الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إماراتيون في جبال لبنان.. وعلى سواحله

إماراتيون في جبال لبنان.. وعلى سواحله
26 أغسطس 2007 01:45
عندما تراهم في اماكن متنوعة، يتناولون غداءً أو عشاءً في مطعم هنا وآخر هناك، ثم تلمح وجوههم يتسامرون ويضحكون في مقاهي العاصمة والجبال، لا تصدق أنك في لبنان، وفي قلب الأزمات السياسية والأمنية التي يعيشها البلد· ورغم أنهم ليسوا بالعدد الذي اعتاد عليه اللبنانيون، لكن مجرد وجودهم يبعث الأمل والطمأنينة في نفوس اللبنانيين··· إنهم سياح إماراتيون، قصدوا لبنان في ظل التوترات التي يمر بها، لمجرد إيمانهم بأنه ليس أجمل من قضاء عطلة الصيف فيه ''لما يتمتع به من طقس جميل وقرب في المسافة بين المناطق لا سيما بين البحر والجبل''· هكذا تصف سناء المزروعي (من إمارة أبوظبي) لبنان، وهي تشير بيدها الى المنظر الخلاب الذي يطل عليه أحد المطاعم في منطقة برمانا· تقول: لم أر مثل هذه المناظر الجميلة في أي بلد آخر· ربما يوجد منها في أوروبا لكنني لم أفكر يوماً أن أقضي وعائلتي عطلة الصيف في دولة أوروبية، فالجمال هنا بقربنا فلماذا التعب والسفر الى أماكن بعيدة؟· ترتيبات أمنية مطمئنة رغم أن الحوادث الأمنية لم ترحم أي منطقة لبنانية ترى سناء التي تسكن وعائلتها فندقاً في برمانا، أن المكان الذي تسكنه آمنٌ· تقول سناء: عناصر الأمن تحيطنا من كل مكان، هذا الأمر مطمئن ويعطينا الحافز للبقاء إلى حين تنتهي مدة إقامتنا، إلا إذا طرأ ظرف سيء لا سمح الله· تنقلاتنا ليست بحجم تنقلاتنا في السنوات الماضية، إذ إن كل مشوار نحسب له حساباته، ونحاول قدر الإمكان البقاء في المنطقة التي نسكنها، حيث تتوفر كل وسائل الترفيه··· أتمنى وأدعو الله أن يعود لبنان معافى حتى يعود أصدقاؤنا الإماراتيون، الذين كانوا يرافقوننا دائماً في رحلاتنا إلى لبنان، ويقصدون هذا البلد من جديد''· وتقضي سناء عطلتها الصيفية مع عائلتها المكونة من زوجها وأولادها الثلاثة، وقد اعتادت في كل صيف أن تزور لبنان، ما عدا الصيف الماضي حين وقعت الحرب الإسرائيلية على لبنان ''يومها قررت وزوجي البقاء في الإمارات· وبالفعل لم نسافر إلا في نهاية الصيف، حيث قضينا حوالى أسبوع في مصر· أما هذا الصيف فأنا سعيدة جداًّ لعودتنا إلى لبنان لأننا فعلاً اعتدنا على مناطقه وشعبه وحتى ضيافته التي لا يمكن لأي سائح أن ينساها''· هاجس الخوف لم تشعر سناء بالخوف من الظروف الأمنية التي تسود لبنان واصفة حالها '' بأنه شيء من عند الله، فدائماً ينتابني شعور بأن الله يحمينا في كل خطواتنا''، على عكس ابنتها عفاف (14 عاماً) التي تقول ''أن هاجس الخوف يبقى مسيطراً على تحركاتنا وأكبر دليل على ذلك أننا لم نعد ننتقل من منطقة إلى أخرى كما كنا في السنوات الماضية· لكن رغم ذلك فأنا أحب لبنان لأنني اعتدت من صغري على أن تأخذني عائلتي إلى هذا البلد الجميل''· غصّة في قلوبنا وفي مكان آخر، لكن على سواحل لبنان هذه المرة التقينا بعائلة إماراتية أخرى في أحد المطاعم المطلة على البحر في منطقة جونيه، حيث يجلس محمد الشامسي (من دبي) مع زوجته ''أروى''· لم يمضِ على إقامتهما إلا يوم واحد وقد قصدا لبنان بعد أن شجعهما الأصدقاء على ذلك· يقول محمد ''تزوجنا الصيف الماضي وكنا على وشك المجيء إلى لبنان لقضاء شهر العسل، لكن الحرب غيرت مسار رحلتنا وبقيت الغصّة في قلوبنا حتى هذا العام عندما شجعنا بعض الأصدقاء للسفر إلى لبنان فسياح كثر يقصدونه، حتى أن صديقنا كان هنا الأسبوع الماضي· وبين تشجيع الأصدقاء وخوف الأهل علينا، قررت وزوجتي قضاء حوالي أسبوع في لبنان· وإذا تحسن الوضع الامني ولم يحصل أي سوء، نمدد إقامتنا إلى أسبوع آخر···حتى الآن نشعر بالارتياح والحمد لله، لكن لا بد من أخذ الاحتياطات في نزهاتنا وهذا ما نفعله''· فرحة السياح العرب بكل المحبة والجمال والمتعة التي يجدونها في لبنان، تضاهيها ابتسامات ترتسم على وجوه اللبنانيين كلما شاهدوا سائحاً عربياً ينعم بخيرات وطنهم النازف·
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©