المالكي يتهم "الصداميين" بإشعال أحداث كربلاء

أمر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي امس بفرض حظر تجول شامل في مدينة كربلاء حتى اشعار آخر غداة الاشتباكات العنيفة التي وقعت بين الشرطة العراقية ومسلحين اسفرت عن سقوط 52 قتيلا و329 جريحا· في وقت تبرأ الزعيم الديني مقتدى الصدر من المواجهات التي شهدتها المدينة وأمر في خطوة مفاجئة بتجميد جميع انشطة ''جيش المهدي'' بما فيها الهجمات ضد القوات الاميركية وغلق مكاتبه في انحاء العراق لمدة ستة اشهر تمهيدا لإعادة هيكلته بصورة تحفظ العنوان العقائدي· وأدار المالكي غرفة عمليات عسكرية بنفسه في كربلاء التي تفقدها امس معلنا استعادة النظام والسيطرة الامنية، وأمر باعتقال كل من يخالف الاوامر، متهما عصابات اجرامية مسلحة خارجة على القانون ومن بقايا النظام الصدامي باستهداف الزوار الذين حضروا الى المدينة لإحياء مولد المهدي، وقال ''ان هذه الاعمال الارهابية التي نفذتها هذه الجماعات المأجورة ادت الى استشهاد وجرح عدد من الزوار وإلحاق الاضرار بالممتلكات العامة والاجهزة الامنية والعسكرية ستلاحق بلا هوادة هؤلاء العناصر الضالين وستحيلهم الى القضاء لينالوا جزاءهم العادل''· واتهم مستشار الامن الوطني العراقي موفق الربيعي بدوره عناصر صدامية مرتبطة بخارج الحدود بالاحداث الدامية التي جرت في كربلاء قائلا ''انها (العناصر) ارادت اما ان تسيطر على ضريح الامام الحسين والعباس وإما ان تهدمه وتعمل سيناريو من اجل التسبب بأزمة سياسية تهدف الى اسقاط الحكومة· واقر ايضا بأن سبب وقوع الاحداث مرده الى فشل في تنسيق الاجهزة الامنية، وقال ''نعترف بأن هناك فشلا وتقصيرا في أداء وتنسيق الاجهزة··الخلل تم تشخيصه والآن هناك تعزيزات من قوات الامن والجيش والتدخل السريع ورئيس الوزراء يشرف بنفسه على العمليات وقد أمر بتغيير قائد العمليات في المدينة اللواء الركن صالح خزعل وإحالته الى التحقيق بسبب تقاعسه في أداء واجبه وإقالة عدد من الضباط بينهم قائد الشرطة العميد رائد شاكر''· ورحب من جهة ثانية بأمر تجميد ''جيش المهدي'' لكنه قال إنه يتعين أن ينفذ وإذا حدث ذلك فسيقلل مستوى العنف كثيرا''، و تابع مهددا ''سنضرب بيد من حديد كل الذين خرجوا عن القانون''· وكان الصدر دعا معلنا الحداد في كربلاء لمدة 3 ايام الحكومة العراقية الى فتح تحقيق عادل ومحايد بشأن ما حدث في كربلاء كي لا تتكرر المأساة، كما حذر مساعديه من التصريح باسمه قائلا ''لا يحق لأحد التصريح عني او عن مكتب الصدر باستثناء مسؤول الهيئة الاعلامية وبالتنسيق مع الهيئة السياسية''· فيما قال احمد الشيباني الناطق الرسمي باسم الصدر ان اعلانه تجميد جميع الانشطة يعني وقف الهجمات ضد قوات التحالف وأي جهة اخرى، واكد رفضه الاتهامات الموجهة الى ''جيش المهدي'' بالاشتباك مع القوات العراقية واضاف ان الصدر يؤكد ان ما حدث في المدينة ليس قتالا بين الميليشيا والحكومة العراقية بل قتال بين مدنيين والحكومة ولا علاقة له بالأمر· وقال مصدر آخر من ''التيار الصدري'' رفض ذكر اسمه ان قرار تجميد انشطة ''جيش المهدي'' هدفه استبعاد العناصر السيئة التي يعتقد أنها منخرطة في صفوفه وتعمل لمصلحتها الخاصة''· في وقت اعلنت مصادر امنية عن اعتقال عضو مجلس محافظة كربلاء عن ''التيار الصدري'' حامد كنوش لدوره في الاشتباكات التي اندلعت في كربلاء خلال احياء ذكرى مولد المهدي· فيما قال رئيس كتلة ''التيار الصدري'' في البرلمان نصار الربيعي ان القوات العراقية قتلت اثنين من مرافقي كنوش خلال توجهه للقاء المالكي في المدينة· وقال المتحدث باسم الجيش الأميركي الليفتنانت كولونيل كريستوفر جارفر إنه علم بإعلان الصدر عن وقف انشطة ''جيش المهدي'' من التقارير الإعلامية، وأضاف ''قلنا مرارا أننا نقدر أي شخص أو منظمة تريد العمل من أجل حل سلمي من أجل مستقبل العراق''· وكان مسلحون هاجموا فجر امس مقر حزب ''الدعوة الاسلامية'' الذي يتزعمه المالكي في وسط كربلاء واحرقوه بالكامل· وأمكن سماع صوت إطلاق نار متفرق ومتواصل بين الحين والآخر بعد الفجر من المنطقة المحيطة بمسجدي الامامين الحسين والعباس· كما سمعت صفارات سيارات الشرطة والاسعاف ومكبرات الصوت التي استخدمتها الشرطة في توجيه الأوامر للزوار بمغادرة الحي القديم بوسط المدينة· وقالت مصادر إن القوات العراقية استخدمت مروحيات قيادة القوة الجوية لدك مواقع المسلحين حيث شوهدت النيران تغطي سماء المنطقة جراء احتراق عدد من الابنية والفنادق منها فندق ''أهل البيت'' وسط المدينة فيما لحقت اضرار بسيطة في السياج الخارجي للمرقدين· وهاجم مسلحون مجهولون مكاتب تابعة لـ''المجلس الأعلى الإسلامي العراقي'' بزعامة عبد العزيز الحكيم في خمس مدن جنوب العراق وأشعلوا النار في كثير منها، وأفادت مصادر أمنية أن 6 أشخاص قتلوا وجرح 4 آخرون في اشتباكات وقعت بين أنصار الصدر وأتباع الحكيم في ضواحي الحلة·