آلاف اليونانيين يحتجون على أداء الحكومة في مواجهة الحرائق

احتج آلاف اليونانيين على الرد السياسي على حرائق الغابات التي أدت إلى مقتل 63 شخصاً ودمرت الغابات والقرى، فيما يواصل رجال الإطفاء إخماد مزيد من الحرائق، بينما لايزال أكبر حريق مشتعلاً في قرية كاريتاينا بالمنطقة النائية الجبلية بغرب شبه جزيرة بيلوبونيس· فقد تجمع ما يقارب 15 شخصاً في ميدان سينداجما بوسط أثينا أمام البرلمان وغيرها من المدن اليونانية احتجاجاً على سوء تعامل السلطات مع الأزمة والحاجة إلى توعية بيئية نيابة عن السياسيين والشعب· وقال التلفزيون الحكومي إن نحو 300 متظاهر رشقوا الشرطة بالحجارة والقضبان· وقال أبوستوليس جياناكيديس ''24 عاماً'' ''أنا منزعج من لامبالاة الساسة ونفاقهم·· أنا غاضب من السماح لهذه المأساة بالاستمرار''· واتهمت الحكومة المحافظة بعدم الكفاءة في التعامل مع الأزمة، لكن المعارضة الاشتراكية بدت غير قادرة على استغلال الانتقادات قبيل الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في 16 سبتمبر· وأظهرت استطلاعات الرأي أن الحزب الحاكم والاشتراكيين يفقدون التأييد بسبب الحرائق، فيما حققت أحزاب أصغر مكاسب· وقال إريني باناجوبولو ''28 عاماً'' ''آمل أن يؤثر هذا في الكيفية التي سيدلي فيها الناس بأصواتهم، لقد غير بالفعل الطريقة التي سأدلي فيها بصوتي·· لن أصوت لأي من الحزبين الكبيرين''· وقالت الحكومة إن الحرائق ''ليست عارضة''، وعرضت نحو مليون يورو ''1,36 مليون دولار'' مكافأة لمن يساعد في الوصول إلى مشعلي الحرائق· ويعتقد كثير من اليونانيين أن مطوري الأراضي المارقين مسؤولون عن إحراق الغابات لتمهيد الطريق لعمليات بناء جديدة مستغلين عدم ترخيص الأراضي والقوانين الخاصة بالمناطق غير المزروعة· ويقول المحتجون إنهم غاضبون؛ لأن الحكومة لم تتخذ إجراءات وقائية وتركت آليات الدولة تتداعى· وقال ديميتريس مافريداكيس ''80 عاماً'': ''إن رسالتنا للساسة واضحة·· عليهم أن يغيروا الطريقة التي يتصرفون بها''· وتدفق المنكوبون أمس على مصارف مدينة أولمبوس غرب منطقة بيلوبونيسوس بعد أن أمرت الحكومة اليونانية بدفع تعويضات إلى المتضررين الغاضبين· وفي شوارع مدينة اولمبوس التي تضم أشهر المواقع الأثرية، كان مئات الأشخاص معظمهم من القرويين ينتظرون بصبر دورهم أمام فروع المصارف لتلقي التعويضات· وكانت الحكومة اليونانية أمرت جميع مصارف البلاد بدفع تعويضات للمتضررين من الحرائق أي مبلغ ثلاثة آلاف يورو لكل أسرة وعشرة آلاف يورو للأشخاص الذين ألحقت الحرائق أضراراً بمنازلهم أو ممتلكاتهم· فيما واصلت الحرائق الهائلة التي تسببت في خسائر تقدر بمليارات اليورو في اليونان فقدان قوتها صباح امس· وقال أحد رجال الإطفاء للإذاعة اليونانية ''نأمل في السيطرة على الوضع قريباً''، فيما تمت السيطرة على جميع الحرائق في جزيرة يوبوا· وتأمل أجهزة الإطفاء، بعد تراجع شدة الرياح، في إخماد مئات من الحرائق الصغيرة في وقت لاحق بمساعدة المروحيات· من جانبه، دعا بيثنتي رامبلا نائب رئيس الحكومة المحلية في منطقة بالنثيا الإسبانية أهالي القرى الواقعة بالقرب من محيط الحرائق التي نشبت بمدينة كاستيون إلى القيام بعملية إخلاء طوعي حتى لا يقعوا ضحايا للاختناق بفعل الدخان المنبعث من الحادث· وأدت تأثيرات الحريق الذي نشب يوم الثلاثاء الماضي بالمدينة الواقعة شرق إسبانيا إلى تضرر أكثر من 1500 هكتار من الأراضي المحيطة بطريق قديم للحجاج يبلغ طوله 70 كيلومتراً يؤدي إلى كنيسة القديس جوان دي بنياجولوسا في مدينة بيستابيا بإقليم بالنثيا·