العُشر خضـــراءُ الصيــــف

تزهر مع بداية الصيف شجيرة جميلة، يصادفها المرء خلال تجواله في حدائق أبوظبي، اسمها ''العُشر'' وهي معمّرة من العائلة العشارية، يصل ارتفاعها أحياناً إلى متر، وأوراقها خضراء متقابلة وأزهارها بنفسجية· تظهر ثمرتها بعد ذلك بشكل وبحجم الليمونة ذات الحجم الكبير ويكون بداخل الثمرة ما يشبه القطن· يقول المهندس الزراعي طلال ناصر عن العشر قائلاً: تنبت شجرة العشر في صحارى الخليج والأماكن المهجورة وفي المزارع، وموطنها في الحجاز وفي وديان مكة، لكنها تُرى في الصحراء متناثرة بوفرة هنا وهناك، حيث تعدّ أحد أهم أنواع الأشجار الخضراء في الصيف· وهي من الأشجار السامة ترعاها الإبل أحياناً، ويستخرج منها مواد طبية ''جلوكسيدات''· وعند قطع ثمارها تخرج الحبوب منها كما القطن، وعند قطع الورق من أصله أو كسر الورقة يخرج منها ما يشبه الحليب· يسمى ''صمغ العشر'' أو ''سكر العشر'' وقد استخدم قديماً لحاء أغصانها لاستخراج ملح البارود، لأن به حراق يقتدح به''· أما ذكرها فقد ورد في العديد من كتب العرب، ففي ''القاموس المحيط'' نجد أن: ''العشر هو شجر فيه حرّاق لم يَقتدح الناس في أجود منه، ويُحشى في المخاد، ويخرج من زهره وشُعبه سكر، فيه مرارة''· وقال أَبو حنيفة الدينوري: ''العُشر من العِضاه وهو من كبار الشجر، عريض الورق ينبت صعداً في السماء، وله سُكر يخرج من مواضع زهره، يقال له: سكر العشر، وله نفاخ كأَنها شقاشق الجمال التي تهدر فيها، وله نور مثل نور الدفلى مشرب مشرق حسن المنظر وله ثمر''· كما جاء في كتاب ''لسان العرب'' لابن منظور: ''كانت العرب في جاهليتهــــا تأخــــذ حطب العُشَر في المجاعـــــات وقحوط القطر فتوقِر ظهور البقر منها، وقيل: يَستمطــــــــِرون بلهـــــب النــار المشبـــــه بسني البرق''· وفي كتابه ''النبات'' قال الأصمعي: العشر، واحدته عُشرة، وثمره الخُرفع له جلدة إذا انشقت عنه ظهر منه مثل القطن، يشبه به لُغام البعير· وفي الشعر قال الوركُ الطائي: لا درّ درّ رجال خاب سعيهم يستمطرون لدى الأزمات بالعُشَر