عـــلاج الأسنان ألَمٌ لا بـــد منه

يحاول ما وسعه الجهد أن يكون لطيفاً خفيفاً على قلوب الناس لا سيما الأطفال، يلاطفهم، يهدئ من روعهم، يشرح لهم أن الأمر بسيط ولا يستدعي كل هذا القلق والانزعاج، لكن هل يفلح طبيب الأسنان - مهما كان لطيفاً ودمثاً - في أن يزيل الخوف الشائع من الألم الذي يسببه علاج الأسنان؟ وهل يمكن أن تتغير صورة هذا الطبيب الذي يكاد يرتبط اسمه لديهم، بمجرد ذكره، بالألم والخوف وصوت ''آلة الحفر''، فيجد الواحد منهم يصك أسنانه ويضع يده على فمه لاشعورياً، ليحمي أسنانه· يقول مهند شويكي: ''عمري 23 سنة ولم أذهب في حياتي إلى طبيب الأسنان، فأنا أخاف من عيادة الأسنان وأتجنب الذهاب إليها قدر استطاعتي بسبب الألم الذي يشعر به المرء هناك''· وترى سلمى عبدالله أنه ''رغم وجود أطباء أسنان جيدين وماهرين وغاية في اللطف أيضاً، وهم يحاولون التخفيف عن المريض ومعالجته بأقل ألم ممكن، إلا أن عيادة الأسنان مليئة بالألم، ولذلك يخشاها الجميع منذ الصغر، وتجد الأطفال يبكون إذا ما ذكرت لهم اسم عيادة أو طبيب الأسنان''· ومن خلال تجربتها مع أطباء الأسنان تتحدث فاتن ابراهيم: ''لشدة الآلام التي سبق ومررت بها في عيادات الأسنان ولدى أكثر من طبيب، لا أبالغ إذا قلت إنني وبمجرد أن أسمع سيرة طبيب الأسنان أتذكر صوت ''آلة الحفر'' وهي تحفر أسناني فأشعر بالألم حقيقة· ناهيك عن آلام ''الجيبة'' فبالإضافة إلى الألم الذي يسببه لك طبيب الأسنان بالحفر والحشي والخلع، تجده يثقب ''محفظتك'' عند الدفع حيث تخرج من العيادة بفم مليء بالألم ومحفظة مفرغة من النقود''· أما أحمد اسماعيل فيضيف إلى الألم سبباً آخر يجعله يخاف الذهاب إلى عيادة الأسنان وهو ''أن طب الأسنان صار ''بيزنس'' فالأطباء يأخذون أجورا باهظة، ولا يؤدون عملهم بشكل جيد''· من جانبه يعتبر الدكتور أيمن شعبان، طبيب أسنان، أن الخوف من عيادة الأسنان شيء طبيعي، لأن الألم يكون في منطقة حساسة من الجسم هي الرأس، والفم تحديداً هو منطقة حساسة مليئة بالأعصاب، كما أن الأدوات التي تستخدم في العلاج حادة ولها أصوات مزعجة· ويضيف شعبان: نحن ندرك هذه المسألة تماماً، ولا نحزن بسبب المشاعر التي يحملها البعض تجاهنا ولكن تحزننا الحالات التي تدخل في دائرة مغلقة بسبب خوفها من طبيب الأسنان، فهذا من شأنه أن يزيد الألم والخوف ويعقد طريقة العلاج ويزيد من صعوبة عملنا· ويبتسم الدكتور شعبان لدى سؤاله فيما إذا كان طبيب الأسنان يحفر جيوب الزبائن أيضا، ويقول: إن علاج الأسنان مكلف في جميع دول العالم، والمشكلة تكمن في أن الأدوات والأجهزة مرتفعة الثمن، ونحن معرضون، قبل المريض، للابتزاز من الشركات والمختبرات المتخصصة في إنتاج هذه الأدوات· نصيحة دكتور! يقدم الدكتور شعبان نصيحة للمرضى لكي يتغلبوا على مسألة الخوف والألم هي: أن لا يتعاملوا مع طب الأسنان على أنه طب علاجي وإنما طب وقائي، بمعنى أن يعتاد الشخص على زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري للفحص والوقاية منذ السنوات الأولى من عمره·