تعاون أوروبي صيني للحماية من المنتجات الخطرة

وسط المخاوف المتزايدة بشأن مواصفات السلامة لسلسلة من المنتجات والسلع الصينية في الأسابيع الأخيرة الماضية، قام الاتحاد الأوروبي برفض الادعاء الصيني الذي قدمته بكين بأن الرفض الأوروبي ذو دوافع سياسية بهدف حماية أسواق الاتحاد الأوروبي من هيمنة المنتجات والسلع الصينية، وتعمل المفوضية الأوروبية الآن مع الصين لمنع دخول المنتجات الصينية الخطرة التي تفتقر الى مواصفات السلامة الى أسواق الاتحاد الأوروبي، بعد سلسلة من الفضائح ذات الصلة بدخول ألعاب خطرة صينية الصنع الى أسواق الاتحاد الأوروبي، انتهى بها الأمر الى الرجوع الى الصين· من ناحية أخرى، أعادت شركة ماتيل الأميركية لصناعة اللعب حوالي 18,2 مليون لعبة، بسبب احتواء الألوان التي صُبغت بها الألعاب على معدن الرصاص، وبعض الجزيئات المغناطيسية الصغيرة، ليس هذا فحسب، بل وجّه الاتحاد الأوروبي تحذيرا من منتجات التجميل الصينية ككريمات الجسم، وأصباغ الشعر، ومعجون الأسنان صيني الصنع، وأكد الناطق باسم المفوضية الأوروبية على أن الأخيرة تعمل جاهدة مع السلطات الصينية المعنيّة على تبادل الخبرة والمعلومات بين الطرفين، وأضاف بقوله: ''وبإمكانهم الوصول الى نظام الإخطار خاصّتنا بحيث يتسنى لهم متابعة سير الأمور مع المنتجين والمُصَنّعين في الصين''· ويُذكر أنه في عام ،2006 تم تصنيف ما يزيد عن 900 منتج ضمن قائمة المنتجات الخطرة وغير الآمنة، وبالتالي تم منع بيعها في أسواق دول الاتحاد الأوروبي ال 27 وكانت الصين بلد الصنع الأساسي لنصف كمية تلك المنتجات والسلع· ويُذكر أن المنتجات الصينية تشكل ربع إجمالي المنتجات والسلع التي يستوردها الاتحاد الأوروبي، لكنها تأتي في صدارة قائمة المنتجات الممنوعة في الأسواق الأوروبية بسبب افتقارها الى مواصفات وشروط السلامة، واستجابة لتلك الأرقام والإحصائيات، فقد وقّع كل من الاتحاد الأوروبي والصين في يناير من العام الماضي اتفاقية تعاون بشأن مواصفات وشروط السلامة الواجب توفرها في المنتجات، والسماح لبكين بالوصول الى قاعدة بيانات الاتحاد الأوروبي الخاصة بالمنتجات المعنية، ولكن حتى الآن، لا ترى بروكسل ردا صينيا مُرضِيا· وفي الشهر الماضي، تعهدت الصين بتقديم تقارير ربع سنوية مفصّلة عن كيفية تعاملها مع الشكاوى الأوروبية بشأن المنتجات الخطرة، لكن الشكاوى المستمرة من شأنها أن تقضي على شعبية العبارة الشهيرة ''صُنع في الصين''، خاصة بعد أن غمر الشك المستهلكين بشأن جودة ونوعية المنتجات الصينية المنتشرة في الأسواق· ووفقا لنتائج استطلاع أجري في الأسبوع قبل الماضي، فإن 82 في المائة من الأميركان قلقون إزاء المنتجات والسلع الصينية، وأيّد حوالي ثلثي المشاركين في الاستطلاع فكرة مقاطعة المنتجات الصينية