الثعبان يغير جلده في أربعة أيام والحرباء تتلوّن

منزلان متقابلان من القصب المشيّد على رمل شاطئ حديقة خور دبي يضمان أنواعا مختلفة من الزواحف والحيوانات؛ كتب عليهما ''ركن الحيوانات''؛ وضع كل منها في قفص زجاجي أو خشبي يضمن هدوءه وتمكين الزوار من الاستمتاع بمشاهدته· في أحد هذين المنزلين وتحديدا في منزل الزواحف يحرص مربي الأفاعي جاسم حسين البلوشي على التواجد والبقاء قرب ثعابينه المفضلة وحرباواته ليمارس هوايته التي أصبحت عملا موسميا له خلال المهرجانات يستمتع به ويؤمن مصاريفه الشخصية· 6 أنواع من الثعابين غير السامة مختلفة الأنواع يعرفها جاسم ويميّزها جيدا كيف لا وهو يعاشرها منذ عامين في منزله بالشارقة، فهذه الصفراء تسمى ''الألبينو'' والسوداء اسمها ''الكنج''، والثالثة ''ميلك ألبينو'' وهذه ''البايتون'' وتلك ''الروك بايتون''، والسادسة ''الميلك سنيك'' وهكذا·· يقول: ''أخذت هواية تربية الزواحف عن أخي الأكبر الذي كان يملك ثعبانا ويربيه في المنزل، وقد شجعني على تربيتها وعلمني كيفية الاعتناء بها، فأحببت الثعابين وجعلت من تربيتها هوايتي المفضلة أنا أيضا، ثم اشترينا معا مجموعة من الثعابين جلبناها من أفريقيا حيث تتواجد الثعابين وتزدهر تجارتها وشاركنا في مهرجانات دبي، وقد لفت ركن الحيوانات الذي أقمناه الأنظار إليه وصار يستقطب الزوار من مختلف الأعمار والجنسيات''· هواية مكلفة بحسب النوع والموسم تختلف أسعار الثعابين، ''الألبينو''، كما يقول جاسم، من أغلى الأنواع ثمنا إذ يقدر سعرها بحوالي 6 آلاف درهم للثعبان الصغير في حين يقدر سعر الكبير، كالذي بحوزتي، حوالي 10 آلاف درهم، أما الثعبان الآخر وهو من نوع ''الروك بايتون'' فيقدر سعره في المواسم الغالية حوالي 2500 درهم ولكن وجوده نادر في الأسواق حاليا''· والعناية بالثعابين تتطلب معرفة وإلماما بما تحبه هذه الزواحف فالثعبان، والحديث لجاسم: ''لا يحب البرد ولا الحرّ الشديدين ولكنه بالمقابل يحب الإضاءة وكذلك السباحة، ولذلك أحضر له كل أسبوع الماء الدافئ ليسبح فيه، أما بالنسبة لطعام الثعابين المفضل فهو الفئران حيث يأكل فأرا واحدا كل أسبوع، ومن الممكن أن يأكل الكتاكيت الصغيرة إذا لم تتوفر الفئران، وعادة أقوم بشراء الفئران من السوق أسبوعيا لتأمين طعام الثعابين حيث يبلغ سعر الفأر 20 درهما، وهو لا يشرب كثيرا ولكنه يحتاج إلى شرب الماء بعد الأكل''· تغيير الجلد ويغيّر الثعبان جلده بالفعل وذلك كل 3 أشهر تقريبا، وإذا لم يغيّره فإنه يتعب، وتظهر على الثعبان أعراض واضحة تشير إلى بدء عملية التغيير يعرفها جاسم جيدا ''حيث يميل لون عينيه إلى الأحمر المغبر، ولهذا يجب أن نساعده على إتمام عملية تغيير الجلد منذ البداية، وذلك بوضعه في الماء الدافئ، أما أثناء مرحلة التغيير، وتتطلب 4 أيام كاملة، فيفضل أن يوضع في مكان واسع لكي يستطيع أن يتمدد على طوله ويخرج من جلده بشكل مريح·· واللافت أن الثعبان أثناء مرحلة تغيير الجلد لا يأكل ولا يتحرك ولذلك لا نطعمه ولا نحمله، أما بالنسبة للحرباء فإنها تأكل الخس، ويتغيّر لونها حسب المكان الذي توجد به، فإذا كانت على الشجر صار لونها أخضر وإذا مشت على التراب أصبح لونها ترابيا''· ويطمئن جاسم زوار ومحبي مشاهدة هذه الثعابين بأنها ليست من الأنواع السامة وأنها غير مؤذية ولكن للعلم فإن هذا الثعبان إذا غضب أو ضايقه أحدهم فيحاول أن يحمي نفسه بالإفلات منه عن طريق الحركة السريعة وفتح الفم غير أنه لا يعض·· الغريب أن الثعبان يتميّز بحاسة شمّ قوية وبالمقابل فهو لا يرى ولا يسمع ولا يميّز الآخرين من حوله·· يقول جاسم: ''مع أنه لا يميّزني فإنني مستمتع بتربيته لاسيما وأنني استفدت من هذه الهواية ماديا وكذلك إرضاء فضول الناس وإعجابهم''··