الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

انطلاق الحملة الدعائية لانتخابات الرئاسة في اليمن

انطلاق الحملة الدعائية لانتخابات الرئاسة في اليمن
8 فبراير 2012
أطلق القائم بأعمال الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، أمس الثلاثاء، حملته الدعائية للترشح في الانتخابات الرئاسية المبكرة، المزمع إجراؤها21 فبراير الجاري، وفق اتفاق لنقل السلطة ترعاه دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لإنهاء الأزمة المتفاقمة في اليمن، منذ أكثر من عام، على وقع احتجاجات شعبية مطالبة بإنهاء حكم الرئيس علي عبدالله صالح، المستمر منذ قرابة 34 عاما. ودشن هادي (65 عاما) حملته الانتخابية، تحت شعار “معا لنبني اليمن الجديد”، في حفل خطابي، أقيم بكلية الشرطة، وسط العاصمة صنعاء، وحضره مسؤولون حكوميون وقيادات عسكرية وحزبية، وأعضاء السلك الدبلوماسي في اليمن. وسيخوض هادي، الذي ينتمي إلى محافظة أبين الجنوبية، الانتخابات كمرشح توافقي وحيد عن المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه، وائتلاف “اللقاء المشترك” وشركاؤه، وهما الطرفان الموقعان، في 23 نوفمبر الفائت بالعاصمة السعودية الرياض، على اتفاق “المبادرة الخليجية”. وهادي بالإضافة إلى كونه نائبا للرئيس اليمني منذ أكثر من 17 عاما، هو نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام، وهو الحزب الذي يرأسه صالح منذ تأسيسه في العام 1982. وقال هادي، في كلمته له، إن إطلاق حملته الانتخابية تأكيد أن “عجلة التغيير” في اليمن “قد بدأت بالدوران فعلا”، لافتا إلى أن جميع الأطراف اليمنية المتصارعة تتحكم حاليا “لمرجعية ارتضيناها تتمثل في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية” التي قالت إنها “أصبحت مظلة شرعية وطنيا وإقليميا ودوليا”. وحث المرشح الرئاسي التوافقي الأطراف الموقعة على المبادرة الخليجية “احترامها وتنفيذها كلاً فيما يخصه وبحسب ترتيب بنودها واليتها التنفيذية المزمنة”، معتبرا أن اليمن “قد اجتاز المرحلة الأصعب مهما اختلف البعض في تقدير نسبة نجاحها ومهما حاول البعض أن يمثل حجر عثرة في الطريق”. وأضاف أن “المضي صوب الإنجاز ظل وسيظل أقوى من التردد، أو المواربة، انطلاقا من تغليب المصلحة الوطنية العليا”، مبديا ثقته في تجاوب “أبناء” الشعب اليمني مع “الاستحقاق الانتخابي المحدد في 21 من الشهر الحالي”، من أجل “العبور إلى المستقبل المنشود”. وقال إن الانتخابات الرئاسية المبكرة “تمثل المخرج الأمثل” للأزمة اليمنية، وأنها “البوابة الوحيدة المتاحة التي من خلالها نعبر إلى فترة الانتقال التاريخية”. وتوقع هادي أن يعيش اليمن بعد الانتهاء من الانتخابات الرئاسية “أياما حرجة”، لكنه أكد ثقته في قدرة اليمنيين على تخطيها لأن “الشعب (..) لم يعد قادراً على تحمل المزيد من الصبر على معاناة طالت أكثر مما يجب”، إضافة إلى قناعة “شركاء العمل السياسي على ضرورة إخراج البلاد من أزمتها”، التي وضعت هذا البلد، طوال العام الماضي 2011، على شفا حرب أهلية. كما لفت هادي إلى وجود إلى “تصميم إقليمي ودولي على متابعة مساعدة اليمن لكي يصل إلى بر الأمان”، مشيرا إلى أن هناك “امتنانا كبيرا” لدى اليمن، قيادة وحكومة وشبعا، إزاء الدورين الإقليمي والدولي في إنهاء الأزمة الراهنة. وقال إنه سيدعو، بعد أن يتم انتخابه رئيسا لمدة عامين فقط، إلى مؤتمر وطني “لحوار فعال” يقوم على “الانفتاح والتكافؤ”، و”احترام كل طرف للآخر”، موضحا أن هذا المؤتمر لن “يستثني احدا سواء