً، وكيلو الروبيان الصغير إلى 34 درهماً بعد أن كان 25 درهماً، وكيلو الحبار إلى 21 درهماً بعد أن كان 15 درهماً· ويتوقع تجار التجزئة أن تواصل الأسعار ارتفاعها خلال الأيام القليلة المقبلة قبيل حلول شهر رمضان المبارك بنسب قد تزيد على 300% خاصة أسعار الطماطم والخيار والكوسة والبامية والخس، وأكد تجار التجزئة عدم مسؤوليتهم عن هذه الزيادات المتلاحقة، مشددين على أن التجار الكبار بسوق الميناء هم الذين يحددون الأسعار الجديدة وأن ربحهم قليل جداً لا يكفي لمواجهة تكاليف المعيشة خاصة فيما يتعلق بارتفاع الإيجارات· ورصدت ''الاتحاد'' خلال جولتها الميدانية أمس في سوق مدينة زايد دهشة كبيرة من المستهلكين المواطنين والمقيمين جراء الارتفاع المتواصل لأسعار الخضروات والفواكه والأسماك متسائلين عن دور الجهات الرقابية في التصدي لارتفاع الأسعار المتواصل· مبارك عبدالله مبارك يبدأ حديثه مع ''الاتحاد'' وهو يطالع أسعار الأسماك بـ ''الغلاء شمل كل شيء·· وعن ماذا أتحدث عن الخضر أم اللحوم·· أم عن ماذا·· كل شيء أصبح غالياً·· ومن النادر بل من المستحيل أن تجد سلعة ما محتفظة بسعرها منذ 6 أشهر''· وقال: ''جئت الى السوق لأشتري خضروات وفواكه وسمك وفوجئت بالارتفاع الكبير في الأسعار لدرجة أنني ألغيت الهامور من قائمة الوجبات المفضلة لدي بسبب ارتفاع سعره''، وشدد على ضرورة تدخل الجهات الرقابية لضبط السوق، مؤكداً أن رفع الرواتب ليس الحل الأمثل، فالتجار يرفعون الأسعار فور الإعلان عن الزيادات، والمطلوب إحكام الرقابة على الأسواق ومراقبتها جيداً، وعدم استغلال رفع أو زيادة الرواتب لرفع الأسعار، فلابد من التشديد على التجار بعدم استغلال مثل هذه الظروف للتحكم في السوق والأسعار· ويتساءل المواطن المتقاعد محمد عبدالله المنصوري قائلاً: ''ماذا يحدث·· وهل الارتفاع المستمر في الأسعار أمر طبيعي·· وما هو الحل''·· ويواصل حديثه قائلاً ''كل شيء ارتفع حتى سعر سمك الحبار ارتفع من 15 درهماً إلى 21 درهماً وعندما ذهبت لاشتري صندوق البرتقال اللبناني بالسعر المعتاد وهو 16 درهماً فوجئت بالبائع يخبرني بأن سعره النهائي 23 درهماً، كما ارتفع سعر كيلو المانجو من 4 إلى 8 دراهم، علما بأنني لم أعد أشتري بالصندوق كما كان سابقاً بل بالكيلو، والكيلو سعره أعلى ولكني مضطر اليه بسبب تدني رواتبنا· جمعية تعاونية للمتقاعدين يطالب محمد عبدالله المنصوري بإنشاء جمعية تعاونية للمتقاعدين يشترون منها السلع الضرورية بسعر التكلفة، ويقول: ''أعرف موظفين كثيرين زادت رواتبهم 20 ألف درهم مرة واحدة ونحن المتقاعدين معاشاتنا ثابتة عند 7 آلاف درهم·· وارتفعت الأسعار مع زيادة الرواتب·· ولكن ما هو الحال مع هذا الارتفاع ورواتبنا عند نفس مستوياتها ؟''· ارتفاعات غير مسبوقة يضرب عطية أحمد (موظف) كفاً على كف مؤكداً أنه طوال إقامته في أبوظبي لم يعش هذا الارتفاع غير المسبوق في الأسعار، ويقول: من يصدق الآن أن سعر كيلو الخيار بـ 8 دراهم بعد أن كان بدرهمين وثلاثة دراهم وكيلو البامية من 4 دراهم إلى 12 درهماً لدرجة أن سعر البامية قارب سعر كيلو اللحم، ويؤكد أن غالبية الخضروات والفواكه في سوق الميناء ارتفعت بنسب تزيد عن 100%· وطالب بتدخل عاجل لحماية المستهلكين محدودي الرواتب، وتساءل ''هل يعقل أن تعيش أسرة بـ 2500 درهم شهرياً مع هذا الغلاء الكبير ؟·· وما ذنب الموظفين الذين لم تزد رواتبهم بعد أن رفع التجار الأسعار على الجميع دون مراعاة لظروف أحد ؟ ويضيف: هناك موظفون وافدون في بعض الإمارات زادت رواتبهم بصورة مضاعفة ووصلت إلى 9 آلاف درهم في حين أن موظفي الحكومة الاتحادية والقطاع الخاص لم يزادوا فلساً واحداً ولو استمر هذا الحال على ما هو عليه خاصة مع الارتفاع المتواصل في الإيجارات السكنية فإن فئات مهمة جداً في المجتمع ستختفي نهائياً· زيادات متوقعة خلال ايام يؤكد يوسف إسماعيل الدقل أن المستهلكين يتوقعون زيادات مفاجئة أخرى قبيل شهر رمضان المقبل، مشيراً الى أن التجار سيستمروا في سياستهم لرفع الأسعار بحجج واهية وتساءل هل ارتفاع سعر الديزل يؤثر في سعر سلعة واحدة بين يوم وليلة مثل الطماطم التي ارتفعت من 12 و13 درهماً إلى 28 درهماً علماً بأن هذا السعر قد يهبط أو يصعد خلال الأسبوع الجاري دراهم معدودة· وأضاف: نذهب للأسواق والجمعيات الكبيرة للحصول على سلع بأسعار أقل فنفاجأ بالعكس حيث ترتفع الأسعار في كل الأسواق والجمعيات والمراكز التجارية والسوبر ماركت وكأن هناك اتفاقاً بين كافة التجار والجمعيات والمراكز التجاري·· والمفروض أن تتحرك الجهات المسؤولة عن الأسواق والرقابة لتسيطر على السوق وتوقف ارتفاع الأسعار· 15 تاجراً يتحكمون في السوق ! استبعد تجار التجزئة أن يكون لهم يد في ارتفاع أسعار الخضروات والفواكه، مؤكدين أن التجار الكبار في سوق الميناء وعددهم 15 تاجراً هم الذين يتحكمون في الأسعار، وأكدوا أن أرباحهم من غالبية أنواع الخضروات والفواكه لا تتعدى درهماً أو درهمين للكيلو الواحد مشيرين إلى أنهم يعانون من ارتفاع الإيجارات وتكلفة المعيشة بصفة عامة· ويؤكد محمد بهروز باقري مسؤول محال باقري أن أسعار الخضروات والفواكه تتغير كل يوم بل وخلال ساعات، مشيراً إلى أن السبب في ذلك أن الأسواق الرئيسية في الإمارة مثل سوقي الميناء ومدينة زايد تعتمد بصورة رئيسية على البضائع المستوردة خاصة من الأردن وسلطنة عمان وسوريا ومصر، ولو ارتفع عدد البرادات في سوق الميناء فإن الأسعار ستنخفض والعكس صحيح، وللأسف فإن غالبية المستهلكين الذين يشتكون زيادة الأسعار لا يدركون هذه الحقيقة ويطالبوننا بأن نبيع لهم الخضروات والفواكه اليوم بأسعار أمس أو الأسبوع الماضي، ويستغربون عندما يعلمون بأن سعر الخضروات والفواكه قد ارتفع ولا يسألون كثيراً عن المصاعب التي نعيشها نحن كأصحاب محال تستهدف الربح، كما يعتقد بعض المستهلكين أن الأسعار في سوق مدينة زايد تقل عن سوق الميناء وهذا غير صحيح تماماً حيث إن فارق درهم أو درهم ونصف ليس زيادة في الوقت الحالي الذي ترتفع فيه أسعار الخضروات والفواكه الى الضعف! ويؤكد أن تجار التجزئة لا يفرضون على المستهلك سعراً معيناً، مشيراً الى أن أمام المستهلك خيارات متعددة، وعلى سبيل المثال فإننا نبيع كيلو الخيار الأردني بسعر5 أو 6 دراهم، لكن المستهلكين لا يفضلون في الوقت الحالي إلا الخيار العماني الذي يصل سعر الكيلو منه إلى 8 دراهم، ونرى المستهلكين يتهافتون على الخيار العماني وللأسف يشتكون من سعره ونحن لم نفرضه عليهم !· ويؤكد عبدالله كوتي مسؤول محل الهرمودي للخضروات والفواكه أن ارتفاع الأسعار حالياً في سوق مدينة زايد يرجع إلى ندرة المعروض من الخضروات والفواكه، مؤكداً أن الأسعار ستزداد خلال الأيام القليلة المقبلة خاصة مع كثرة الطلب عليها، ويدلل على صحة كلامه بارتفاع الأسعار يوم الجمعة الماضي مقارنة بأمس موضحاً أن نسبة الفرق بين أسعار اليومين تتراوح بين 10% و20% ومن المتوقع أن تزداد الأسعار قبيل رمضان حيث إن المعروض سيقل لا محالة من أصناف عديدة من الخضروات خاصة الطماطم والبامية·