استقالة جونزاليس تعطي بوش انفراجاً مؤقتاً

أجمع مراقبون وخبراء أمس على أن استقالة وزير العدل الأميركي ألبرتو جونزاليس تشكل انفراجا ولو مؤقتا للرئيس الأميركي جورج بوش رغم دفاع الأخير عن وزيره المستقيل· وعبر خصوم بوش الديمقراطيون الذين يشكلون الغالبية في الكونجرس، بوضوح عن نيتهم مواصلة التحقيقات البرلمانية المفتوحة حول تصرفات جونزاليس ووزارته التي تمثل بنظرهم رمزا لادارة استخدمت الدستور بما يناسبها· وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ هاري ريد ''ان هذه الاستقالة لا تعني نهاية المشكلة، لا بد للكونجرس ان يذهب الى عمق هذه المشكلة ويتتبع مسار الوقائع الى حيث تقود، الى البيت الابيض''· وفي ظل تعايش متوتر أصلا بين الديمقراطيين والإدارة فإن مجرد تعيين بديل عن جونزاليس قد يثير جدالات محمومة جديدة، ويفترض ان يصادق مجلس الشيوخ على خيار الرئيس· وكان جونزاليس الهدف الاول لتحقيقات في مجلسي الكونجرس لمعرفة ما اذا كان تم إقصاء قضاة كبار لأسباب سياسية، وما اذا كانت الادارة تجاوزت صلاحياتها من خلال قيامها بعمليات تنصت على مواطنين اميركيين دون توكيل قضائي بحجة ''الحرب على الارهاب''· وكانت تحقيقات داخلية تجري لمعرفة ما اذا كان جونزاليس أعطى تعليمات لمعاونة له قبل ان تدلي بشهادتها امام البرلمانيين في قضية المدعين العامين· والأخطر هو ان الديمقراطيين كانوا يسعون لمعرفة ما اذا كان جونزاليس كذب في الكونجرس اثناء جلسات استماع ألحقت أذى كبيرا بإدارة هي أصلا في وضع مربك· ومن المتوقع ان يتمسك الكونجرس بطلبه الاستماع الى شهادة جونزاليس، ويبدو ان الديمقراطيين ينتظرون بوش عند المنعطف لتعيين وزير جديد، والبيت الابيض يعلم ذلك وقد عبر سكوت ستانزل عن الأمل في ان يقوم مجلس الشيوخ ''بتغليب مصالح البلاد على السياسة الحزبية''، فيما طالب الديمقراطيون بشخصية توافقية تعطي ''انطلاقة جديدة'' للوزارة·