الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النبش في بئر النفس السفلى

النبش في بئر النفس السفلى
12 فبراير 2013 16:29
يقول الناقد الفرنسي الشهير بيير إيميه توشار: «إن يكون لدى المؤلف شيء يقوله، وأن يقوله بصراحة، لا يكفي لتبرير ميلاد العمل المسرحي، إنّ ما يبرر هذا الميلاد هو أن يكون لدى الجمهور شيء حقيقي يسمعه». نعتقد أنّ هذا القول ينطبق تماماً على مسرحية «طوي عتيج «، التي شاهدناها مؤخراً على مسرح أبوظبي بكاسر الأمواج، لمجموعة «كلنا خليفة» ومسرح أبوظبي الوطني، باللهجة المحلية المحكية، تأليف وإخراج «شهاب بن ضاعن»، في ثلاثة مشاهد طويلة، قدمت لساحة المسرح المحلّي مؤلفا شابا جديدا من طراز خاص، في جرأته وحسّه الكوميدي العالي، كما قدّمت مجموعة مسرحية أقرب في اشتغالها إلى فن مسرح الجماعة، ولولا تلك الروح الجماعية الأصيلة التي تقدم بها الممثلون نحو الجمهور لما نجحت التجربة الحيّة التي اشتملت على دراما الفكر ودراما الصورة، بهذا الزخم الفني الذي استحق التصفيق والتقدير والإعجاب، رغم العديد من الهنات على مستويات الحوار والتقنية والسينوغرافيا. استضاف المسرحية مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام، في خطوة لدعم الثقافة والفن المحلّي. كان جميلاً من مؤلف المسرحية أن يختار لها قالب فن الكوميديا من حيث هي موصل جيد للأفكار والقيم والمعاني والإسقاطات، بل فنّ فيه من الممكنات ما لا يتوافر في أي فن آخر من فنون العرض المسرحي، فلديها القدرة على تعرية الرخيص والمسفّ تثبيتا لمعاني الرفيع والنبيل، ولديها القدرة على إثارة انفعاليْ التهكم والسخرية. أما القضية الرئيسية في هذا العرض الذي يمتد لساعتين ونصف، فتدور حول ثيمة كانت ولا زالت أثيرة لدى كتاب وفناني الإمارات، بل ونهل منها الكثيرون من كتاب القصة القصيرة والرواية، وتدور حول التحولات التي أصابت المجتمع المحلّي بعد اكتشاف النفط، لتصبح مسألة سطوة المال وقوته على الإنسان هي التي أصابته في مقتل، ودفعت به إلى دائرة الحياة الاستهلاكية، وهذه هي قضية «عتيج»، الشخصية المحورية في العرض، حيث الخط الرئيسي يبدأ من التفكير الضّيق لهذا الوارث البخيل الطّمّاع بائع القماش، الذي يكّرس جل وقته لجمع المال وتكديسه في طوي (بئر) داخل بيته الشعبي الذي هو على وشك الانهيار دون أن يفكر في ترميمه أو إصلاحه. الإنسان وعتيج هذا الذي يخفي أمواله ويمنعها عن زوجته (أمل حمدان)، وابنه صالح سلطان العوضي (فيصل عتيق) الذي يرفض تزويجه من صالحة (عويش السويدي) ابنة صديقه القديم عيد (عبد الله بوهاجوس)، وعن جدّه، وعن خادمه الصبي الهندي أميت (محمد سرور)، الذي تبنّاه طمعاً في بيت عاد إليه بعد وفاة أفراد أسرة عمل لديها. لقد أسقط عتيج كل هؤلاء من ذاكرته وحساباته لتحقيق مصالحه وأطماعه الشخصية في الكسب ومضاعفة أمواله في (بئره)، وهي أحد أهم الرموز في المسرحية، وصوّرها المؤلف على أنها أغلى على نفسه من أولاده وأسرته، حتى وقع في شرّ أعماله، وضاع المال في النّهاية، ولم