السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جمعة السهلي: أم الدويس تعبير عن المخيلة المحلية

جمعة السهلي: أم الدويس تعبير عن المخيلة المحلية
26 أغسطس 2007 03:56
للسينما لغتها الخاصة، تحاور من خلالها عين المشاهد، وتقتحم في الوقت ذاته ما يمكن أن نسميه بالوعي الخفي للفرد، هذا الوعي الغائب والمشوش في زحام الوجود وضجيج الحياة، ولعل السحر الذي تختزنه السينما هو سحر ينبع من روافد الدهشة والطفولة والمخيلة البشرية المفتوحة على ماضيها الملغز، كما على حاضرها المعاش والملموس، وفي هذا السياق يتبع المخرج الإماراتي جمعة السهلي في فيلمه القادم (عودة أم الدويس) خيوط الخرافة الشعبية ويدمجها في الزمن المعاصر، في لعبة بصرية وذهنية تتوسل المزج بين الحقيقي والحلمي، و بين الغامض والمكشوف· وجمعة السهلي من المخرجين الشباب الذين خرجوا من معطف مسابقة أفلام من الإمارات، وهي المسابقة التي خلقت عدوى فنية جميلة بين عاشقي السينما المحليين· الاتحاد التقت جمعة السهلي أثناء عمله في المراحل النهائية لفيلم (عودة أم الدويس) المزمع عرضه على قناة الشارقة الفضائية في شهر رمضان القادم، وكان لنا معه الحوار التالي: المراحل النهائية ؟أم الدويس شخصية خرافية متداولة في التراث الشعبي المحلي، كيف عالجت هذه الشخصية الغامضة والمرعبة في إطارحديث؟ ؟؟ استعنا في الفيلم بشخصية أم الدويس كشكل إيحائي لا أكثر، وهو يهيئ منذ البداية للدخول في أجواء العمل، ولكن القصة بشكل عام تتناول الزمن المعاصر وتدخل في أجواء نفسية قائمة على الغموض والجريمة، وعنوان (عودة أم الدويس) يستعيد الفضاءات المرعبة التي رافقت هذه الشخصية في المخيلة الشعبية، ولكنه لا يتناولها بشكل حرفي ومباشر· حيث تبدأ أحداث الفيلم من خلال (فلاش باك) يعود بنا لحقبة الستينات التي ازدهرت فيها أعمال السحر والشعوذة، وعندما تقفز الأحداث للزمن المعاصر فإنها تستند على وقائع الماضي، كإرث أسود ومخيف لا يمكن الخلاص من آثاره وتبعاته· الفيلم مأخوذ من قصة كتبها صالح المرزوقي وعالجها سينمائيا السيناريست المبدع يوسف إبراهيم، والذي تعاونت معه سابقا في فيلم (أسرار سارة)· دعم السينمائيين ؟ ماذا عن طاقم العمل ومواقع التصوير، وكيف تم ترشيح الفيلم للعرض على قناة الشارقة الفضائية في رمضان القادم ؟ ؟؟ اختيار قناة الشارقة للعمل جاء بعد نقاشات وتعديلات استفدنا منها جميعا على المستويين التقني والموضوعي، وأشيد هنا بدور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في دعم السينمائيين الشباب وتفعيل دورهم الثقافي، كما أشيد بدور تلفزيون الشارقة في احتضان التجارب السينمائية المحلية وعدم الخوف من خوض المغامرة الإبداعية معهم، والمتمثلة في انجاز أفلام تلفزيونية مستقلة، وبعيدة عن الطابع التقليدي للمسلسلات· أما عن طاقم العمل فقد ضم نخبة من الممثلين الإماراتيين المميزين أمثال الفنانة القديرة سميرة أحمد التي نقدر دورها، فهي رغم مشاغلها الكثيرة وارتباطها بالأعمال الدرامية في رمضان القادم، إلا أنها آثرت الدخول معنا في هذه التجربة كنوع من المساندة المعنوية والإيمان بالفعل السينمائي المحلي المبشر في المكان، وعندما تقول لك فنانة بوزن سميرة أحمد: أنتم تمثلون البذرة الأولى لصناعة السينما في الإمارات· فإن هذا النبل والرقي في التعامل سيدفعنا دون شك للتضحية وبذل جهود مضاعفة من أجل خلق مناخ سينمائي قوي ومؤثر· أما الشخصيات الأخرى التي وقفت معنا في العمل فهي: الدكتور حبيب غلوم، وعبدالحميد البلوشي وعبدالله حيدر وعبدالله الحوسني، والعمل ككل يضم خمس عشرة شخصية ساهمت في حمل العبء التمثيلي للفيلم· تم تصوير الفيلم في قرية قديمة تم ترميمها مؤخرا في إمارة الفجيرة، وهناك مواقع أخرى استفدنا من أجوائها الغامضة والمثرية للجو العام في الفيلم، مثل منطقة (القرم) والنفق المؤدي إلى مدينة (كلباء)· ؟ كونك أحد المخرجين المشاركين في تفعيل الحركة السينمائية الوليدة في الإمارات، كيف تنظر لدور المحطات التلفزيونية من ناحية تعميم هذه التجربة وترويجها؟ ؟؟ هو دور مؤثر دون شك، خصوصا أننا استشعرنا قيمة هذا الدور من خلال احتضان تلفزيون الشارقة لتجاربنا، وعرض أعمال سينمائية محلية في قناة (سما دبي) فبرنامج (سما سينما) مثلا ساهم في تعزيز الوعي بالفيلم الروائي القصير، وتعريف الجمهور بمخرجين كانوا موجودين في نطاق خاص ونخبوي هو نطاق مسابقة أفلام من الإمارات ومهرجان دبي السينمائي، أما اليوم فإن الجمهور بات يعرف من هو وليد الشحي وسعيد سالمين وعبدالله حسن ويوسف إبراهيم وجمعة السهلي ومحمد حسن أحمد وعبدالحليم قائد، وغيرهم من المخرجين وكتاب السيناريو الذين كانوا يمرون مرور الكرام على الإعلام المحلي· التفاعل الإعلامي ؟ برأيك ما هي المعوقات التي مازالت تقف بوجه السينمائيين المحليين؟ ؟ المعوقات موجودة في كل المجالات الإبداعية التي تتجه نحو النوع وليس الكم، والسينما الإماراتية جزء من هذه المنظومة، وهي بحاجة لفعل تراكمي حتى تفرض وجودها القوي في المكان، ومع ظهور أكاديمية السينما في أبوظبي فإنها ستسد نقصاً في جانب معرفي مهم وحيوي وهو الجانب الأكاديمي، أما المعوقات فهي الإنتاج، وقلة الوعي الجماهيري بقيمة وأهمية السينما في كونها قيمة حضارية وثقافية قبل أن تكون مجرد واجهة تجارية مسطحة وسريعة التبخر فانها بالامكان التغلب عليها مستقبلا بالوعي الثقافي · سيرة فنية قدم السهلي أفلاما قصيرة مثل (الوحل) و (إنها زجاجة فارغة) و( أسرار سارة)، وحمل آخر أفلامه (أسرار سارة) الكثير من ملامح النضج الفني الذي وصل إليه (السهلي) وعبّر من خلاله عن موهبة إخراجية قادمة، وعن بصمة أسلوبية واثقة من امكاناتها·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©