محسن البوشي (العين)
تنطلق عصر اليوم فعاليات مهرجان المربعة التراثي في دورته الثانية بمقر القلعة التاريخية بمدينة العين، وتستمر حتى يوم الاثنين المقبل، تحت رعاية سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم بمنطقة العين، وذلك إحياء لإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتشهد فعاليات اليوم الأول للمهرجان تخريج دفعة جديدة من إدارة مدارس الشرطة تضم 86 شرطيا مستجدا ضمن دفعة «فوج عام زايد» تزامنا مع تخريج أول قوة شرطية متدربة أمنيا « فوج زايد الأول « بتاريخ 22 فبراير 1969.
وشاركت قلاع العين التاريخية القديمة في أداء وظيفة ودور مركز الشرطة، إلا أن قلعة المربعة تفردت بأنها القلعة الوحيدة في المدينة التي أنشئت خصيصا لهذا الغرض دون غيره، واتخذت المربعة منذ إنشائها كأول مقر لشرطة العين ومركز للأمن في المدينة عام 1948 ولفترة طويلة بحسب الباحث الدكتور يحي محمود أستاذ مشارك للتاريخ الحديث بجامعة الإمارات.
وأشار الباحث إلى أن قلعة المربعة في العين وفرت كغيرها من القلاع في السابق الأمن القومي والعام إلى جانب الأمن الجنائي أو الداخلي للسكان الذين كانوا يلجؤون إليها حين وقوع الخطر أو عند تعرضهم للهجوم، لذا تجد القلاع فسيحة لتستوعب الفارين إليها من أهل المدينة، كما أنها مزودة ببعض آبار المياه وبعدد كبير من الحجرات لتخزين الغلال والطعام بما يسد حاجة المتواجدين فيها أوقات الخطر.
والمربعة تعد القلعة الوحيدة في المدينة التي تحمل هذا الاسم بمنطقة وسط مدينة العين على مقربة من قلعة سلطان وكان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، قد أمر بتشييدها عام 1948 لاستخدامها مقرا للشرطة ومركزا للإدارة الأمنية فيها المدينة، وهو الغرض الذي أنشئت من اجله، وظلت القلعة تستخدم كمركز للشرطة حتى عام 1979 مع تأسيس مديرية شرطة العين في منطقة الجيمي.
وتسلمت إدارة الآثار والسياحة في العين القلعة واعتنت بها من خلال ترميمها وإزالة المباني المستحدثة من حولها والتي بنتها الشرطة كمكاتب لها لتعيد إليها من جديد تألقها المعماري والتراثي التقليدي الأصيل وعادت لصورتها الأصلية وهي قلعة مربعة الشكل مكونة من أدوار عدة يحيط بها سور كبير، ولتتحول القلعة إلى إثر سياحي بموقعها بمنطقة السوق بوسط المدينة.
ولفت الباحث في سياق وصفه للقلعة إلى أنها تتكون من 3 طوابق يخلو الطابق الأول من النوافذ ولكنه مزود بفتحات مستديرة تسمى (المزاغل) لفتحات المدافع، كوسيلة دفاعية، ويشتمل الطابق الثاني على 3 نوافذ، أما الطابق الثالث فيحتوي على 4 نوافذ؛ نظرا لارتفاعه عن مستوى الأرض ما يوفر له حصانة أكثر من الطابقين الأولين.
وتشتمل الأركان الأربعة للقلعة على 4 حليات مخروطية الشكل تشبه المآذن أما السور العلوي للمربعة فهو مغطى بالمثلثات ويوجد به فتحات للرمي وعدد وافر من «المزاغل» بينما يخلو الطابق الثالث من مثل هذه الفتحات تماشياً مع الطابع الإداري للمهمة التي يقوم بها.
وأوضح الدكتور يحيى محمود أن القلعة اشتقت اسمها من شكلها المربع فهي تعني الحصن أو المجلس المربع الشكل أو المستطيل جوازا وقد عرفها العرب منذ فترة طويلة، حيث شاع استخدامها لأهداف عسكرية أو مقار لإقامة الحكام أو نقاط مراقبة مزودة بوسائل دفاعية كفتحات الرمي والبنادق.
ويتضمن المهرجان فعاليات مختلفة تشمل المسابقات التراثية يتخللها توزيع جوائز للجمهور والاطلاع على منصات وخدمات شرطة أبوظبي والسوق الشعبي والتعرف على الحرف اليدوية والاستمتاع بعرض أغنية «شكرا محمد بن زايد» من إعداد شرطة أبوظبي وبعروض فرقة الشرطة الحربية «اليولة» وعروض الكلاب البوليسية التي تقدمها إدارة التفتيش الأمني وعروض سيارات المسعف والمنقذ والإطفائي الصغير وأمسيات شعرية.
ويسلط المهرجان الأضواء على التاريخ القديم لشرطة أبوظبي من خلال «المربعة للموروث الشرطي» وعرض لمركبات الشرطة القديمة وصور توثق لتاريخ شرطة أبوظبي والعديد من المقتنيات الشرطية.
جدير بالذكر أن القلاع والحصون التاريخية في العين لعبت دورا بارزا في حياة الأهالي في المدينة خلال العقود الأولى من القرن الماضي، حيث تعددت أغراض القلاع واستخداماتها كمراكز للإدارة ومقار أمنية ودور للمحاكم، إضافة إلى أغراض التجارة والإغاثة، وتعد قلعة المربعة من أشهر القلاع التاريخية القديمة في العين التي استخدمت لأغراض أمنية.
عدد اليوم