يبق له سوى أطلال الندم والحزن، في رسالة قوية فكرية تنبذ الثروة التي تبذر العنف وتفكك الأسرة، رسالة تنجح في إخراج فكرة المسرحية من طابعها الفردي إلى الواقع الجمعي، ليكون لنا في النهاية صورة بانورامية عن واقع الإنسان في عصر المادة والتكنولوجيا وانزلاقه نحو الأنانية وحب الذات. لعبة التخفي قيمة المال في النّص الذي صيغ بقالب تقليدي (بداية، وسط، نهاية)، كان مقابلاً للتمسك بالقيم والعادات والتقاليد والأصالة، لهذا بنى ورسم المؤلف شخصية عتيج، وهي تحمل كل الدلالات الناجمة عن التخلخل الاجتماعي الذي حدث بتأثير اللهاث وراء قوة المال وسطوته، فيما رسمت شخصية صديقه عيد (عبد الله بوهاجوس) في إطار فن المقابلة أو التقابل، فهو الصديق والغريم في آن واحد، حيث إنّه لم ينس يوما أنّ عتيج خطف منه الفتاة التي أحبّها، وتزوج منها، ولهذا كان منطقياً أن يبني المؤلف حبكة النص من خلال سلوك عيد الذي لم يستطع أن يغمض عينيه عن الماضي تماماً، فقد حسم أمره في المشهد الثالث والأخير من المسرحية ودبّر له مقلبا، فبدت لعبة (التّخفي) مضحكة مبكية، حينما جهزّ مجموعة من الرجال الملثمين وقد ارتدوا زيّ النساء، وهناك وأمام دكان القماش، خلبت إحداهن لب عتيج، الذي يطلب وساطة عيد للزواج بها، وربما يكون هذا المشهد من أمتع مشاهد المسرحية على مستوى التشخيص والفرجة، فقد أقيم حفل زواج عتيج المزيف، وقد تحول فيه الممثلون إلى جمهور، وجمع المشهد جملة بصرية امتزجت فيه عناصر التمثيل بالحوار والرقص والغناء الشعبي، وكان جميلًا أن يطبع هذا المشهد بهوية تراثية عكست جانبا من المورث الغنائي الخليجي، لكن سرعان ما تتكشف الحقيقة، حينما تحضر زوجة عتيق اللعبة، ويكتشف عتيج أنه تزوج رجلًا، وأنّه بدا أضحوكة أمام الجميع، وكان لهذا الاستخفاف به، أثره السلبي، فقد قام بتطليق زوجته، وخسر أصدقاءه، بل صار أضحوكة أمام الفريج (الحيّ) كله، لتنتهي زوبعة البئر، ولا يبقى في الأفق سوى ذلك التوازن بين المادة والروح، بين الأصالة والمعاصرة من خلال حدث مسرحي كان ينمو ويتقدم إلى الأمام مع كل مشهد صغير وحوار لا يخلو من صفة واقعية، وحبكة مسرحية متماسكة بكل ما توحي به من دلالات وصراع، وتفاصيل اجتماعية متنوعة أغناها النص ببيئة أفصحت عن نفسها وعن هويتها من خلال ملابس الشخصيات ونوع حواراتها، وتركيبتها النفسية. كما كانت الرسالة المؤثرة للمسرحية واضحة تماماً للجمهور: كيف يدمّر المال صاحبة، وهكذا كان هذا العرض الجميل محملًا بعديد المعاني والقيم النبيلة، وكأنه يدعونا إلى نداء الحياة بجمال الروح وأصالة النفس والقيم النبيلة. وكان لافتاً في خطة المخرج الشاب اعتماده بعض التحايلات الطريفة وبخاصة في تصميم حركة المشهد الثالث والأخير، حيث استخدام أمثل لفن التشخيص، ولعب الممثلين لأكثر من حالة ودور، وإجادة تبادل الأدوار في حيز محدود، مع تحريك بارع للمجاميع، وذلك الربط الجميل بين فنون عدة في مشهد واحد. استخدام الرمز هذه هي المعطيات الرئيسية في «طوي عتيج»، التي كشفت لنا