الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يحفظ أبوظبي في القلب وعن ظهر قلب ولي رحمن رفيق الطريق

يحفظ أبوظبي في القلب وعن ظهر قلب ولي رحمن رفيق الطريق
23 مارس 2008 01:54
على مسند الكرسي أمامك، تطالعك صورته مبتسماً، فالبسطاء يسعدون ويتفاءلون بالضوء حتى لو كان ''فلاش كاميرا''، ويحفهم الأمل في الغد فيستبشرون خيراً حين يستخرجون بطاقاتٍ تعني أنهم حصلوا على عمل· ترنو بنظرك إلى يمين البطاقة فتقرأ اسم المالك، وأسفل منه في خانة السائق، تقرأ: ولي رحمن سبادور· قبل نحو عشرة أعوام قدم ولي رحمن من بلدته ''ميرام شاه'' الواقعة في إقليم ''شمالي وزيرستان'' في باكستان، إلى أبوظبي أسوة بمن سبقه من رفاقه الذين قصدوا الإمارات للعمل فيها· لم يكن يجيد قراءة وكتابة لغة بلده، فهو أميٌ عمل مبكراً في شتى المهن المتوفرة في الإقليم ليساعد والديه في تسيير شؤون الحياة اليومية، قبل أن يشب عن الطوق ويكبر ويتزوج· الآن يكدّ ويتعب ليمنح أولاده الأربعة وابنته الوحيدة فرصة استكمال دراستهم، فهم يدرسون جميعاً في المدارس، ويحققون التفوق الدراسي الذي يثلج صدره· منذ وصوله إلى أبوظبي عمل سائقاً في شركة خاصة، وما لبث بعد عامين أن انتقل للعمل على سيارة أجرة، كان ملزماً كغيره من السائقين على سداد أقساطها البنكية شهرياً، بحيث يتقاسم عائدات سيارة الأجرة، بينه وبين البنك ومحطات الوقود، وقد استلزمه سداد البنك أن يعمل عدة سنوات نحو 17 ساعة يومياً، بينما يعمل الآن فقط من الثامنة صباحاً وحتى الثانية عشرة ليلاً، تتخللها فترات استراحة لتناول طعامه وأداء فروض الصلاة في مواقيتها· أحب خلال تلك السنوات عمله كثيراً، لأنه كما يقول: ''صار رفيق طريق كل راكب فاكتسب تجارب حياتية واحتكاكاً مع الناس، وتعرّف إلى أشخاص من كل الجنسيات واطلع على تقاليد بلدانهم· الأهم أنه أحب أبوظبي كثيراً وحفظها في القلب وعن ظهر قلب، فقيادته السيارة في طرقاتها وشوارعها الرئيسة وحتى الأحياء الصغيرة، جعلته يتعرف إلى كل متر فيها، ويحفظ أسماء المواقع والأمكنة والمحال التجارية، وباتت هي المدينة الحلم الذي يعيشه يومياً ويسعد في أحضانها، على الرغم من أن راتبه الشهري لا يتجاوز الألفي درهم، يرسل معظمه لأسرته لتعتاش منه، فضلاً عن رعايته وعلاجه لوالديه المسنين''· لا يتوقف ولي رحمن عن الحديث بود ولهفة وإعجاب عن أبوظبي لأهله وأسرته في ''ميرام شاه''، وفي كل اتصال معهم مهما قَصُر زمنه لابد أن يخبرهم إما عن بحرها أو حدائقها أو عماراتها الشاهقة أو نهضتها، إلى حد أن زوجته -كما يقول- لم تعد تتوق لسماع المزيد، لأنها ببساطة باتت تحلم بزيارة أبوظبي ومشاهدة جمالها ونهضتها الرائعة بأم عينها· حلم ولي رحمن أن تنعم زوجته بمرأى أبوظبي ولو لمدة أسبوعين، ويتوق إلى تحقيق حلمه لولا أن ظروف فيزا الزيارة تَصعُب على أمثاله·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©