الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأسودان

5 مارس 2017 01:01
كثُرت الأقاويل عن معنى كلمة (الأسودان)، لنجد براهين عدة تخص المعنى والدلالة، وهما (التمر والماء). يقصد بالأسود التمر فقط من دون الماء، حيث هذا التمر هو الغالب على تمر المدينة، ونُعت الماء بذلك لأنه مصطحباً معه، حيث كان العرب يطلقون التسمية الواحدة على الشيئين المترافقين اللذين لا يفترقا عن بعضهما البعض، كصديقين متلازمين أو كأخوين توأمين. وقد كثُرت التفسيرات عن كلمة (الأسودان)، حيث كانت لغزاً نطقت به السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها. والسيدة عائشة حينما كانت تُحادث عروة قريبها، وتفضي له حينما سألها عن حالها، لتخبره بأنها كانت تقضي أيامها تنظر للهلال في شهرين كاملين، ولم تكن لتُشعل ناراً في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، كإشارة منها لفقر حالهم، ليبادر عروة بسؤالها عن طعامهم، وما يعيشهم ويسد رمقهم ويقيتهم، فلم يكن منها إلا أن نطقت بكلمة واحدة وهي: الأسودان. والتأكيد بأن قولها الأسودان إنما تقصد به التمر تحديداً، ووصف الماء أيضاً بذلك، لكونه مترافقاً للتمر، وما اختلاط التمر بالماء إلا يتغير لون الماء فيصبح أسود أيضاً. وقد أشار بعض الشرّاح بأن أم المؤمنين أرادت الحرة والليل، حيث لو كانت تقصد التمر والماء، لكانت في سعة وخير ونعيم ورغد في العيش، ولكنها كانت تقصد الضنك والشدة والضيق من حالتهم. وأُكِّد في (لسان العرب) على أن الأسودان هما التمر والماء، وأيضاً الماء واللبن، وذكر أيضاً أنه الماء والفَثّ الذي هو نوع من البقل يؤكل، ذاكراً: «الأسودان أبرَدا عِظامي الماءُ والفثُّ دوا أسقامي». يُروى أن حجازياً قال لرجل كان في استضافته، بأن لا شيء لديه إلا الأسودان، ليُسرَّ الضيف بالخير الكثير الذي يتوقعه من هذا المضيف، فيخبره الحجازي بأنه ربما اعتقد أنه يقصد التمر والماء، ولكنه ما قصد إلا الليل والحرة. وترجيح رأي بعض العلماء، حين أتى اثنان من طلبة العلم إلى أحد الصالحين، حيث قام بتقديم الأسودان كضيافة، وفسَّر لهما أن التمر هو سيّد المأكولات، والماء هو سيّد المشروبات، وما المقصود بالأسودان إلا أنهما السيّدان. محمد أسامة - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©