الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

خطبة الجمعة لتطييب النفوس.. وتسييسها فتنة

خطبة الجمعة لتطييب النفوس.. وتسييسها فتنة
5 فبراير 2015 23:45
حسام محمد (القاهرة) أكد الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف أن الظروف التي تمر بها الأمة الإسلامية تستلزم منا التكاتف كمسلمين لمواجهة محاولات التشويه، التي تقوم بها الجامعات المتطرفة والتكفيرية التي تدعو لقتل الناس باسم الإسلام، في حين أن الإسلام منهم بريء، مطالباً بوجود آلية إسلامية حاسمة تؤكد للجميع أن هذه الجرائم مخالفة لتعاليم ديننا الحنيف.? وأضاف في حواره مع «الاتحاد» أن المؤسسات الدينية الإسلامية يقع عليها عبء تصحيح المفاهيم باستخدام كل الآليات الممكنة، وعلى رأسها مواقع التواصل الاجتماعي لمواجهة المحاولات المستميتة، التي تقوم الجماعات التكفيرية لتجنيد شباب الأمة واستغلالهم في الجرائم التي يقومون بها باسم الإسلام، وفي الإطار نفسه على الأسر صيانة أبنائها من أي فكر دخيل، مؤكدا أن تجربة دولة الإمارات في مواجهة الأفكار الضالة، الذي تقوم به الجماعات الإرهابية تجربة رائدة أشاد بها الجميع فنحن نجحنا بفضل الله، وتوجهات القيادة الرشيدة في تطوير منظومة الدعوة استطعنا تحصين شبابنا في مواجهة الأفكار التكفيرية، وكذلك واجهنا الظواهر السلبية، التي حاولت التوغل داخل المجتمع ومنها تضارب الفتاوى وتصدى أدعياء العلم لمنابر المساجد وغيرها من الظواهر، التي فشلت في غزو المجتمع الإماراتي بفضل المنظومة الدعوية التي وضعناها. تطرق الحوار إلى قضايا أخرى نعرض تفاصيلها في السطور التالية?: ? التجربة الإماراتية? في عرضه لتجربة الإماراتية لتجديد الخطاب الديني، أكد الدكتور الكعبي نجاح الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بتوجيهات من القيادة الرشيدة في تطوير منظومة الدعوة من أجل تحقيق مجتمع آمن متلاحم، محافظ على هويته متمسك بولائه وانتمائه لوطنه، من خلال غرس قيم الاعتدال الديني ونشرِ الثقافةِ الإسلاميةِ وفقَ منهج الوسطية وإبراز الصورة الحضارية للمساجد وتطوير مراكز تحفيظ القرآن الكريم وتعزيز مرجعية الإفتاء الرسمي وترسيخ مبادئ التعاون والتسامح والارتقاء بمسيرة العمل الإنساني، وفي هذا الإطار قمنا بإجراءات احترازية سبقنا فيها كل المجتمعات الإسلامية بهدف ضبط الخطاب الديني وعدم السماح لأصحاب الفكر المنحرف من بث أفكارهم فوضعنا ضوابط لاختيار الأئمة والخطباء والعاملين في المساجد بحيث يكون الإمام متسماً بالوسطية، وبعيداً عن الغلو والخلافات المذهبية والطائفية والسياسية، ولا ينتمي إلى أي جماعة سياسية أو دينية، كذلك وضعنا لائحة تمنع أي شخص من الوعظ الديني إلا بعد الحصول على إذن من الهيئة، وقمنا بتوحيد الخطب والدروس من خلال دراسة احتياجات المجتمع وتحديد موضوعات الخطب والدروس الدينية. وبتوجيهات من القيادة الرشيدة أصبحت الهيئة مشرفة على إذاعة القرآن الكريم مع «أبوظبي للإعلام» بحيث استبعدنا المواد التي تحمل فكر التشدد وتم تشكيل لجنة لاختيار الموضوعات والمحاور، التي تعزز قيم الوسطية في برامج الإذاعة.? وأكد أن الهيئة نجحت بفضل من الله تعالى في مواجهة تضارب الفتاوى بتوحيد مرجعية الفتوى عن طريق إنشاء المركز الرسمي للإفتاء، والذي يناوب فيه مجموعة من العلماء