مخيم عين الحلوة يرفض إيواء عائلات فتح الإسلام

ساد هدوء حذر أمس مخيم نهر البارد في شمال لبنان وسط تأكيد الناطق باسم رابطة علماء فلسطين محمد الحاج استمرار الاتصالات مع جماعة ''فتح الإسلام'' والجيش اللبناني لإجلاء جرحى المسلحين من داخل المخيم بعد نجاحه يوم الجمعة الماضي في إجلاء 63 امرأة وطفلاً من أسرهم· وقال الحاج ''إن الاتصالات مستمرة مع الجيش اللبناني ومع الناطق باسم (فتح الإسلام) أبو سليم طه، لكن لم يتم التوصل بعد إلى وضع آلية لإجلاء الجرحى، مشيراً إلى أن إمكانية طرح مبادرة جديدة تتعلق باستسلام أبو سليم طه والمسلحين أمر وارد وأن اطمئنانهم على عائلاتهم شكل حافزاً في هذا المجال· وأوضح رداً على سؤال حول أسر المسلحين الذين أفرج عنهم الجيش بعد استجوابهم ان اللبنانيات والفلسطينيات - اللبنانيات التحقن بعائلاتهن في مخيم عين الحلوة او مخيم البداوي القريب من مخيم البارد، لكنه رفض تحديد عددهن، واضاف ان غالبية السوريات او الفلسطينيات - السوريات غادرن لبنان، لافتاً الى ان بعضهن ممن لا يملكن اوراقاً ثبوتية ما زلن ينتظرن ترتيب مسألة مغادرتهن مع السلطات المختصة· واكد متحدث عسكري لبناني بدوره ان الوساطة لاجلاء الجرحى مستمرة، لكن لم تتضح حتى الآن آلياتها· في وقت علم ان ما طبق في مبادرة اخراج عائلات ''فتح الاسلام'' لا يمكن ان ينطبق على المسلحين الجرحى الذين ستكون لهم آلية مختلفة تماماً اهمها السرية المطلقة خصوصاً ان الجرحى سيخرجون من المخيم الى المستشفى ومنه الى السجن، حيث ستجرى معهم التحقيقات· الى ذلك، اكد مصدر فلسطيني ان مسؤولي الفصائل في مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان رفضوا دخول زوجات مسلحي ''فتح الاسلام'' من غير اهل المخيم، كما رفض رئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري بقاء النساء في المدينة، واعرب عن امله في ان يتم ترحيل غير اللبنانيات بأسرع وقت ممكن الى عائلاتهن، كما وعدت بذلك رابطة علماء فلسطين، مشيراً الى ان الساحة الصيداوية حساسة؛ لأن فيها اكبر عدد من الفلسطينيين ويفضل مراعاة هذه الحساسية، مذكراً بسوابق جرت لتكرار سيناريو نهر البارد فيها لكن حكمة الجيش والقوى اللبنانية والفلسطينية مكنت من تدارك هكذا سيناريو· فيما اوضح عضو رابطة علماء فلسطين اياد ابو العردات انه تم انزال النساء في مسجد دار الارقم الواقع قرب مخيم عين الحلوة، وقال نهتم بهن من الناحية الانسانية·· لا نريدهن ان يتعرضن للأذى وهن يرفضن الكلام مع الصحافة''· وجرت اشتباكات متقطعة امس مع المسلحين المتحصنين في آخر بقعة لهم في الطرف الجنوبي لمخيم البارد، وافاد مصدر عسكري بأن الجيش تمكن من السيطرة على احد المخابئ في محيط حي سعسع، حيث شوهد اندلاع حريق كبير وسط المخيم· فيما نسبت صحيفة ''السفير'' الى مصادر عسكرية توقعها أن تكون المرحلة المقبلة شرسة جداً باعتبار ان مسلحي ''فتح الاسلام'' اتخذوا قراراً بالقتال حتى النفس الاخير· ونفذ النازحون من مخيم نهر البارد اعتصاماً حاشداً في مدرسة كوكب في مخيم البداوي رفعوا خلاله يافطات تطالب بالعودة الى المخيم او الى فلسطين· كما رفع المعتصمون مذكرة الى الهيئات الحكومية والانسانية والامم المتحدة يشددون فيها على حق العودة وعدم نسيان قضيتهم