تأهل خمسة من المتنافسين في "أمير الشعراء" للتصفيات النهائية

تأهل خمسة من المتنافسين في مسابقة ''أمير الشعراء'' للتصفيات النهائية من المرحلة الثانية· وهم جاسم الصحيح'' السعودية'' وروضة الحاج ''السودان'' ومحمد ولد الطالب ''موريتانيا'' و حازم التميمي''العراق'' وعبدالكريم معتوق ''الإمارات'' انتظارا للمتسابق السادس الذي يتم الإعلان عنه في الحلقة القادمة والذي يتأهل عبر تصويت الجمهور· وشهدت الحلقة الثالثة والأخيرة من المرحلة الثانية لبرنامج مسابقة ''أمير الشعراء'' ، التي تنظمها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، تنافساً ساخناً بين الشعراء المشاركين، والذين حاولوا تقديم رؤية شعرية مبدعة ومتألقة عبرت عما حملته قرائحهم من عذب الكلام وصدق التعبير، محاولين الظهور في أبهى صورهم من خلال حسن الإلقاء وإنصاتهم إلى الآراء النقدية لأعضاء لجنة تحكيم المسابقة، إضافة إلى آراء زملائهم من المتسابقين· وقد استضافت الحلقة كل من الشعراء جاسم الصحيح (السعودية)، هاجر البريكي(عمان)، محمد بن قراطاس (عمان)، تميم البرغوثي (فلسطين)، وهدى السعدي (الامارات)، على مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي، في بث مباشر على تلفزيون أبوظبي وقناة أمير الشعراء وإذاعة إمارات أف أم، مساء الجمعة الماضية، وبحضور الجماهير الغفيرة من محبي الشعر من الإمارات ومختلف الجاليات العربية المقيمة بالدولة· وتميزت الأمسية بحضور المطرب الإماراتي مروان محمد، والذي أضفى مزيداً من البهجة من خلال إلقائه أغنية شعرية لقصيدة الخيل والليل والبيداء للمتنبي مما يؤكد مدى تفاعل فناني ومطربي المنطقة العربية مع الشعر الفصيح· وأعلن الشاعر نايف الرشدان باسم باقي أعضاء لجنة تحكيم المسابقة معايير التحكيم للحلقة القادمة والتي ستتمثل في قراءة كل متسابق لقصيدتين، الأولى منهما نص رئيسي يختاره الشاعر بنفسه ولا تتعدى مدة قراءته الدقائق الأربع، أما الثانية فهي قصيدة يصف فيها المتسابق قصته مع برنامج ''أمير الشعراء'' بداية من اشتراكه بالمسابقة وتعرفه على العديد من المتسابقين العرب ونهاية بوصوله للمرحلة الأخيرة بحيث لا تتعدى القصيدة العشرة أبيات· وتم بالحلقة الإعلان عن تأهل الشاعر حازم التميمي(العراق) من شعراء الحلقة الماضية بعد حصوله على أعلى نسبة تصويت من الجمهور· هلال تميم البرغوثي كان تميم البرغوثي أول متسابقي الأمسية، وكعادته ألقى على مسامع جماهير المسرح نصاً شعرياً تفاعل معه جمهور المسرح بعنوان ''الهلال'' وهي مقطع من قصيدة ''مقام عراق'' وصف فيها الهلال بابتسامة الليل، كلمات رأى فيها د·صلاح فضل بأن صاحبها قدمها كشرارة من حريقٍ في داخل شعره ، ووصف د·عبد الملك مرتاض، الشاعر بـ ''القاص'' حيث غلبت عليه النزعة السردية واعتمد على عنصر الصرف وختم قصيدته بما بدأها ولم يسلم من