في داخل اليمن أو خارجه”، وأنه “لن تكون هناك أي من الخطوط الحمراء على أي من القضايا التي يراد طرحها وفي طليعتها القضية الجنوبية وكذا أيضا مشكلة صعدة”. وتقود جماعة الحوثي الشيعية المسلحة، المرابطة في محافظة صعدة الشمالية، تمردا مسلحا ضد الحكومة المركزية في صنعاء منذ العام 2004، فيما تتزعم قوى “الحراك الجنوبي”، منذ 2007، حركة احتجاجية انفصالية في جنوب البلاد. ووعد المرشح الرئاسي الوحيد، الذي تجنب ذكر الرئيس صالح خلال كلمته، بـ”التعاطي مع مطالب (المحتجين) الشباب” الذين قال إنهم “رموا حجرا ضخما في مياه ظلت راكدة أمدا طويلا”. وحث السلطات المحلية والأحزاب السياسية على “استيعاب تعقيدات المرحلة الحالية والتعامل معها بروح الإخاء والمحبة والتسامح”، مضيفا: “يجب أن لا نتوقع أن تكون الأرض معبدة ومفروشة بالورود”. وأشاد هادي بـ”الجهود التي بذلها زعماء” دول مجلس التعاون الخليجي، والدول الكبرى الداعمة لاتفاق نقل السلطة، في تنجيب اليمن “شر الوقوع في صراع دموي”، داعيا هذه الدول ورؤساء بعثاتها الدبلوماسية في اليمن “إلى إكمال مهمتهم النبيلة” وصولا إلى استقرار وتنمية هذا البلد. من جانبه، قال المستشار السياسي للرئيس صالح، والنائب الثاني لرئيس حزب “المؤتمر”، عبدالكريم الارياني، إن الانتخابات الرئاسية المبكرة جاءت “لإخراج الوطن من أزمة غير مسبوقة”، معتبرا أن الأزمة التي يعاني منها اليمن منذ يناير 2011، تعد “أدق ظرف تاريخي” مر به هذا البلد منذ مطلع الستينات من القرن الماضي. وقال إن اليمن لم يعرف “انقسامات وتشطيرات وتمردات كالتي شاهدناها على مدى عام كامل”، مضيفا: “من المؤسف أن تلك الانقسامات مازالت قائمة حتى اليوم، فالعاصمة صنعاء مازالت مشطرة والعديد من شوارعها مازالت مليئة بالمظاهر المسلحة”. لكنه عبر عن ثقته بأن هادي سيكون “أهلا لقيادة الوطن وربان السفينة القادر والمقتدر على إيصاله إلى بر الأمان”، مشددا على ضرورة أن تقوم الحكومة الانتقالية و”لجنة الشؤون العسكرية”، بإنهاء “جميع المظاهر المسلحة” وإزالة “جميع معوقات حركة المواطنين” قبل موعد الاقتراع يوم 21 فبراير الجاري، باعتبار ذلك “الضمانة الأولى لمشاركة شعبية واسعة في هذه الانتخابات الرئاسية المبكرة التي كان أول من دعا إليها الرئيس علي عبدالله صالح”، الذي يتواجد حاليا في الولايات المتحدة، بغرض استكمال العلاج من إصابته في هجوم غامض استهدفه داخل قصره الرئاسي، جنوب صنعاء، منتصف العام الماضي. وفيما دعا الإرياني الأطراف السياسية المختلفة إلى “العمل معا بيد واحدة وسريرة موحدة” لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد، حث رئيس الحكومة الانتقالية، محمد سالم باسندوة، في كلمة ألقاها نيابة عن “المجلس الوطني لقوى الثورة اليمنية”، هذه الأطراف على تحاشي “المناكفات”، وأن “تتعاون في دعوة المواطنين للإدلاء بأصواتهم” لصالح مرشح التوافق الوطني. وطالب باسندوة، محافظي المحافظات وقادة المناطق العسكريين، ومديري الأمن العام، بـ”الحرص على توفير الأمن والهدوء للناخبين” باعتبار أن هذه العملية الانتخابية “تشكل خطوة على طريق التغيير وصولا إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة تقوم على سيادة النظام والقانون والمساواة في المواطنة”. وحذر طرفي العملية السياسية، “المؤتمر” و”المشترك”، من إثارة المشاكل، وافتعال العراقيل أمام إجراء الانتخابات الرئاسية، وقال “يجب أن نسلم بالأمر الواقع.. وهذا واجب علينا لإثبات مصادقتينا لترشيح عبده منصور هادي”. وكانت “المنسقية العليا