أصحاب المصانع يتحولون إلى بائعي سجائر في غزة

ألقت الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الأراضي الفلسطينية عموما وقطاع غزة خصوصا بظلالها على جميع مناحي الحياة لتطال كافة شرائح المجتمع الفلسطيني، وخلف صندوق زجاجي صغير قرب شارع ''الترانس'' بمخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمال غزة جلس أبو إياد ''49 عام'' يبيع السجائر ليحصل على مبالغ مالية صغيرة قد تساعده على المعيشة بعد أن بات منزله فارغا من الطعام في أعقاب إغلاق مصنعه بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة· وقال أبو إياد ''قبل شهرين فقط كنت صاحب مصنع خياطة يعمل فيه ثلاثون شخصا ولكن سوء الأحوال الاقتصادية والحصار الذي يفرضه العالم أجبرني على بيع السجائر كحال عشرات المواطنين الذين ينتشرون في كل ناصية وكل شارع''· ويضيف أبو إياد ''بحثت عن عمل آخر لكن دون جدوى كل المهن متوقفة ولا توجد مواد خام تدخل القطاع ''· وعن المبلغ الذي يحصله من وراء بيع السجائر، قال أبو إياد ''أبيع في اليوم من 15 إلى 20 صندوق دخان من جميع الأنواع يصل ربحها إلى 15 شيكلاً فقط وكان أصغر عامل عندي في المصنع يأخذ ضعف هذا المبلغ ست مرات ''· وقال أحمد مسعود ''22 عام'' بينما كان يشتري أحد السجائر من أبو اياد ''الوضع الاقتصادي لا يطاق فهو صعب للغاية ولا أستطيع أن أشتري علبة سجائر لذا أضطر إلى شراء سيجارتين أو ثلاث في اليوم''· وتابع مسعود ''الأوضاع الصعبة أجبرت الكثيرين من أصحاب المصانع على إغلاق مصانعهم والجلوس ببسطاتهم في الشوارع ، خاصة مع انقطاع المواد الخام وإغلاق جميع المعابر''· واضطر عشرات الفلسطينيين من سكان قطاع غزة بسبب سوء الأحوال الاقتصادية إلى البحث عن أعمال بديلة لأعمالهم التي توقفت بفعل الحصار فلم يجد أكثرهم إلا عمل صناديق زجاجية لبيع السجائر انتشرت بشكل لافت في الطرقات الرئيسية في القطاع·