أكثر ما كشفت عن موهبة «شهاب بن ضاعن» الحقيقية في مجال الإخراج، حيث أقام خطته كاملة على تكنيك من المسرح المعاصر يقوم على (كسر الحائط الرابع)، مستعيضاً عن عدم وجود ستارة للمسرح بفواصل من إعتام الإضاءة بين المشاهد، وقد نجح في ذلك أيما نجاح حينما أدخل جمهور الصالة في العرض المسرحي، مستخدماً مستويات عديدة مثل: الراوي، حيث اضطلع الممثل بوهاجوس بهذه المهمة، حينما كان يخبر الجمهور بين الفينة والأخرى عن تطور الحدث المسرحي، وفي تقديري أن جمال استخدام تقنية الراوي في هذا العرض، تمثلت في تنوع حركته وتقمصه وأسلوبه في الطرح وتحقيق فن الإضحاك وبناء كوميديا الموقف، بل لعله في كثير من المناطق كان أشبه بشخصية الراوي في المسرح الحديث، كبديل لدور الكورس (الجوقة) في المسرح القديم، وهكذا استخدمه آرثر ميللر في مسرحيته (مشهد من الجسر) ليعلق على الأحداث، فيقول ما لا يمكن أن يقال، وكان في (طوي عتيج) مشاركاً في صميم الحدث والمشهدية البصرية، وكان معبراً عن ضمير الكاتب وضمير الجمهور، وإن كان من خلال الضحك والهزل والجد والنقد. كما تم استخدام تقنية الشخصية المزروعة، وهي تقنية معروفة في مسرح الكاتب والمخرج الألماني برتولد بريخت، حينما كان عيد على تواصل دائم مع عدد من المتفرجين وعمال الإضاءة، مما صنع امتداداً جميلاً ما بين خشبة المسرح وصالة المتفرجين بحيث أصبحا كتلة واحدة، لتحقيق تلك الروح الجماعية التي تتبناها مجموعة «كلنا خليفة» منذ تأسيسها في سبتمبر 2011. مضافاً إلى ذلك كله المهارة الإخراجية في استخدام الرمز ممثلاً في البئر التي كانت مخزناً لأموال عتيق، واستخدام الصندوق الذي كان بمثابة مكان لنوم الجد، وكان هذان الرمزان جزءاً من نسيج الحدث والعرض. لعل ذلك يقودنا للحديث عن عنصر التمثيل، والإشادة بأداء الممثل الكوميدي عبد الله بوهاجوس مؤسس هذه المجموعة، وصاحب فكرة تجسيد مسرح الشارع، فقد استطاع بحق أن يجسد دوره ذلك التجسيد الكوميدي الذي يصنع الضحكة بارتجال نظيف، دون أن يفقد إيقاعه الواحد طوال مدة العرض. لديه ممكنات صوتية متنوعة في الطبقة والنغمة ولياقة جسدية ساعدته على تقمص مجموعة من الأدوار، وتحقيق جملة من الحركات الرشيقة على المسرح، مضافاً إلى كل ذلك مقدرته الفائقة على أداء تلك (المنولوجات المنعزلة الطويلة) التي كان يخاطب من خلالها الجمهور، فقد أتحفنا بجملة من الإسقاطات على سلبيات عديدة في المجتمع المحلي مثل: الاستهلاك الزائد، جمهور الرياضة، الديون الطائلة التي يقع الأفراد تحت وطأتها نتيجة التقليد والتباهي الاجتماعي الزائف، الفساد الإداري، قضايا الخدم في المنازل، مشكلات الفنانين المحليين، ومن تعليقاته على هذه القضية نستمع إلى هذا الحوار الذي قاله لعتيق: (يا عتيج بيتك واسع جداً، لماذا لا تمنحه للممثلين المساكين يعملوا فيه بروفات «تدريبات» وهم مساكين يمثلون في الشوارع مثل العصافير). ولا نغفل هنا الأداء الجيد للممثل الموهوب فيصل عتيق بدور «عتيج» فقد حافظ على مستواه الطبيعي في الأداء المتوازن طيلة