السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأسهم المحلية تعود إلى منطقة الاستقرار النسبي

الأسهم المحلية تعود إلى منطقة الاستقرار النسبي
31 أغسطس 2007 23:38
عاد الاستقرار إلى أسواق الأسهم المحلية خلال تعاملات الاسبوع الماضي بعد أزمة الهبوط الكبير الذي تعرضت له الاسبوع السابق، حيث عاودت الأسهم الارتفاع وارتفعت القيمة السوقية 9,4 مليار درهم وارتفعت كمية وقيمة التعاملات بنسبة 17%، و32% على التوالي ونجحت كلتا السوقين في الاستقرار أعلى مستويات دعم رئيسية حيث نجحت سوق دبي في تخطي مستوى المقاومة عند 4250 نقطة كما نجحت سوق أبوظبي في تخطي مستوى المقاومة عند 3400 نقطة ثم تحركت كلتا السوقين بعد ذلك في نطاقات ضيقة محافظا على المستويات التي نجح في استعادتها· وذكر التقرير الأسبوعي لشركة أمانة كابيتال ان التعاملات تركزت على الأسهم النشطة بقيادة سهمي إعمار العقارية، وسوق دبي المالي بسوق دبي، والدار العقارية، والواحة العالمية للتأجير بسوق أبوظبي، وعاد سهم إعمار العقارية الاسبوع الماضي لقيادة السوق نحو الارتفاع، وساهم الاعلان عن قيام الشركة في إلغاء صفقة دبي القابضة القائمة على مبادلة الارض مقابل الاسهم واتجاه الشركتين الى الدخول في مفاوضات لإطلاق مشاريع تطوير عقاري مشتركة يتم الاعلان عنها خلال شهر سبتمبر، وهو ما أدى الى حسم الغموض والجدل حول هذه الصفقة منذ الاعلان عنها، وأدى ذلك الى ارتفاع أحجام التعاملات على السهم، واستحوذ السهم على 39,7 % من إجمالي قيمة التعاملات بسوق دبي بالاضافة الى إغلاق السهم عند 10,90 درهم مرتفعا بنسبة 5,8%، وهو ما انعكس على باقي أسهم أسواق الامارات حيث أنهت تعاملات الاسبوع الماضي بارتفاع 45 ورقة مالية وانخفاض 25 ورقة مالية وثبات 7 أوراق مالية، ولايزال أمام أسواق الامارات اختبار حقيقي من اجل التماسك والتجميع القوى عند هذه المستويات قبل الارتفاع مرة أخرى· عوامل خارجية وقال نبيل فرحات المدير التنفيذي لشركة الفجر للاوراق المالية ان العوامل التي تؤثر على الاسواق المالية حاليا هي عوامل خارجية حيث ان التقلبات السعرية الحادة في الاسواق المالية العالمية كبدت العديد من صناديق التحوط العالمية خسائر كبيرة وبالتالي قيام هذه المحافظ بتسييل استثماراتها الخارجية لدعم مراكزها في أسواق المنشأ· وأضاف نتيجة للتقارير الصادرة عن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والتي تتوقع انخفاض سعر الدولار مقابل العملات الرئيسية الاخرى قد ساهم في قيام الصناديق الاستثمارية الدولية بتسييل استثمارتهم الدولارية تخوفا من الانخفاض الحاد في سعر صرف الدولار ونظرا لأن الدرهم مربوط بالدولار فإن قرار الصناديق بالتسييل أصاب جزء منه الاسهم الاماراتية· ويرى فرحات ان هذا النوع من التسييل الذي تقوم به هذه الصناديق هو تسييل اضطراري ذو طبيعة استثنائية وليس ناجما عن خلل في التقييم أو خلل في الوضع الاقتصادي في الدولة، متوقعا أن تعود أسعار الأسهم الى وضعها الطبيعي بعد انتهاء عمليات البيع حيث ان هناك العديد من العوامل التي تشير الى تحسن الاسواق المالية· وأوضح فرحات ان أول هذه العوامل يتمثل في أن الاداء المالي لهذه الشركات خلال النصف الاول من هذا العام يشير الى نمو أرباح الشركات بنسبة 57% وتوقع نموها خلال العام بنسبة 23,5%· وهي نسبة نمو عالية تعكس الواقع الحقيقي للاقتصاد الاماراتي· أما العامل الثاني من وجهة نظر فرحات فيتمثل في ان الانخفاض في الاسعار لن يدوم طويلا هو ان تقييم الاسهم يعد مقبولا على هذه المستويات حيث ان معدل مضاعف ربح السهم بناء على أرباح العام 2007 المتوقع 12,4 مرة فقط مقارنة بمعدل مضاعف يصل 16 الى 17مرة خلال العشر سنوات الماضية· مضاعف الربحية وأشار الى أن العام 2008 أصبح على الابواب وقال اذا ما نظرنا الى مضاعفات ارباح الاسهم بناء على أرباح 2006 فنجد انها تتداول على مضاعف 15مرة اي انه في حالة تحرك اسعار