بعض الحشو والنثرية في بعض الأبيات، ورأى الفنان غسان مسعود، أن الشاعر نجح في تحقيق المعادلة الصعبة بين المتعة والفائدة إضافة إلى إرضاء الجمهور والنقاد وهي حالة فريدة لا تتحقق إلا في المسرح، وقال الشاعر نايف الرشدان، إن النص جميل يحتوي على بعض الملاحظات التي لا تنتقص من قيمة القصيدة · قراطاس و السماء الثانية وقرأ الشاعر محمد بن قراطاس المهري (سلطنة عمان) قصيدة بعنوان ''سماءٌ ثانية··لذاكرة حرة'' وهي من ذاكرة سجينٌ بريء كل ذنبه إنه في المكان الخطأ والزمان الخطأ، رأى فيها د·عبد الملك مرتاض، أن نصها قوي وتحمل عنوانا جميلاً ومفعماً بالشعرية ، وقال الفنان غسان مسعود، إن صاحب القصيدة يحمل في ذاكرته أطلالاً لتجربة مرُّة في حياته كما إنه في اتجاه البحث عن لغة الحداثة، وأشار الشاعر نايف الرشدان إلى أن النص يحمل خطاباً متجهاً إلى الوطن وقوياً بعلاقاته وفيه من الروح ما يحتار النقاد في شأنه، ورأى د·صلاح فضل أن القصيدة تقدم تجربة أصيلة من بلداننا· قلق هاجر وجاءت الشاعرة هاجر البريكي(سلطنة عمان) بقصيدة تحمل عنوان ''قلقٌ يمر على المدينة''، علق عليها الفنان غسان مسعود، من حيث أهمية النص وجماله كما إن صوت صاحبته يحمل حذراً وترقباً وتبوح ببعض التكلف رغم أن بوح الأنثى يحمل إشارات استفهام كثيرة، وقال الشاعر نايف رشدان إن القصيدة جميلة وتحمل عنواناً متميزاً وتحفل بتراكيب تؤكد على قدرة الشاعرة على توظيف الصورة في أجمل حلة بعد استحضارها للتراث، وأشار د·صلاح فضل، بأن نص القصيدة موقد ورصين وبه بعض الصياغات الجميلة والمقارنات الرائعة كما في البيت الأخير ''وأنا المليحة في الخمار يدور بي····موتٌ تفضٌ فناءَه الأسرارُ· هدى وعبلة وألقت الشاعرة هدى السعدي(الإمارات) قصيدة بعنوان ''هذا دمي'' وهي قصيدة بكائية روت فيها مأساة الفلسطينيات وبنات العراق، ورأى فيها الشاعر نايف الرشدان أن نصها جميل يحمل تكراراً يشير إلى دلالاتٍ متعددة وهناك إشارات تفيد المعنى قوة مع إيجازات مكثفة للرؤية ، وقال د·صلاح فضل، إن الشاعرة تبدو رقيقة شربت من دم عنترة وحولت مسار كلامه وقتلته رمزياً، والشعر فيه شجاعة فكرية ولكنه بعيد عن الواقع العراقي الملتبس، وذكر د·علي بن تميم، أن الشاعرة جعلت من عنترة موضوعاً للتحقيق مع حضور الجسد والوصف في النص، كما أن النص به لعبة لغوية أكثر من كونها شعرية، ووصف د·عبدالملك مرتاض ، النص بقطر الندى وتقمصت صاحبته شخصية ''عبلة'' وأسقطتها على مواساة العراقيات المسجونات بعاطفة جياشة، كما أن النص به معاناة فنية راقية لمستوى الشعرية الطافحة ولغة فنية شفافة كالحرير· تأهل الصحيح وتلاه المتسابق جاسم الصحيح(السعودية) والذي قرأ قصيدة بعنوان ''الوطن بأبجدية ثانية''، قام بإهدائها إلى وطنه بعد أن رأى فيه قيمة من أعظم القيم الإنسانية ، وقال فيها د·علي بن تميم إن نصها جميل