الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

اللمسة الإنسانية

22 مارس 2008 03:40
متابعة لما بدأته الأسبوع الماضي من حديث مطول عن قرارات اللجنة التشريعية الدولية ''البورد'' في اجتماعها الأخير والمتعلق بالكرة الذكية والشريحة الإلكترونية وقرار إيقاف تجربتها ووضعها في الثلاجة·· فقد أعلنها الأسبوع الماضي رئيس ''الفيفا'' جوزيف بلاتر في كلمة افتتاح الاجتماع الرسمي للجنة المنظمة لبطولة كأس العالم للشباب تحت 20 سنة، حين قال صراحة وحسماً إنه بعد ثلاث سنوات متتالية لهذه التجربة الصعبة والمكلفة في كل من بيرو في نهائيات كأس العالم للشباب قبل عامين، وفي طوكيو في بطولة أندية العالم الأخيرة، والتي كلفت الكثير من الأموال·· فإن نتائجها لم تكن مرضية ولا مقنعة، كما أوضح بلاتر أنه ربما يكون لهذه التجربة الإلكترونية من نتائج إيجابية ودقيقة في رياضة التنس من أجل تحديد مكان ارتطام الكرة بالأرض داخل أو خارج حدود الملعب·· لكنها صعبة ومستحيلة في رياضة كرة القدم، خصوصاً عند عجز الأجهزة الإلكترونية عن كشف حقيقة تجاوز الكرة خط المرمى بين القائمين وتحت العارضة من عدمه في حال تغطيتها بالعديد من أجسام اللاعبين· ولهذا لم يكن أمامنا إلا اتخاذ القرار النهائي والحاسم بوضع التجربة في الثلاجة·· واختتم بلاتر حديثه بالقول بإنه لم يعد بمقدور الشركات الإلكترونية إقناعنا مستقبلاً بأية تجربة من هذا القبيل، ولابد من الحفاظ على اللمسة الإنسانية في تحكيم كرة القدم· ومن هنا·· فإني أريد القول من خلال خبرة طويلة مع التطوير التحكيمي خلال أكثر من ثلاثين عاماً مضت·· بأن تطوير اللمسة الإنسانية في القرار التحكيمي لا يتم إلا عبر اختيار الموهبة التحكيمية في سن مبكرة، وتلك مسؤولية الاتحادات الكروية والوطنية ولجانها التحكيمية، ثم العمل ميدانياً على تطوير مهارة التمركز والتحرك داخل الميدان، وكذلك قدرة اتخاذ القرار التحكيمي الصحيح والمقنع خلال فترة زمنية قياسية مع التركيز على الارتقاء بمستوى قوة التحمل والسرعة لدى الحكم إضافة لعناية مركزة باتجاه الإعداد النفسي والمعنوي للحكم في مواجهة الضغوط التي تلازمه قبل المباراة وخلالها وبعدها وما أكثرها في كرة هذه الأيام·· وبذلك فقط تكون اللمسة الإنسانية في تحكيم كرة القدم قد تم تأهيلها عملياً في وقت مبكر، وهي تحتاج لمزيد من الخبرة الميدانية من خلال تكليفها بقيادة العديد من المباريات بمستويات مختلفة مع وضع الحكام دائماً موضع المساءلة والتدقيق في كل القرارات الصحيحة منها والخاطئة من أجل كسب الدرس الناجع والمفيد والقادر على تغطية كل ما يتردد بشكل دائم عن قدرة الأجهزة والشرائح الإلكترونية والكرات الذكية على تحديد الصح والخطأ في القرار التحكيمي بديلاً عن القدرات واللمسات الإنسانية المؤهلة··!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©