الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إلى المدرسة

إلى المدرسة
1 سبتمبر 2007 02:57
العلم يتصف بالنور المطلق الذي يضيء الحياة، فلا ترد بعده إلى الظلمات، ويتصف بالبلسم الشافي من طغيان الجهل وعبث الظلم والاستبداد، فبالعلم ترقى الشعوب وتتقدم وترفع منار الحرية وتنبذ الذل والعبودية، حيث التصقت صفة العلم بالإنسان منذ الأزل، تلازم يفصح عن ملامحه القرآن الكريم ''يا آدم أنبئهم بأسمائهم'' مدار يوحي بان الإنسان ذا عقل فلا شيء يشبع تلك الغريزة الفطرية سوى العلم، ومنهجه بالكون حتى يسعى للعلم بكل ما أوتي من قوة حياتية، ومنبع طموح لا يقف عند حد، بل يسري كما يسري الدم في العروق ليغذي نواحي الحياة، صفة عقلية لم تمنح إلا للإنسان وعلى النقيض تماما تبدو المخلوقات الأخرى على قدر من العقلانية وذات خصوصية علمية محدودة لا تخرج عن نطاقها، فالإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يسعى إلى العلم المطلق، ويدلل على ذلك قول الله تعالى في كتابه الكريم ''علّم الإنسان ما لم يعلم'' وهذه دلالات كبيرة على ان الإنسان لا قيمة له إلا بالعلم حتى أن الحياة أصبحت بمفهومها الشامل أمانة علمية وأخلاقية يتوجب على الإنسان أن يحافظ عليها ويتمم رسالته الحياتية بالاجتهاد وبالعلم!!! ونرى من الدلالات المحكمة ان على مر العصور لا تتشكل الأمم إلا على منهج العلم وبغيرة لا يمكن لها إن تحيا أو تستمر مهما أوتيت من قوة اقتصادية أو سياسية· لذا كان فضل الأمة الإسلامية على سائر الأمم الحديثة أنها بالعلم قد أرست ثوابت علمية ومخترعات لا يمكن لهذه الدول الصناعية أن تسقطها من عرف التاريخ، حيث فجر الإسلام الطاقات العلمية والمعرفية فكان المستخرج من علماء وعلوم في كل مجالات الحياة يشار إليه بالفضل إلى الأمة الإسلامية بشكل مباشر· لقد اهدى الإسلام نور العلم إلى سائر الأمم، فكانت تلك الشرارة التي ولدت المثابرة العلمية الواسعة، وبهذا أنجز العالم الذي نعيشه ومنح الإنسان نفسه الاستقرار الأمني والمعيشي وأصبح العالم يسير عبر نظم علمية قادرة على برمجة حياة الإنسان ومحيطة على أسس رصينة· ومناسبة العام الدراسي الجديد تجعلنا نعرج على واقع التعليم في الإمارات والذي أخذ منحى تأسيسيا مغايرا حتى أن المرء في دولتنا لا يشعر باستقرار المنهجية العلمية ولم تعد هناك ملامح تربوية ترضي المجتمع ككل، هناك إفرازات خططية متشعبة لا توحي بان الأهداف قائمة على التعليم وحده!! ففي الماضي وحين قيام الدولة كان الهدف خلق الإنسان المتعلم ضمن الثوابت التربوية المتلازمة مع حراك العلم!! إلا أن ما يطرأ من تحول غيب كثيرا من الأهداف التعليمية التي أصبحت معقدة في واقع تربوي أكثر تعقيدا!! فالمسألة التعليمية في كل بلدان العالم ذات خصوصية مجتمعية ومن ثم عالمية إلا أن من الواضح أنه أصبح لدينا انقلاب على الخصوصية وانطلاق نحو العالمية، وهذا الإرباك الحاصل من جراء التحديث والرؤية المستقبلية المتشعبة بكل الاهتمامات في آن واحد أو كما يوحي من الخطة التعليمية أن هناك خوفا شديدا من القادم وتأزما مع الماضي ومن هنا نشأت ازدواجية مؤسساتية، فمن يخطط لمن!! وزارة التربية أم مجالس التعليم أو المناطق التعليمية؟ اذا الأسس التعليمية برمتها بحاجة إلى الوقوف على قناعة علمية ومنهجية، وبحاجة إلى أهداف ترضي طموح الدولة نحو خلق جيل واع وقادر على القيادة المستقبلية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©