المؤهلين علمياً، من بينهم نساء عالمات في مجال الفقه، للإجابة عن أسئلة المواطنين عبر الفتاوى الهاتفية والنصية وكذلك الإلكترونية، فلا يحق لأحد داخل المجتمع الإماراتي الإدلاء بفتوى دينية إلا إذا كان عضواً بالمركز الرسمي للإفتاء، وهكذا أصبح الناس داخل الدولة لا يرجعون في شؤون الفتوى إلا إلى تلك الجهة الرسمية.? ? الخطب السياسية وقال إن التسييس لا مكان له في خطبة الجمعة لكونه يؤدي إلى ويلات، مشيراً إلى أن الهيئة ركزت على تطوير مهارات الأئمة والخطباء بعقد لقاءات وورش عمل ودورات تدريبية، لافتاً إلى أن خطبة الجمعة من شعائر الله، التي يجب تعظيمها، وليست محلا للنزاع وإنما جاءت لتطييب النفوس وتهدئتها، أما الحديث في السياسة على المنابر فيجر للخلاف، الذي يهدد قدسية المسجد، في حين أن الخطبة يجب أن تؤدي أهدافها كتوعية المسلمين بأمور دينهم وليست لإثارة الناس أو للمهاترات أو لتحويلها إلى منبر سياسي، فالمسجد مكان لجمع القلوب، وليس لنشر الضغائن والفتن، والبلبلة بين أفراد المجتمع.? تحصين الشباب وحول دور الهيئة في تحصين الشباب من الوقوع فريسة للتنظيمات الإرهابية مثل داعش?، قال: تحرص الهيئة على تنظيم محاضرات وندوات دينية دورية لتحصين الشباب، ومخاطبتهم في أماكن تجمعاتهم، حيث نؤكد الشباب والشابات أن يتمسكوا بهدي الإسلام القويم، وأن يحذروا من الأفكار الإرهابية، وبخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي والشبكات الإلكترونية وألا يغتروا بشعارات وادعاءات أمثال هذه التنظيمات الإرهابية المتطرفة، التي ترفع شعارات براقة وزائفة. مؤتمرات الإرهاب وحول كيفية تفعيل توصيات المؤتمرات التي عقدت لمواجهة الإرهاب، قال: بعد أن قال العلماء رأيهم الشرعي في تلك التنظيمات التي خالفت صحيح الإسلام، يأتي دور الدول فلابد أن يتم أخذ تلك التوصيات بعين الاهتمام وعلى محمل الجد وأن يعمل الجميع سواء العلماء أو المسؤولين على إيجاد آلية مناسبة يستطيعوا من خلالها توصيل رسالة تلك المؤتمرات إلى كل الناس سواء في الداخل أو الخارج ولابد في هذا الإطار من تفعيل دور مواقع التواصل الإجتماعي في كشف زيف ادعاءات الجماعات التكفيرية، خاصة وأن تلك الجماعات وعلى رأسها داعش نجحت في استخدام تلك المواقع لتجنيد الشباب باستخدام التفسيرات المغلوطة للمفاهيم الإسلامية البراقة. ومن هنا فلابد من توضيح الرؤية الإسلامية الصحيحة لتلك المفاهيم التي شوهتها داعش وأخواتها مثل مفاهيم الخلافة و الأمر بالمعروف و التكفير وعلى العلماء أن يناقشوا الأخطاء الشرعية الكبيرة، التي وقعت فيها الجماعات التكفيرية، ويوضحون بلغة سهلة وبسيطة وسطية الإسلام.? مواجهة التعصب وعن سبل مواجهة التعصب بكل أشكاله، طالب الهيئات الدينية بالقيام بدورها لتوعية الناس ومناشدتهم التخلي عن مختلف ألوان التعصب والتشدد بدءاً من التعصب السياسي وصولاً للتعصب الطائفي والمذهبي والديني باعتبار أن التعصب نار تحرق أصحابها، معبراً عن عتاب لوسائل الإعلام لأنها تساهم دون أن تدرك في الترويج لذلك التعصب مثلما تروج للجماعات الإرهابية، لافتاً إلى أن بعض وسائل الإعلام عندما تتحدث عن تنظيم داعش الإرهابي تصفه باسم «تنظيم الدولة الإسلامية» رغم أنه لا يمثل دولة، ولا يمثلان إسلاماً.? ? ? ?
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©