للثورة اليمنية”، وهي ثاني أكبر ائتلاف شبابي داخل مخيمات الاحتجاجات المناهضة لصالح، دعت كافة أنصار الحركة الاحتجاجية إلى “التفاعل الإيجابي” مع الانتخابات الرئاسية المبكرة “كونها تلبي جزءا من الأهداف الثورية، وتمنع انزلاق البلاد إلى مخطط العائلة (عائلة صالح) المتمثل بجر البلاد نحو الحرب الأهلية”، حسب بيان أصدرته الاثنين. واعتبر البيان الانتخابات الرئاسية “استفتاء شعبيا للشرعية الثورية” المناهضة لحكم صالح، دعيا إلى التصويت لهادي “لالتزامه بالعمل على تحقيق كافة أهداف ومطالب الثورة الشبابية الشعبية”، التي اندلعت شرارتها الأولى من مدينة تعز، وسط البلاد، منتصف يناير قبل الماضي. وأمس الثلاثاء، قال المحتج يوسف أبو عرجاء (20 عاما)، الذي يعتصم داخل مخيم الاحتجاج بصنعاء، لـ(الاتحاد): “سأصوت لهادي من أجل أن نخرج من هذه الأزمة”. وأضاف: “الانتخابات الرئاسية المبكرة بمثابة إعلان واعتراف بالثورة الشبابية”. وقد بدأت اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء، التي ستدير الانتخابات الرئاسية، حملة دعاية، متعددة الوسائل، لحث المواطنين على التصويت يوم الاقتراع. ونشرت “لجنة الانتخابات” في صحف حكومية وأهلية وحزبية، إعلانات تحث الناخبين على التصويت في الانتخابات المقبلة، كما علقت ملصقات، متعددة الأحجام، في شوارع صنعاء ومدن أخرى، كتب عليها “صوتك يحمي اليمن”، وتظهر في بعضها امرأة مبتسمة تضع غطاء رأس وردي اللون، وهي تضع بطاقة تصويت في صندوق اقتراع. وزير الدفاع اليمني: الجيش ملتزم بالحياد صنعاء (الاتحاد) - قال وزير الدفاع اليمني، اللواء الركن محمد ناصر أحمد، إن “التلاحم” بين وحدات القوات المسلحة والأمن “ما يزال قويا”، دون أن يقلل في الوقت ذاته من “تداعيات الأزمة السياسية وتبعاتها”. ويعاني الجيش اليمني انقساما حاد داخل صوفه، منذ إعلان القائد العسكري البارز، اللواء علي محسن الأحمر، أواخر مارس الماضي، انشقاقه عن الرئيس علي عبدالله صالح، وانضمامه للحركة الاحتجاجية الشبابية المطالبة بإسقاط نظام الأخير. ونجم عن اتفاق “المبادرة الخليجية” لإنهاء الأزمة اليمنية، تشكيل لجنة عسكرية، من المعسكرين الموالي والمناهض لصالح، كُلفت، خصوصا بإنهاء الانقسام الحاصل داخل الجيش والأمن. وقال اللواء محمد ناصر أحمر، في حديث صحفي، إن جهود اللجنة العسكرية بدأت “تؤتي ثمارها في إعطاء صورة لطبيعة هذه المرحلة (الانتقالية) ومتطلباتها ومكوناتها”، مشيرا إلى أن “أولى هذه الثمار تقبل مختلف القيادات العسكرية والضباط لمسألة الحيادية الكاملة لمؤسسة القوات المسلحة والأمن عن الصراعات السياسية القائمة”. ولفت إلى أن القادة العسكريين أبلغوا الأحزاب السياسية عزمهم إعادة تنظيم مؤسسة الجيش والأمن بعيداً عن الضجيج السياسي لهذه الأحزاب المتصارعة. وقال: “نحن عسكريون.. لا ولن نقبل أن تُحشر أنوف السياسيين والمتحزبين في شؤوننا العسكرية والأمنية، وهذه أولى الخطوات في طريقنا السليم والصحيح”. في غضون ذلك، تصاعدت احتجاجات منتسبي القوات الجوية، المعتصمين منذ أكثر من أسبوعين، أمام منزل القائم بأعمال الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، بصنعاء، للمطالبة بإقالة قائد القوات الجوية، اللواء طيار محمد صالح الأحمر، الأخ غير الشقيق للرئيس صالح. وهدد المحتجون، أمس الثلاثاء، بتسيير مظاهرة ضخمة إلى مقر القوات الجوية ومقر وزارة الدفاع إذا لم يتم تسليم رواتبهم التي تم توقيفها من قبل قيادة القوات الجوية.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©