فترة العرض، مشكلاً ثنائياً ناجحاً مع الممثل بوهاجوس، وإذا كان هناك من ثغرات في عنصر التمثيل، فهو عدم استثمار الطاقة التمثيلية لدى الممثلتين أمل حمدان (تظهر لأول مرة على خشبة المسرح)، وعيوش السويدي، فهما تتمتعان بموهبة ممتازة، لكن محدودية دوريهما لم تمكنهما من تفجير طاقتهما التمثيلية، لكنهما تظلان مكسباً جديداً للحركة المسرحية المحلية. لكن ما يحسب لعنصر التمثيل في المسرحية هو تأثيرات فن الارتجال المستمدة من كوميديا ديلارتي، فقد لعب الارتجال النظيف دوره في جذب الجمهور وإدخاله في اللعبة المسرحية بطريقة تلقائية عفوية. شارك في المسرحية من الممثلين الشباب المجتهدين الذين قدموا أداء مميزاً في حدود أدوارهم وهم: عبد الله شاعل، عمر الأيوبي، عبد الله مطر، راشد الفزاري. حديث التقنيات من المهم قبل الخوض في الحديث عن تقنيات هذا العرض، أن نتحدث عن هذه التجربة الشبابية التي تضيف إلى المسرح المحلي طرقة جديدة، فعلاوة على نجاحها في جذب جمهور العائلة إلى عروضها، وهو أمر على غاية الأهمية والخطورة، فهي تلعب في خانة (مسرح الجماعة)، وهو تجربة تذكرنا بحركة مسرح الجماعة التي تشكلت في المسرح الأوروبي وبخاصة في المسرح البريطاني قبل نحو عشرين عاماً، حينما قام نخبة من الشباب اليائسين من المسرح المحترف، بتشكيل مجموعات وفرق أخذت على عاتقها كتابة وإخراج المسرحيات بروح متمردة، وربما تكون محاولة عبد الله بوهاجوس بتأسيس هذه المجموعة، هي الجملة المفيدة في هذا الشأن حينما قال لنا: «هدف تأسيس الفريق هو دعم المواهب الإماراتية الشابة التي لا تجد الفرصة أو المكان لعرض قدراتها الفنية ومسرحياتها بسبب (الشللية) في المسارح وهذا الفريق الجديد، ملك كل مواطن، أو مقيم على أرض الإمارات، لكل من يملك موهبة في التمثيل، التأليف، الغناء، الشعر، التصوير، الإخراج، وكل ما يتعلق بتقنيات المسرح». حينما سألت بوهاجوس عن حلمه وحلم فريقه في المسرح قال: «نريد تقديم مسرح جديد للناس بروح جماعية، نريد تبادل الأدوار مع الجمهور، نريد أن يكون مسرحنا الذي لا تغيب البسمة عنه لكل الناس ولكل الفئات». ولقد كان لسان حال جميع هذا الفريق يقول: «لم نضع نصب أعيننا أي نفع مادي أو طمع في شهرة، بل كل ما نريده هو لفت أنظار المجتمع إلى أن هناك صحوة لدى شباب إماراتيين يريدون إظهار بلدهم بصورتها الرائعة الجميلة. وهكذا وجدت المجموعة مسرحاً بعد أن جمع أعضاءها الحب وعشق أبي الفنون، وبعد أن نجحت في إحياء فكرة (المسرح الجوال)، فقد حظيت المسرحية بنجاح كبير في عروضها الأولى في إمارة أم القيوين، لكننا نخشى أن تضيع وسط زحام حركة المسرح والمهرجانات، وصراع المحترفين على تسيّد المشهد المسرحي. هذه المسرحية على بساطتها وروعتها وجمالها ورشاقتها لا تخلو من الهنات، وبخاصة ما يتعلق بسينوغرافيا العرض التي كانت بحاجة إلى لمسة انضباطية، فجمل الإضاءة صممت على مستوى واحد طوال العرض، إضاءة عامة، لا تتوازى وتنوع حركة الممثلين، واختلاف المشاهد، وربما لا تكون مشكلة تصميم