الاسهم (في حالة استقرار الارباح) حسب حركتها تاريخيا فإن السوق حاليا يتداول تحت 30% من قيمته بناء على تقييمه تاريخيا· ولفت الى ان هناك احتمالات كبيرة على ان يقوم الفيدرالي الاميركي بتخفيض الفوائد الفيدرالية على الدولار ابتداء من هذا الشهر والاشهر الثلاثة القادمة بهدف معالجة أزمة الرهن العقاري وتداعياتها السلبية على الاسواق المالية والاقتصاد الاميركي· وهناك توقعات أن يتم تخفيض الفوائد من 0,50% الى 0,75% خلال الثلاثة شهور القادمة وهذا له تأثير ايجابي على الاسواق المالية· وأكد فرحات ان الوضع المالي في الدولة هو وضع قوي بدلالة قيام أكبر شركات التصنيف الائتماني العالمية برفع التصنيف لدولة الامارات وللعديد من البنوك المحلية وبعض المؤسسات الكبيرة العاملة بالدولة كشركة طاقة وشركة إعمار العقارية· كما قامت شركات التصنيف بدحض اي مخاوف على تأثر المؤسسات المالية المحلية بأزمة الرهن العقاري نتيجة لأن نسبة الاستثمار في هذه الادوات المالية لاتذكر· وقال ''لهذه الاسباب لا نعتقد ان الانخفاض الحاصل في أسعار الأسهم الحالي الناتج عن تسييل بعض المحافظ المحلية والاجنبية سيكون لفترة طويلة والواقع نتوقع ارتفاع المؤشرات القياسية أعلى مما هي عليه حاليا مع نهاية العام''· تحسن تدريجي من جانبه قال محمد علي ياسين العضو المنتدب للشركة إن الأسواق المالية شهدت تحسنا تدريجيا بعد تراجعات الأسابيع القليلة الماضية سواء من حيث مؤشر الأسعار أو أحجام التداولات الإجمالية مشيرا الى أن إعلان شركة إعمار العقارية ودبي القابضة إلغاء صفقة الاستحواذ التي كان تم الإعلان عنها في شهر مارس الماضي ساهم في ذلك التحسن· وأشار ياسين تسارع ارتفاع سهم إعمار بشكل خاص وسوق دبي المالي بشكل عام يوم الأحد الماضي كنتيجة لذلك الإعلان قبل أن يمر السهم بمراحل جني أرباح محدودة عند مستوى 11 درهما، إلا أن بقاء السهم فوق مستوى 10,75 قد يبشر قيام السهم ببناء مواقع سعرية قد تمثل نقطة استمرار في الاتجاه التصاعدي خلال الأسابيع القادمة· وأوضح أن الضغوط التي كانت موجودة على السهم خلال الشهور الماضية قد زالت، متوقعا أن يعود إلى السعر الذي كان عليه قبل ذلك الإعلان، وأشار ياسين الى أن ارتباط الأسواق المحلية بتراجعات اسواق المال العالمية أصبح أقل حدة وربما ضئيلا جداً نتيجة لقيام المحافظ المؤسساتية الأجنبية بتخفيض استثماراتها في أسواقنا المحلية بنسبة كبيرة خلال الأسابيع الماضية نتيجة المخاوف الناتجة عن مخاطر الائتمان الأميركية مما يضعف حجمها وبالتالي قدرة ضغطها على أسواقنا المحلية خلال المرحلة الحالية· وقال إذا استطاعت الشركات المساهمة في أسواقنا المحلية الاستمرار في أدائها الإيجابي خلال الربعين القادمين فإنها ستزيد القيمة المضافة في أسهمها مما سيشكل عامل جذب قويا لسيولة أجنبية مؤسساتية جديدة خلال الشهور القادمة· أداء مثالي من جهته قال المستشار الاقتصادي لشركة الفجر الدكتور همًام الشَماع ''منذ ان استعادت الاسواق الإماراتية عافيتها في الأسبوع الماضي بعد ان استفاقت من صدمة تأثير تسييل الأجانب، اتسم مسار السوقين بالمثالية في الأداء· وباستثناء يوم الخميس 23/8 حيث ارتفعت السوق بحدة معوضة خسائر أسبوع كامل من التراجع ، فإن كلا من السوقين كانت ترتفع خلال الجلسات الثلاث الأولى من الأسبوع بطريقة تدريجية وناعمة خصوصا سوق أبوظبي التي ارتفعت بنسبة 0,52 و0,22 و0,35% على التوالي''· وأضاف ان سوق دبي ارتفعت بطريقة أكثر حدة لتقفل على نسبة 3,32 و 0,91 و 1,19% على التوالي، ويرى الشماع انه من طبيعي ان تقفل الاسواق على انخفاض يوم الأربعاء في إطار عمليات جني أرباح كانت محدودة بالقياس الى ما كان متوقعا بسبب المكاسب التي تحققت خلال الجلسات الأربع السابقة ليوم الأربعاء· فقد شهدت السوقان يوم الأربعاء عروض بيع كبيرة تزامنت مع طلبات شراء قوية في النصف الثاني من الجلسة مما يدل على الثقة العالية التي تسود في