الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ماليزيا وتفعيل الشراكة الذكية في منتدى لنكاوي

ماليزيا وتفعيل الشراكة الذكية في منتدى لنكاوي
30 أغسطس 2007 00:02
بحضور ممثلين لأكثر من أربعين بلداً، منهم عشرة زعماء دول، وأكثر من أربعمائة مشارك، أقيم منتدى حوار ''لنكاوي'' الدولي بماليزيا في الفترة من الخامس وحتى الثامن من شهر أغسطس الجاري· ولأغسطس -هذا العام- طعم ومذاق خاص ومتفرد بالنسبة لماليزيا، حيث تجري الاستعدادات على قدم وساق للاحتفال بالذكرى الخمسين لأعياد استقلال ماليزيا التي توافق يوم غد الجمعة الحادي والثلاثين من أغسطس· وقد كان الموضوع الأساسي في منتدى حوار هذا العام (الثامن) بلنكاوي هو الفقر، حيث جاء عنوانه ''مكافحة الفقر عن طريق تنمية الموارد البشرية وبناء القدرات'' منسجماً مع أهداف ومقاصد المنتدى والتي تعنى -في مجملها- بقضايا التنمية بجميع أبعادها، والتحديات التي تواجه الدول النامية في عالم يتعولم، بالإضافة إلى خلق فرص للتعاون الاقتصادي والإعلامي والتكنولوجي· ولعل فتح أبواب المشاركة -لأول مرة- لزعماء دول مجاورة لماليزيا خارج منظومة الكومنولث، مثل كمبوديا وميانمار (بورما) وفيتنام وتايلاند، يعد خطوة متقدمة نحو تجسير العلاقات، وتدشين منبر عالمي يتناول قضايا دول الجنوب ويحاول إيجاد حلول لها· وفي عام ،1993 ولدت فكرة منتدى حوار ''لنكاوي'' الدولي على يد رئيس الوزراء الماليزي السابق دكتور مهاتير محمد، وذلك من خلال حوارات غير رسمية بين منتدى حوار دول الكومنولث والمجموعة الصناعية الحكومية الماليزية للتكنولوجيا المتقدمة· وفي عام 1994 تم توسيع أطر الحوار ليتخطى ماليزيا، ويكون منتدى ذا صبغة دولية· وجاء عام 1995 ليتحقق انعقاد أول دورة لمنتدى الشراكة الذكية بجزيرة ''لنكاوي'' شمال ماليزيا على الحدود الجنوبية لأرض السيام (مملكة تايلاند)، حيث تقاطرت جموع الرؤساء وكبار التنفيذيين ورجال الأعمال من دول عديدة لتجعل من المنتدى منبراً سياسياً واقتصادياً يعنى بقضايا الدول النامية· وبهذا استطاعت ماليزيا أن تروج مفهوم الشراكة الذكية الذي حققته بين الشركات العامة والشركات الخاصة بفلسفة تقوم على التعاون الوثيق بين القطاعين العام والخاص، وتزويد القطاع الخاص بأهداف السياسات القومية بالدولة· وعليه، قامت مجالس استشارية بكل وزارة على المستويين الفيدرالي والمحلي (الولائي)· وقد نجحت فكرة الشراكة الذكية في نمو وتطور الاقتصاد الماليزي، وصارت ساعداً أيمن في إجراء الإصلاحات الاقتصادية بالبلاد· وقد كان لإشراك القطاع الخاص في بسط وتسهيل الحصول على المعلومات، أثر في تمتين الثقة بين الحكومة بشقيها الفيدرالي والولائي ومجتمع الأعمال، مما قاد إلى تطور نوعي في وضع السياسات الاقتصادية، وانخفاض في نسبة الفساد الإداري، وازدياد في الشفافية بمؤسسات الدولة والشركات الخاصة· وفي إطار مواصلة تجذير فعالية الشراكة الذكية، أنشأت ماليزيا مجلساً استشارياً سمته ''مجلس الأعمال الماليزي''، والذي يضم 72 عضواً من القطاعين العام والخاص· ومهمة المجلس عقد حوارات بين الوزراء ورجال الأعمال، تتناول الشأن الاقتصادي في البلاد بكل أبعاده· وقد انبثق عن هذا المجلس المنتدى الشهير لوزارة المالية الماليزية، والذي ينعقد سنوياً لمناقشة ميزانية الدولة قبل عرضها وإقرارها، وهكذا فعلت وزارتا التجارة الخارجية ووزارة الصناعة· أما ''منتدى حوار لنكاوي الدولي''، فقد استبطن فلسفة وأهداف الشراكة الذكية، وذلك بعقد حوارات ''مفتوحة'' بالإضافة إلى أوراق عمل محددة، لتتم مناقشتها في جو خال من البروتوكولات الرسمية بغية الوصول إلى أعلى قدر من التواصل وتبادل الآراء والمعلومات بين زعماء الدول المشاركة ووزرائها ورجال أعمالها وقياداتها العمالية والإعلامية، وأكاديميتها، ليظل الهدف من وراء ذلك هو خلق روح عمل الفريق وصولاً وتعزيزاً لقيم الشراكة الذكية بوصفها قاعدة تنطلق منها الدول النامية محققة رفاهيتها وتطورها ونموها في عالم نامٍ تتهدده العولمة بالضعف والتلاشي إذا لم يخطط لها بدقة وعناية وتعاون! في عام ،2001 خلصت توصيات منتديات الشراكة الذكية التي انعقدت بنجاح في ''لنكاوي'' إلى أن يتم إنشاء مركز للشراكة الذكية· ومن أهداف هذا المركز: الترويج لمنجزات الشراكة الذكية الماليزية، والتنسيق مع منتدى شراكة منظومة الكومنولث والمراكز العالمية الأخرى بغية التطوير وتحقيق الأهداف، ودعم أنشطة المجموعة الصناعية الماليزية للتكنولوجيا المتقدمة، وذلك بنقل خبرات التكنولوجيا الماليزية إلى دول العالم النامية، وأخيراً إنشاء قاعدة معلومات للمشاركين بالمنتدى· وهكذا استطاعت ماليزيا فتح نافذة للحوار الجاد والمثمر مع دول العالم النامية يعنى بتبادل الآراء والخبرات والمعلومات والتعاون في مجالات مفصلية وحيوية تخص قضايا ومشاكل الدول النامية· وعليه، يعد منتدى حوار ''لنكاوي'' الدولي للشراكة الذكية، واحداً من أكثر المنابر الفاعلة التي ابتدعتها ماليزيا لترويج مفهومها للشراكة الذكية، مع ما تصبو إليه من فتح فرص للاستثمار في الدول النامية، وتعزيز قيم التآزر والتعاون، وفي البال ما تأتي به تطبيقات العولمة من معوقات في طريق نمو دول الجنوب النامية· وربما ينطبق هذا على مقولة الدكتور مهاتير محمد، رئيس وزراء ماليزيا السابق: ''يجب التخطيط للعولمة بدقة وعناية· على أن يشمل التخطيط كل فرد في أي جزء من أجزاء المعمورة· كما يجب أن تكون العولمة خيراً على الناس، وعليها أن تبرهن ذلك عملياً· ويجب أن تطبق العولمة وتنفذ ببطء وروية، مع إعطاء جهد أكبر -على الأقل- للأطراف (البلدان) النامية في العالم''· د· حسن دوكه- كوالالمبور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©