الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بين الأم وابنتها

1 سبتمبر 2007 04:09
بعض الفتيات في مرحلة ما فوق الخامسة عشرة يقلن: نحن في هذا العمر نفضل صداقة من هن في أعمارنا، فالصداقة عندنا مشاركة في الأسرار والهوايات وتبادل الزيارات وكثير من الحفلات، وكل هذا العالم الجميل يدور بعيداً عن الأم وبصراحة كثير من الأفكار التي تعجبنا لا تحوز رضاء الأم، فكيف نجعل منها صديقة وهي بعيدة كل البعد عن عالمنا الصغير؟ وهذا فعلاً صحيح فبعض الأمهات ''وليس الكل'' تعنف بناتها وتنهرهن لأقل الأخطاء، وهنا يوقفنا السؤال، كيف أجعل من أمي صديقة لي وهي عندما تكتشف وبالصدفة خطأ لي أو سوء تصرف عن غير عمد مني توبخني أشد توبيخ؟، بصراحة أسلوب والدتي ينفرني حتى من الحديث معها أو الجلوس بالقرب منها، فأنا أخاف منها كثيراً وألجأ الى صديقاتي لأتحدث معهن وأجد برفقتهن السلوى· طبعاً هذا لا يعني أن هذه الحالة هي السائدة بين الأم وبناتها فبعض الآراء تقول: ''لن أجد في هذه الدنيا أفضل من والدتي صديقة لي، فهي القلب الكبير للحب المتفهم والحكيم والأكثر من ذلك هي الوحيدة التي تخاف علي وتتمنى لي الخير كله، فأين أجد مثلها صديقة مخلصة وخبيرة بشؤون الحياة ؟ فوالدتي تعرف الكثير وأنا بدوري أحاول اكتساب الخبرة منها وأستشيرها في كل كبيرة وصغيرة· وفعلاً الأم هي الوحيدة التي إذا شاهدت بنتها تفعل شيئاً لا يرضيها ويعارض تفكيرها توضح لها الأمر بأسلوب راق وجميل ومقنع يجعل الفتاة لا تعود أبداً الى ما فعلت مرة أخرى، وبعض الفتيات يعارضن هذا الرأي ويصفنه بأنه ''أمر مستحيل وشيء غير موجود'' معللات هذا بأن ''من شروط الصداقة وجود التوافق في العمر والتفكير والميول ومشاركة هوايات معينة وتبادل الأسرار والفكاهات، وهذا كله غير موجود عند الأم، فهي متحفظة ومتشددة دائماً تتعامل مع أولادها وبناتها بالأوامر والتوجيهات، وطبعاً الفتيات يشعرن بالملل من الأوامر خاصة في العمر الصغير الذي تحب فيه المرح والضحك· هذا رأي الفتيات وماذا عن آراء الأمهات؟ الأم ترى أن الصداقة بين الأم وابنتها أمر جميل والمفروض أن تكون كل أم صديقة لبناتها حتى تحميهن وتحصنهن من شرور رفيقات السوء أيضاً، فالأم عندما تكون بعيدة عن بناتها تفتقد الى القدرة على الحديث معهن عن أنفسهن بسبب الحواجز النفسية التي بنيت بينهما وأصبح من الصعب إزالتها· وفي حال إذا عجزت الأم أن تكون صديقة لبناتها فيجب عدم الغفلة عنهن وعن صديقاتهن المقربات منهن ولتكن عضواً فعالاً في اختيار صديقاتها من الناحية الدينية والأخلاقية· فالفتيات يتأثرن ببعضهن البعض ويقلدن صديقاتهن المقربات بالميول وطريقة الكلام وحتى في الأفكار والسلوكيات· وهنا لا نقول إن صداقة البنات غير مطلوبة بل نشجعها فهن يحتجن لصداقة نافعة ومفيدة، ومن هنا يبرز واجب الأم في اختيار رفيقات بناتها بدلاً من أن يقعن في أيادي رفيقات السوء·
المصدر: مركز الدعم الاجتماعي-أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©