الإضاءة المسرحية المتكاملة بجمالياتها وهندسيتها هي مشكلة هذا العرض فقط، فإن معظم المسرحيات المحلية وحتى العربية تفتقر إلى تصميم إضاءة متوازن ينبع من نسيج اعرض ويتكامل معه، ثم أن تحديد الحركة المسرحية في منتصف خشبة المسرح عمق نوعاً من الستاتيكية التقليدية التي أسهمت في إضعاف التشكيلات الجمالية التي حاول المخرج بناءها واستثمارها في الفراغ المسرحي، ناهيك عن ضعف عام في الموسيقى والمؤثرات الصوتية، وربما يكون أضعف حلقات ملحقات العرض المسرحي ذلك الديكور البسيط الذي يكاد يفي بالغرض، ديكور لا هو واقعي ولا هو تعبيري، وكان لافتاً عدم تغيير الديكور مع تغير المناظر والمشاهد الثلاثة، لكن بالمجمل العام لقد نجح المؤلف في عرض أحداثه بواقعية وصدق، دون أن يقع في خطابية مباشرة، معتمداً في طرح فكرة المسرحية على تعميق جوّانية الشخصيات، وعلى مقومات الشكل الكيفي من تقابل ومفارقة أو تشابه واختلاف، فكان عتيج في مواجهة وصراع مع زوجته، كما كان في صراع مع صديقه عيد، وكانت الفتاة صالحة في خلاف وصراع مع والدها، وهكذا صنع لنا الكاتب وحدات متشابهة ومتناقضة أشعلت فتيل صراع درامي، صنع لنا التشويق المطلوب لمتابعة ساعتين ونصف من الضحك المرير على حياتنا المعاصرة، لكن أيضا في رؤية متفائلة، وجو مسرحي يدفعك للاستمتاع بآخر قطرة من المسرحية. صحيح أن هذا العرض كان يعوزه المزيد من الصقل في الصورة المشهدية، وترتيب المواقف المسرحية المتداخلة، إلا أنه في المجمل كان عرضاً شيقاً، وخفيفاً، ومتوازناً في شكله ومضمونه وقالبه المسرحي، ما جذب إليه الجمهور بطريقة أصبح فيها كتلة واحدة مع الحالة المسرحية، ولعل هذا غاية ما نرجوه من مسرحنا المطلوب منه استعادة جمهور المسرح وانتزاعه من وسائل ثورة الاتصال والمعلومات! النجاح الجماهيري الذي حققته المسرحية منحها جواز مرور إلى الفن، والمطلوب من المؤسسات الرسمية هو المحافظة على ثروة جديدة من الشباب المتعطش للإبداع الحقيقي. كان جميلاً هذا الحضور الجماهيري في مسرح أبوظبي، بكل بهائه وجمال هندسته المعمارية وممكناته التقنية التي أتاحت للجمهور التمتع بعرض مسرحي محلي جديد، وكان أكثر جمالاً هو ذلك الحضور البهي لعدد من المسرحيين المخضرمين من جيل الرواد للعرض من أمثال:، علي التميمي، رزيقة الطارش، التي صعدت إلى خشبة المسرح بعد نهاية العرض وقدمت التشجيع والتهنئة للممثلين الشباب، في تعبير جميل عن حوار الأجيال والتجارب الذي نفتقده دائماً. إن أهم ما نخرج به من هذه المسرحية الكوميدية النظيفة والناضجة، لشباب واعدين، هو ضرورة أن نودع رواسب مرحلة كوميدية ماضية اختلط فيها التنفيس الاجتماعي بالتعبير الفني، لنستقبل إرهاصات مرحلة جديدة نضع فيها العلامات واضحة على الطريق، الطريق إلى مسرح الجماعة، وإلى جمهور العائلة الذي فقدناه طويلاً، وإلى فكرنا الكوميدي الجديد الهادف بعيداً عن جيب المتفرج وشباك التذاكر. وبالمناسبة عرض مسرحية (طوي عتيج) كان مجانياً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©