اليوم الدراسي الأول

في جو مليء بالبهجة والسرور يلفه الحب والتعاون والألفة احتفلت مدرستنا باليوم الدراسي الأول من العام الدراسي الجديد، باستقبال زهور المستقبل وفلذات أكبادنا بالأحضان والقبلات وباقات الورود، استقبلت وزملائي المعلمون وإدارة المدرسة الموقرة أبناءنا التلاميذ، وقد تجملت ساحة المدرسة وتحولت الى مدينة ألعاب وحديقة غناء ما رأيت أبدع منها في حياتي، فمنظر المدرسة يسر الناظرين ويبهج النفوس ويرسم البسمة على محيا الزائرين ويبعث الراحة والطمأنينة في قلوب التلاميذ، كل ذلك بفضل الإدارة الحكيمة والهيئة التدريسية المتعاونة· فكان المنظر مشرفاً وجميلاً والأجمل منه هذا المنظر الذي هز مشاعري ألا وهو لقاء الأحبة الصغار وبراءة الطفولة وعلامات الفرح والسرور تبدو جلية على محياهم، يعبرون عنها بالبسمات والضحكات والقبلات والتهاني، تكاد أفئدتهم تطير فرحا في السماء، فتبدل شعورهم بالخوف والكآبة والضيق والندم خلف هذه الأسوار، وكأنهم مذنبون محكوم عليهم بالسجن لمدة عام مع الشغل والنفاذ، الى شعور بالراحة والسعادة والأمل· كل هذا جميل ولكن الأجمل والأجمل هذه الصرخة الطفولية البريئة التي هزت أسوار المدرسة، أطلقها أحد تلاميذ الصف الأول الابتدائي في وجه أمه التي جاءت لتشجعه وتبث في قلبه روح الطمأنينة والراحة قائلاً لها: أرجوك يا أمي اتركيني واذهبي لن آتي معك، فأنا لست صغيراً ولا خائفاً ولا أريدك ان تأتي معي الى مدرستي بعد اليوم، فأنا أحبها كما أحبك انت وأبي، وأفلت من بين أحضانها وجرى مسرعاً نحو الألعاب يلعب ويمرح ويهمس في أذن زملائه فيضحك ويضحكون، من لحظتها أيقنت ان اليوم الأول من كل عام دراسي جديد أهم أيامه، وتمنيت ان يتكرر وألا يكون يوماً واحداً في العام، وذلك لبث النشاط والطمأنينة والسرور في نفوس تلاميذنا· محمود عبد الباقي مدرسة الحباب بن المنذر