الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

اقتصادات أوروبا الشرقية تستقطب صادرات منطقة اليورو

اقتصادات أوروبا الشرقية تستقطب صادرات منطقة اليورو
22 مارس 2008 02:14
ارتفع اليورو إلى أعلى مستوى له في جميع الأوقات أمام الدولار وبشكل جعل العديد من السلع الأوروبية باهظة بشكل مخيف في الولايات المتحدة الأميركية، وعلى الرغم من ذلك فإن مجموعة كلاس الألمانية تشهد ازدهاراً هائلاً في صادراتها· فالطلب على الحاصدات والمعدات الزراعية الأخرى التي تصنعها الشركة من الاقتصادات الناشئة في الشرق وخاصة من أوروبا الشرقية قفز بمعدل 30 في المئة في عام ،2007 وفي طريقه لأن يحقق نفس المعدلات هذا العام بحيث يؤدي إلى أكثر من تعويض الانخفاض الذي تشهده في الولايات المتحدة الأميركية والأسواق الأوروبية الأخرى كما يقول ديثر دورينجر رئيس إدارة الصادرات في الشركة· ويمثل النجاح الذي حققته مجموعة كلاس والشركات الأخرى المماثلة في بيع السلع الرأسمالية للدول في شرق القارة المفتاح الرئيسي الذي يفسر النمو القوي الذي تشهده صادرات منطقة اليورو في نفس الوقت الذي تواجه فيه المنطقة عقاباً جماعياً بسبب القوة المفرطة التي اكتسبها اليورو، والذي قفز إلى أكثر من 1,56 دولار في الأسبوع الماضي أي بزيادة بمعدل 19 في المئة منذ العام الماضي· وفي العام الحالي أصبح بامكان الدول الأعضاء الجدد في الاتحاد الأوروبي تجاوز الولايات المتحدة كسوق لمنطقة اليورو ظلت تهيمن عليه دول المانيا وفرنسا، وايطاليا، وإسبانيا· كما قفزت صادرات منطقة اليورو إلى روسيا بنسبة 21 في المئة إلى ما يقارب مستوى 67 مليار يورو في العام الماضي· ويساعد الازدهار الهائل التجاري ما بين الغرب والشرق الأوروبي على حل فزورة أخرى تتمثل في الكيفية التي تمكن من خلالها اقتصاد منطقة اليورو من التعرض إلى مجرد تباطؤ متواضع في مواجهة اقتراب الاقتصاد الأميركي أو دخوله بالكامل في هوة الركود؛ بالإضافة إلى ارتفاع أسعار النفط إلى مستوى 110 دولارات للبرميل، وانتشار أزمة الائتمان في داخل الأنظمة المصرفية الأوروبية ناهيك عن المشاكل الخاصة بالقارة الأوروبية التي تتراوح ما بين انخفاض الطلب المحلي وتراجع أسعار العقارات· ويقول جوزيه الزولا كبير الاقتصاديين في الشؤون الأوروبية في مؤسسة سيتي جروب في لندن: ''في حقيقة الأمر إن أكثر ما خفف من وطأة التباطؤ هو ذلك الكم الهائل من الصادرات إلى الأسواق الناشئة والاستثمارات التجارية في هذه القطاعات''· ويتوقع الاقتصاديون في سيتي جروب أن يشهد الانتاج في منطقة اليورو نمواً بمعدل 1,7 في المئة في هذا العام أي أقل من مما تحقق في العام الماضي بنسبة 2,6 في المئة إلا أنه ما زال يعتبر نمواً قوياً وفقاً للمقاييس الأوروبية الأخيرة· إلى ذلك فقد استمرت الدول التي تنتج السلع الرأسمالية مثل ألمانيا تشهد أقوى نمو في صادراتها للأسواق الناشئة، ولكن هذا الازدهار ربما لن يستمر إلى وقت طويل حيث إن أي انخفاض حاد في أسعار النفط سوف يعمل وبسرعة على خفض نمو الطلب في دول مثل روسيا والاقتصادات الناشئة في الشرق الأوسط· وكذلك فإن بعض الدول الشيوعية السابقة والتي أصبحت من الأعضاء الجدد في الاتحاد الأوروبي أفرطت في التوسع وبشكل أضحى يثير إمكانية تأثرها بالأزمات المالية السائدة وانخفاض حاد في النمو هناك· وبالإضافة لذلك فإن العديد من المحللين بدأ يعتقد أن حتى النمو المضطرد في الصين سوف ينتهي به المطاف إلى تراجع حاد بسبب استمرار انخفاض الطلب من المستهلك الأميركي· بل أن بعض الشركات الألمانية نفسها أصبحت تشعر بوطأة التباطؤ الأميركي فيما يتعلق بصادراتها إلى الأسواق الناشئة، فشركة إف آند كيه ديلفوتيك درجت على تصنيع الماكينات التي تستخدم في انتاج السلع الاليكترونية مثل أجهزة الكمبيوتر إلا أن العديد من زبائنها مثل الشركات المصنعة في شرق آسيا ومناطق أخرى بدأت تؤجل خططها الاستثمارية بسبب المخاوف من الركود الأميركي· وبسبب هذه المعوقات وارتفاع قيمة اليورو يتوقع جوزيف سيدلمير رئيس إدارة المبيعات في شركة إف آند كيه انخفاض مبيعات الشركة في هذا العام بمعدل 10 في المئة مقارنة بالعام ·2007 وذكر دورينجر في شركة كلاس أن العديد من زبائنه الجدد في روسيا وأوكرانيا وكازاخستان من الأثرياء في مجال التجارة الذين اشتروا كميات كبيرة من الأراضي من الملاك السابقين أو من الحكومة بمجرد أن بدأت الأسعار العالمية للحبوب ترتفع، وهؤلاء قد اندفعوا مؤخراً إلى شراء المعدات من الدول الغربية من أجل استدرار الأموال من هذه الطفرة الزراعية· كما ان روسيا على وجه الخصوص -بعد أن بدأت تشهد ازدهاراً بسبب ارتفاع أسعار النفط والغاز- أخذت تشتري المعدات الزراعية باحجام كبيرة من شركة كلاس· وبالطبع فإن الشركات الأميركية المصنعة للمعدات الزراعية مثل شركة ديري أصبحت أيضاً تحقق أعمالاً تجارية جيدة في دول الاتحاد السوفييتي السابقة بمساعدة انخفاض قيمة الدولار · أما بولندا وجمهورية التشيك وغيرها من الدول الشيوعية السابقة التي انضمت إلى الاتحاد الأوروبي في السنوات الأخيرة فقد اشترت سلعاً من منطقة اليورو بقيمة 187 مليار يورو في فترة العشرة أشهر الأولى من عام 2007 أي أكثر بمعدل 17 في المئة مما اشترته في نفس الفترة من العام الأسبق· وعلى العكس من ذلك فإن صادرات منطقة اليورو إلى الولايات المتحدة الأميركية تراجعت بحوالي 3 في المئة في كامل العام 2007 إلى مستوى 194 مليار يورو· عن ''الوول ستريت جورنال''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©