الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كريمة الشوملي: الفن ينمي الروح الحضاريـــــــة

كريمة الشوملي: الفن ينمي الروح الحضاريـــــــة
1 سبتمبر 2007 22:42
حلمت الإماراتية كريمة الشوملي بأن تكون فنانة تشكيلية، فكان لها ما أرادت، وذلك بالإصرار على الإبداع في مجال أحبته منذ الصغر، وكان يرافقها مثل الظل· إنها تجربة متميزة أن يجمع الفنان بين ممارسة الهواية الفنية إلى درجة الاحتراف والتفرغ، وبين التخصص الجامعي، ويبدو أن الفنانة الإماراتية المتميزة رفضت أن تصادر الروح والوجدان في هذه الحياة المادية، والفن بالنسبة لها يجسد حالة راقية، تجعلها منفتحة على الآخرين في هذا العالم، متجاذبة مع الثقافة الإنسانية، وهي إضافة مؤثرة لكل إنسان استطاع أن يتجاوز المفاهيم الضيقة، ويبدع في مجال الفن والثقافة· قبل مدة شاركت في معرض بألمانيا، وقبله في الدنمارك، ومؤخراً شاركت في معرض ببرشلونة في إسبانيا، وشاركت بعنوان ''غير مرئي'' في معرض ''لغة الصحراء'' في أبوظبي والعديد من المعارض الخارجية والداخلية· المستوى المتطور وفي هذا الحوار تحدثنا عن رحلتها إلى معرض برشلونة قائلة: كان مطلوباً مني في هذا المعرض أن أشارك في فن التصوير الفوتوغرافي مع فيلم فيديو، حيث يمكن تكبير حجم الصورة إلى متر ونصف، والجميل أن الكاليري الخاص الذي أقيم فيه المعرض تكفل بعملية شحن الأعمال والسكن والإقامة، وهذا يدل على الاهتمام العالي من قبل الجمهور الإسباني بالفن التشكيلي، وفي حفل الافتتاح كان هناك بث حي ومباشر من خلال الإنترنت نظراً للعدد الكبير الذي قام بزيارة المعرض، حيث كان يمكن التعرف على اللوحات والفنانين من خلال الإنترنت· وأضافت أن الجمهور الإسباني فوجئ بالمستوى المتطور الذي وصل إليه الفن التشكيلي في منطقة الخليج، لذا كان هناك نوع من الجدل الثقافي حول الفن في الخليج والشرق الأوسط· وذكرت أن إسبانيا مملوءة بالمتاحف الفنية المتخصصة، لافتة إلى أنها شاهدت العديد من اللوحات لكبار الفنانين أمثال ميرو وبكاسو وغيرهما من الفنانين، وأضافت أن هذه هي الزيارة الثانية التي تقوم بها لإسبانيا حيث شاركت سابقاً في معرض للمركز الأندلسي للفن الحديث أقيم في سيبيليا (إشبيلية)· طغيان المادية كريمة الشوملي ترى أن الحياة دوامة، بمعنى التيار القوي، لذا أبدعت عملاً أسمته ''دوامة الحياة'' شاركت فيه في إحدى محطاتها الفنية، وعند سؤالها عن سر هذه التسمية، قالت: الحياة تيارها قوي الآن، والإنسان انجرف مع هذا التيار، وأصبح أنانياً يحب الوصول، ورغم أن العمل عبارة عن حبال إلا أنه لا يوجد أي علاقة بين هؤلاء الناس، الناس أجناس كما يقولون، فمنهم النائم، ومنهم المستيقظ، والواقف، والمتحرك، والزاحف، الكل يريد الصعود والوصول في هذه الحياة التي نعيشها في جميع أنحاء العالم، وليس في مجتمعنا فحسب، لقد طغت المادية كثيراً، وأصبح تيارها أقوى من أي شيء آخر· سألنا الفنانة كريمة الشوملي عن كون الفنان التشكيلي من أغنى المبدعين فأجابت: العمل أكثر خلوداً من ثمنه، وأنا لدي لوحات فنية أبيعها، وهذه لا تكون بالصورة ذات المفهوم الفكري، قد تكون لوحة تراثية، لكن معظم الأعمال التي أحس أنها تعبر عني كفنانة أخرجها عن طريق الأعمال التركيبية· وعن بداية الرحلة مع الفن التشكيلي قالت الفنانة كريمة الشوملي: حبي للفن بدأ منذ المرحلة الدراسية وبالأخص في المرحلة الإعدادية، حيث كنت أنتظر حصة التربية الفنية بفارغ الصبر لأرسم، وكنت أرسم لزميلاتي تسريحات الشعر لرسوماتهن، وقد شجعتني مدرسة التربية الفنية ووجهتني للاستمرار في تطوير هوايتي· وأضافت قائلة: بعد ذلك دخلت دورات لصناعة الزهور والرسم على الحرير وغيرها من الفنون اليدوية، وفي عام 1996 التحقت بدورات في معهد الفنون التشكيلية تختص بتاريخ الفن، وتقنيات اللون وغيرها من أساسيات الفن التشكيلي، ثم التحقت بدورات تخصصية أقامتها جمعية الفنون التشكيلية مثل دورة في ألوان الباستيل ودورة في الزيتي والمائي· دور الفن وعن دور الفن ووظيفته الاجتماعية والجمالية قالت: الفن التشكيلي يساعد في ارتقاء الذوق الفني، وغرس القيم الجمالية لدى أفراد المجتمع، ولا يمكن أن نجرد المجتمع من المزاج الفني أو الأدبي أو الروحي حتى لو في ظل طغيان العلاقات المادية بين أفراده، ربما يتقبل المجتمع اللوحة بصعوبة، أو تولد بشكل متعثر على يد الفنان نفسه في هذه الظروف، لكننا لا ننكر دور الفن التشكيلي في إبراز الناحية الحضارية لدى الشعوب، وتجسيد القيم الجمالية في حياتها، وكذلك إظهار الهموم والتطلعات الشعبية، وأضافت أن دور الفن كبير بلا شك ووظيفته مهمة وفعالة· وبخصوص المدارس الفنية التي تأثرت بها ذكرت أن المدرسة الانطباعية جذبتها بألوانها السميكة، والكلاسيكية بالدقة المتناهية، والسريالية بأحلامها وخيالها·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©