أوساط المستثمرين وعلى سيادة روح التفاؤل التي حالت دون انجرار المستثمرين وراء حالة الهلع التي تسببها عادة عمليات جني الأرباح· وفي الوقت الذي انخفض مؤشر سوق دبي بنسبة 1,17 % ، فإن مؤشر سوق أبوظبي تماسك نسبيا ليقفل على نسبة انخفاض قدرها 0,33 % متجاوزا بذلك التأثير النفسي لانخفاض مؤشر دبي الكبير نسبيا· وحسب الشماع فإنه يمكن تفسير الاستقرار في نهايه جلسة آخر أيام شهر أغسطس على انها جزء من التوقعات المتفائلة لأداء السوقين بعد اتهاء موسم الإجازات والعودة الى العمل في أسبوع جديد قد يحمل معه سيولة اضافية تنعش السوقين وتدفعهما نحو الارتفاع· وهذا ما دفع العديد من المستثمرين الى توخي الحذر في البيع والذي بدوره أدى إلى شح العروض أو الى اقتراب أسعارها من أسعار طلبات الشراء بما جعل التداول يجري في حدود ضيقة خصوصا في سوق أبوظبي حيث لم يرتفع المؤشر بأقل من نقطة واحدة كما لم يرتفع مؤشر سوق دبي سوى بثماني نقاط تقريباً· تدفق السيولة وقال الدكتور محمد عفيفي مدير قسم الأبحاث والدراسات المالية بشركة الفجر للأوراق المالية ان هذا الأسبوع شهد عودة لحركة النشاط بالسوق الى مستويات لم نرها منذ فترة ليست بالقصيرة ، حيث تدفقت الى السوق سيولة مؤسسية جديدة بلغ حجمها 2,1 مليار درهم خلال هذا الأسبوع مما زاد من شهية المستثمرين ورفع من درجة معنوياتهم وثقتهم باتخاذ السوق منحى إيجابيا في الفترة القادمة وشجعهم على الإقبال على التداول ازدياد وتيرة حركة النشاط بالسوق ويندفع معدل قيمة التداول اليومي الى ما يقرب من ملياري درهم يوميا مما أدى الى ارتفاع قيمة التداول هذا الأسبوع بنسبة 32,7 % مقارنة بالأسبوع الماضي وكذلك الى تحقيق السوق أرباحا في القيمة السوقية للأسهم المدرجة به بلغت 9,4 مليار درهم · وويقول عفيفي ان بداية الأسبوع الماضي شهدت إقبالا غير عادي من المستثمرين على الدخول في السوق وتجميع الأسهم عند مستوياتها السعرية الجاذبة التي خلفتها موجة الهبوط خلال الأسبوع الماضي مدعومين في ذلك بإعلان بنك لاندز بنك ببداية تطبيق السياسة الاستثمارية للمحفظة الاسلامية الجديدة للبنك والتي تضمنت تخصيص مبلغ 880 مليون درهم للاستثمار في بعض الأسهم الاماراتية تمثل نسبة 30 % من إجمالي استثمارات المحفظة تقريبا مما أعطى المستثمرين دفعة معنوية وثقة في ان الاسهم المحلية يتم تداولها بمعدلات تقييم مغرية في الوقت الراهن وان خروج المحافظ الاستثمارية الأجنبية من السوق ما هو إلا أمر عارض اذ تبقى دائما معدلات الربحية عالية في الأسواق الناشئة وبصفة خاصة السوق الإماراتية المدعوم بتوقعات نمو كبيرة خلال الفترة القادمة واستقرار سياسي ورؤية واضحة للتعامل مع المستقبل· وأشار إلى ان الأسعار المتدنية و المغرية للأوراق المالية بالسوق المحلية التي تجعل من السوق الاماراتية هدفا دائما للمستثمرين والمحافظ الأجنبية ، مؤكدا ان جرعة الثقة والدعم المعنوي ساهم في تعزيز مقاومة السوق لضغوط جني الأرباح السريعة التي قام بها بعض المضاربين خوفا من ارتداد السوق للانخفاض مرة أخرى· ولفت الدكتور عفيفي الى ان معدلات الانخفاض التي شهدتها جلستان فقط من جلسات هذا الاسبوع كانت أقل دائما من معدلات الارتفاع في المؤشر العام للسوق بما يعكس تغلب الاتجاه التفاؤلي لدى السوق والمستثمرين ، وهذا لاشك يعطي مؤشرا إيجابيا غاية في الأهمية بالنسبة لقيمة وحجم التداول في الأيام القادمة· الى ذلك ذكر التقرير الأسبوعي لشركة الإمارات للأسهم والسندات التابعة لشركة شعاع كابيتال، أن القيمة السوقية الإجمالية للأسهم المدرجة بالسوق نهاية الأسبوع الماضي بلغت نحو 581,4 مليار درهم بارتفاع نسبته 1,65% عن الأسبوع الذي قبله حيث بلغت نحو 571,9 مليار درهم ، كما ارتفع مؤشر الهيئة الأسبوعي لأسواق الإمارات بنسبة 1,65% عن الأسبوع الذي سبقه، إلا أنه منذ بداية العام مازال مرتفعا بنسبة 8,5%·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©