الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علموا أطفالكم الرحمة والنظام

22 مارس 2008 02:21
الأطفال عاطفيون بالفطرة، يتسمون بمشاعرهم الرقيقة وأحاسيسهم المرهفة، وتتطور لديهم هذه المشاعر مع تقدمهم في العمر، ويتجلى ذلك في تعاطفهم مع الشخص المريض، وفي ميلهم لمساعدة الآخرين، وربما يكون الهدف الذي يسعون إليه في البداية هو الحصول على مقابل·· كأن يقبل الطفل أن يقوم برعاية أخيه الصغير حتى تنتهي أمه من عملها في المطبخ مقابل أن تسمح له بمشاهدة التلفزيون ساعة إضافية، لكنه يفعل المهمة نفسها في السنوات اللاحقة على أمل أن ينال رضاها واستحسانها، وشيئا فشيئا يعتاد الطفل مثل هذه الأعمال ويترسخ في نفسه مبدأ التعاطف والتراحم، ويبادر من تلقاء نفسه إلى التعبير عن تعاطفه وأداء دوره وواجباته تجاه أسرته الصغيرة وعالمه الذي يعيش فيه· وهناك عدة طرق أتمنى أن يقوم بها الآباء والأمهات حتى يغرسوا التراحم في نفوس أبنائهم·· من أهمها تعليمهم الاحترام، فيجب أن يعتاد الطفل على احترام أبويه، ولا يتحدث بصوت عال في حضورهما، أو يقاطعهما أثناء الحديث، ولا يخرج دون استئذانهما في كبرهما، كما يجب عليهما تعليمه أن حاجتهما إليه تزداد مع تقدمهما في السن·· وفي نفس الوقت عليهما تعويده على زيارة أقاربه في المناسبات السعيدة والحزينة (لأن من شب على شيء شاب عليه) وسيتعلم أن هذه الزيارات تدخل في إطار صلة الأرحام وتبادل أواصر الود والقربى· نقطة أخرى مهمة جدا في التربية وهي تعويده على النظافة العامة، ليصبح محبا لها ومستعدا لتقديم خدماته بالتنظيف ومساعدة من حوله، ويكون هذا الأمر بدايةً من خلال مهام صغيرة نكلفه بها، مثل جمع ألعابه ووضعها في الصندوق المخصص لها بعد الانتهاء من اللعب، وتنظيم حقيبته المدرسية قبل الذهاب إلى النوم، وترتيب سريره في الصباح وغيرها من الأعمال البسيطة التي لا تتطلب جهدا كبيراً، لكن آثارها ستبدو واضحة وملموسة في المستقبل· وحتى إن قام بشيء خاطئ يجب ألا ننتقده بل نصبر عليه ونعلمه حتى يتقنه، لأن النقد والهجوم سيجعله يحجم عن المشاركة والإبداع· ومن أجمل الأشياء التي نراها في الأطفال عندما يقومون بالسلام على كبار السن والجيران وهذا ينم عن تربية صالحة وطيبة، نتمنى دائما أن تكون مغروسة في نفوس الجميع· سعيد أحمد النقبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©