يقدم مفهوما جديداً للوطن ، وأشاد الشاعر نايف الرشدان بجمال التصوير وقوة الوصف وبعلاقة الشاعر مع وطنه المعطاء، وأكد د·صلاح فضل أبجدية الشاعر الناقدة واستحضار الروح الجميلة في النص، كما أنه قدم أصدق تعريف للوطن في شعر معاصر · واستقرت آراء لجنة التحكيم في نهاية الحلقة على تأهل الشاعر جاسم الصحيح(السعودية) بعد حصوله على أعلى نسبة من اللجنة بلغت 47,5%، كما اختار جمهور مسرح شاطئ الراحة المتسابق تميم البرغوثي (فلسطين) بنسبة تصويت بلغت 66% · مجاراة عمرو بن كلثوم وفي نهاية الحلقة قامت لجنة التحكيم بتقييم النصوص الإجبارية للمشاركين من خلال مناقشات شعرية مكثفة من خلال مجاراة الشعراء لقصيدة الشاعر ''عمرو بن كلثوم'': وقدم المشاركون الخمسة أجمل ما لديهم في صورة شعرية راقية، قال فيها د·صلاح فضل، إن الشاعر تميم البرغوثي(فلسطين) سيرفع راية الشعر الفلسطيني، أما محمد بن قراطاس المهري(سلطنة عمان) فيملك معارضة رائعة تدين جبروت الثأر وتنتصر للسماحة والرحمة وتحمل قيمة حضارية جديدة، في حين نطقت الشاعرة هدى السعدي(الإمارات) بصوت جميل وبشرت بالغد والمجد، وأشار إلى أن جاسم الصحيح (السعودية) خرج من عباءة ابن كلثوم واختلفت خطانا عنه، واستطاعت هاجر البريكي(سلطنة عمان) ''تعصير'' الأبيات الشعرية وتحويل مجراها لشيءٍ من السخرية· وقال د·علي بن تميم، إن هاجر البريكي(سلطنة عمان) تملك صوتاً يقاوم المجد الذكوري، ويؤكد جاسم الصحيح (السعودية) على مفهوم الخيانة الإبداعية للأسلاف وكأنه يريد القول إن المبدع بلا أسلاف أو أنساب لكنه مع ذلك يدعو إلى قرائتهم، وأشار إلى أن هدى السعدي(الامارات) تتحدث بصوت فردي يقدم المرأة ويتحدى الذكر، ويعتز محمد بن قراطاس(سلطنة عمان) بثقافة ابن كلثوم ويقاوم التعصب، أما تميم البرغوثي(فلسطين) فيقدم منظوراً معكوساً يناقض صوت ابن كلثوم من خلال قراءة ساخرة· وقال د·عبد الملك مرتاض، أن هاجر البريكي(سلطنة عمان) نقلت المعارضة من الفخر والشموخ إلى واقعية تبحث عن الخبز والوطن، كما أن نص هدى السعدي(الامارات)، يمثل انبعاث الأمل ويرفع صوت التحدي، أما تميم البرغوثي(فلسطين) فهو - على حد تعبيره- شاعر يتكون من وجهين وهما النص والإلقاء، وسرد معارضة ساخرة من نكبات الزمن، وتحمل مجاراة محمد بن قراطاس(سلطنة عمان) نعي للجاهلية التي تثأر للنزعة التعصبية، كما أن نص جاسم الصحيح (السعودية) يجسد وصفاً لما وصل إليه حال الأمة· وأشار الفنان غسان مسعود لهدى السعدي(الإمارات)، إنها لم تشاكس عمرو بن كلثوم في حين أخذت هاجر البريكي(سلطنة عمان)، موضوعاً معاصراً وقدم محمد بن قراطاس(سلطنة عمان) تفسيراً واسعاً لعمرو بن هند، وتميز جاسم الصحيح (السعودية)، بين قراءتي الضعف من خلال استحضار الماضي وقراءة القوة في سياق جميل، وأضاف، أن تميم البرغوثي(فلسطين)، حلمٌ متمرد على التقليدي·