الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مقام الخِذْلان

26 أغسطس 2007 02:09
تسألُني عن الحال ما زلت أمعنُ في الدِّقة أشرب ماء كثيراً في الصبح لأغسل أحزان الليل وأشتهي ما تشتهي امرأة في الأربعين تسافر في قطار عجلاتهُ بيتٌ من الشعر و··· نظرتيْن· تسألني عن الحال ما زلت أكبر في الليالي وتصغر في الغيبوبة الروح أمارس دهشتي مع الصحراء فيورق دم أخضر بين يديّ ما زلت - كما عرفتني - أعتني كثيراً بتفاصيل القلب أخشى على الحب وأفشل في خشيتي عليك· تسألني عن الحال ما زلت -كما عرفتني- أرقص في براري العتمة وفيّة لميراث عيبال عيبال الذي ينوح كل صباح على نافذتي وفي آخر الوقت، يبكي على صدري لكنه لا ينسى في المناسبات الوطنية أن يحضر لي الحلوى ويغني لي حتى أنام· تسألني عن الحال ما زلت - كما عرفتني- أهاجر في الحنين إلى آخري أقرع النواقيس في باحة الأمل أعلق الأحلام في مزارات المنافي أفتح بوابة الوقت كي يمر الصهيل· تسألني عن الحال ما زلت - كما عرفتني- أشعل القناديل كي يهتدي بي الوقت أمتطي قمراً من خيام أهلي أحن إلى قهوة الحلم في صباح تخثر به الريق وسقط مشنوقاً بخيوط دواهيه أبحث عن مرفأ في الوعي يسمى الوطن لأخلع بين يديه نعليَّ وأسمي الأشياء بأسمائها وانتخب لدُجايَ قمراً أخضر· ما زلت - كما تعرفني- لا أعتني كثيراً بصبحٍ يأتي في ياقة الجنديِّ وبطاقة غوث لا تغيث أفضّل أن أوقظ الصباحات من غفوتها وأطلق القصيدة من أسر الكلام أحرر عصافيرها وأفكّ عقدة القاف لكي يبين المرفأ! ما زلت - كما عرفتني- أوغل في غامق من الحزن يسكرني بوح يافيٌّ في شفقٍ ينثال من شفة الكون والشمس الغاربة أتقلد الحنين مثل سيفٍ صَدِئ أتوسّد ستين عاماً من طفولة الريح وهذيان البحر أفتش عن شراع يوصلني إلى أول الخيط لأحظى بحيفا! تسألني عن الحال لم أعد - كما عرفتني- بعد أن دخلت في الجنون البلاد لم يزرني عيبال * خذلني الحنين والبحر والشراع خذلتني، لغة أورثتها كل الكلام ونصف المعنى خذلتني الفرسان والأحصنة و خذلتني حيفا! * عيبال، جبل في مدينة نابلس في فلسطين· شهيرة أحمد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©