الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نحاتو «الأبنوس» يحيلون الكتل الخشبية إلى تحف فنية

نحاتو «الأبنوس» يحيلون الكتل الخشبية إلى تحف فنية
11 ابريل 2009 22:13
يبرز النحت الفني في السودان، كواحد من الفنون المكتسبة. ويقع سوق التحف الخشبية في شارع الغابة القريب من وسط العاصمة الخرطوم على ضفة النيل حيث تعرض المنحوتات الطبيعية من الأخشاب للحيوانات المختلفة، أسود، نمور، غزلان، عصي وأقنعة، تجسد بعضها صورا لقبائل سودانية نيلية في الجنوب كل الصناعة بمواد خام سودانية من أجود أنواع الأشجار «الابنوس التك والمهوقني». وبرع النحاتون الذين ينتمون في معظمهم لقبيلة النوير الأشهر في هذا المجال في تحويل الكتل الخشبية إلى لوحات غاية في الجمال. المزاج في الغالب هو الذي يحكم العمل الفني ويحدّد الأشكال وربما كان لوجود هؤلاء المبدعين الهواة بالقرب من ضفة النيل الأثر الأكبر في أن تخرج لوحاتهم المجسمة بكل هذا الجمال لكن في المقابل يتذمرون من ضعف العائد المادي وبعد أن مُنع تداول العاج المستعمل الذي تجمل به البيوت السكنية والمكاتب ويستعمله الرجال عصي خشبية كتقليد اجتماعي يرمز للهيبة والوقار وتقدم كهدايا قيمة للوفود والشخصيات العامة والحكومية الزائرة للسودان. يقول النحات وليم كوي:»تعلمت الصنعة على يد زميل ورثها عن أبيه، تعلمت بسرعة حتى أصبحت أستطيع أن أعمل كل الأشكال في أخشاب المهوقني والتك، القادمة من جنوب السودان هذه الصناعة لا تدخل فيها أي مواد غير الأخشاب ويستغرق العمل فترات متباينة فصناعة المركب تحتاج إلى أربعة أيام والعصي والأشياء الخفيفة لا تزيد عن يومين». ويؤكد كوي أن المزاج هو الذي يتحكم في اللوحات. ويقول:»وجودنا بالقرب من النيل في الغابة حيث الهدوء والطبيعة الجميلة يساعدنا على إنجاز المهنة التي تطورت من صناعة العصي في الجنوب إلى التحف في الشمال». ويوضح كوي أن الزبائن لا ينتمون إلى طبقة معينة فهم يتنوعون بين سودانيين وسواح عرب وأجانب، مشيرا إلى أن أشخاصا يطلبون أشكالا معينة فيما تشتري الحكومة كميات من تلك المنحوتات كهدايا للزوار الرسميين. بدا قبريال دينق منهمكاً في عمل تمساح خشبي. يقول:»النحت يحتاج إلى تركيز حتى تخرج اللوحة كما تريد وإذا تضايقت من شيء أترك العمل حتى أعود إلى وضعي الطبيعي». يكشف سايمون، الذي كان أحد أشهر النحاتين بشارع الغابة حتى أن طلاب كليات الفنون الجميلة يترددون عليه ليستفيدوا من خبرته، عن وجه آخر للمنحوتات الخشبية فيقول:»بعضها يمنع العين والحسد كوحيد القرن والزرافة». ويضيف:»أبناء النوير وحدهم الذين يعرفون هذا السر لذلك معظم النحاتين بسوق الغابة من النوير وهي قبيلة مشهورة بقدرتها على الصبر والتحمل». وعن مصدر إلهام النحاتين، يقول سايمون:»الأشكال مستوحاة من الطبيعة عندما كنت في الجنوب شاهدت بأم عيني كل هذه الأنواع المختلفة من الحيوانات من أسود، نمور، غزلان، وحيد القرن صورتها لازالت محفورة في ذهني لذلك لأجد صعوبة في تجسيمها من الأخشاب». ويؤكد أن العمل كله صعب ولا يوجد فرق كبير بين نحت العصاة أو التمساح، مبينا أنه لا يستعمل موادا غير الخشب بالإضافة إلى مادة «الجملكة» التي تضيف اللمعية الطبيعية على القطع التي يمكن غسلها بالماء إذا اتسخت.
المصدر: الخرطوم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©