الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المناطق المحظورة».. وادعاءات «ترامب» و«أوروبان»

17 أكتوبر 2016 10:42
عندما أشار دونالد ترامب في شهر مارس إلى أن هناك أجزاء في بريطانيا أصبحت مناطق محظورة لأنها خاضعة لسيطرة المسلمين، كانت استجابة قوات شرطة العاصمة في لندن لا لبس فيها. فقد ذكرت الشرطة في بيان «لا يمكن أن يكون ترامب أكثر خطأ من ذلك». في ذلك الوقت، كان بعض السياسيين اليمينيين يشيرون أيضا إلى أن بعض أجزاء من أوروبا كانت شديدة الخطورة لكي يدخلها البيض. وفي هذا الأسبوع، انضمت حكومة المجر اليمينية أيضا إلى هذا الرأي، حيث قالت إن هناك 900 «منطقة محظورة» في جميع أنحاء القارة. وقد ظهرت القائمة على موقع جديد من المفترض أن يرسل رسالة واضحة مفادها أن «اللاجئين غير مرحب بهم هنا». لقد أصبحت هذه الدولة الواقعة في شرق أوروبا واحدة من أشد المنتقدين لخطة الاتحاد الأوروبي التي تقضي بإعادة توطين اللاجئين في جميع الدول الأعضاء - وقد يؤجج هذا الموقع الحكومي المشاعر المناهضة للاجئين قبل إجراء الاستفتاء القادم على نطاق البلاد بشأن خطط الاتحاد الأوروبي. في شهر سبتمبر الماضي، قال رئيس الوزراء «فيكتور أوربان» إن المسلمين يهددون الهوية المسيحية لأوروبا. وكتب في مقال افتتاحي في صحيفة «فرانكفورتر ألجماينه» الألمانية: «إن كل شيء يحدث الآن أمام أعيننا يهدد بأن يكون له عواقب وخيمة بالنسبة لأوروبا بأسرها». هذا الموقع، الذي تم إطلاقه في وقت مبكر من هذا الأسبوع، يستند على هذا الخطاب. لكن المراقبين فوجئوا بالطريقة التي تم توصيل الرسالة بها، وليس بمعناها. فعلى سبيل المثال، يضم الموقع ساعة موقوتة يتم تحديثها كل 12 ثانية - ومن المفترض أنها تمثل عدد اللاجئين الذين يدخلون أوروبا في الوقت الحقيقي. وأفاد هذا الموقع بأن «المهاجرين غير الشرعيين يعبرون الحدود دون رادع، لذلك فنحن لا نعرف من هم وما هي دوافعهم. ولا ندري كم عدد الإرهابيين المتخفين بينهم». وقد أشار النقاد إلى أن النظام المتبع في وضع هذه القائمة لم يتم الإعلان عنه، ما أثار شكوكا بشأن صحتها. وعلى الرغم من أن الحكومة المجرية أكدت لصحيفة الجارديان على أن «كل شيء يستند على بيانات ومصادر متاحة للجماهير»، إلا أن بعض البيانات على الأقل تبدو وكأنها تأتي من مواقع متآمرة، بحسب ما ذكرت الصحيفة البريطانية. وربما يواجه السكان المحليون الذين يعيشون في بعض هذه «المناطق المحظورة» صعوبة في فهم الأسباب التي أدت إلى اختيار مناطقهم. وفي هذا الصدد، ذكرت الجارديان أن القائمة تضم منطقة نويكولن في برلين. والعديد من «المناطق المحظورة» المزعومة الأخرى هي مناطق ذات «عدد كبير من المهاجرين» في مدن رئيسة مثل ستوكهولم أو باريس أو لندن - والغالبية العظمى منها يقع في فرنسا. واستمرت الحكومة المجرية في خص هذه المناطق بأنها تعاني من مشاكل مشتركة - فالسلطات، على سبيل المثال، تزعم أنها تجد صعوبة في العمل هناك، كما أن التقاليد المفترض أنها تخص الدولة نادراً ما يتم احترامها. وربما تكون السياسة الداخلية هي المحرك الأساسي وراء إنشاء هذه القائمة. وفي الواقع، فإن الموقع ليس موجهاً للجمهور الدولي، بل بالأحرى للجمهور المحلي. وقد ذكر «تشارلز جاتي»، الباحث بجامعة هوبكنز، أن «أوربان» قد بنى قوته السياسية على معارضة سياسات الاتحاد الأوروبي وتبني «الخطاب القومي». وأشار «جاتي» إلى (أنه على الرغم من أن المجر تعتمد على الاتحاد الأوروبي في مجال استثمارات البنية التحتية، إلا أنها تقوم بحملة شرسة ضد العقلية «الاستعمارية» للاتحاد الأوروبي). وهناك قدر قليل من القبول للمعارضة في المجر بزعامة «أوربان»، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالدين. وقد أكد أوربان مرارا وتكرارا على «أننا لا يجب أن ننسى أن الناس الذين يأتون إلى هنا ينشؤون في دين مختلف ويمثلون ثقافة مختلفة تماما». *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©