صدارة «الزعيم» في اختبار «أصحاب السعادة»

دبي (الاتحاد) - يعود “الكلاسيكو” من جديد، ومساء اليوم ستكون المواجهة الحاضرة والقمة المنتظرة بين العين والوحدة ومباراة يسيل لها اللعاب، ومباراة “كاملة الدسم” ستكون محط الأنظار لكل عشاق ومتابعي دوري المحترفين لكرة القدم، عندما يظهر العين المتصدر والساعي إلى تجديد علاقته المقطوعة بالدرع التي يعشقها بعد سنوات عجاف، وبعد معاناة الموسم الماضي، ها هو يعود أكثر قوة وبشراسة، من أجل تأكيد زعامته لأندية الإمارات، بينما سيكون الوحدة ضيفاً ثقيلاً في ستاد طحنون بن محمد في القطارة، وحجر عثرة يسعى لإيقاف انطلاقة العين وعرقلته ولو بصورة مؤقتة. العين هو صاحب الصدارة والرافض للتخلي عنها في أي حال، حيث يعتلي جدول الترتيب برصيد 27 نقطة من 8 انتصارات و3 تعادلات، مقابل هزيمة “يتيمة” تعرض لها خلال الجولة الماضية، على يد النصر الذي أطاح بـ”الزعيم” للمرة الأولى هذا الموسم بهدفين نظيفين، ويسعى العين مساء اليوم لتجاوز آثار تلك الخسارة التي لم تكن لتؤثر على الصدارة في جولة تساقط المطاردين، ولكنها أضاعت فرصة ذهبية على الفريق لتوسيع الفارق والهروب لمسافة معقولة بالصدارة المستحقة. ويدرك الروماني كوزمين أهمية مباراة اليوم من الناحية النفسية والمعنوية للفريق، على اعتبار أنها قمة تقليدية يكون للفوز فيها قيمة تتجاوز حد النقاط الثلاث، ويغيب اليوم الغاني أسامواه جيان هداف الفريق مع منتخب بلاده في كأس أفريقيا، وستكون الأنظار مصوبة نحو السعودي ياسر القحطاني الذي تنتظر منه جماهير العين، أن يكون “القناص” الذي تعرفه من أجل اقتحام خطوط “أصحاب السعادة” واقتناص الأهداف والنقاط الثلاث. أما الوحدة فهو يمر بظروف بالغة في الصعوبة، ويعاني الكثير من الغيابات، ولكن على الرغم من كل هذا لا يمكن الاستهانة بحظوظه، والتقليل من قدراته على تشكيل خطر حقيقي على الصدارة “البنفسجية”، على اعتبار أن مباراة اليوم تمثل حدثاً استثنائياً للفريقين ولا تخضع للحسابات المسبقة. ويحتل الوحدة المركز الخامس في جدول الترتيب برصيد 18 نقطة، وكان في الجولة الماضية قد تعادل على أرضه أمام الشباب، وعلى الرغم من ابتعاد الفريق عن سباق المنافسة، إلا أن الفوز في مباراة اليوم، قد يعيد له الأمل من جديد، ويسعى الفريق إلى الاقتراب من القمة واقتحام المربع الذهبي من أجل احتلال مركز يليق بمكانة وإمكانيات “أصحاب السعادة”. أكد أن الجزيرة الخطر الأكبر على العين كوزمين: أتمنى أن تكون شهية اللاعبين مفتوحة صلاح سليمان (العين) - أكد الروماني أولاريو كوزمين مدرب العين أن استعدادات فريقه لمواجهة الوحدة، بدأت قبل أن يخوض لقاء كأس “اتصالات” الأخير أمام “صقور الإمارات” وتواصلت بعده، من منطلق أهمية اللقاء وصعوبته، والذي يتطلب المزيد من الجاهزية الفنية والبدنية والتركيز الذهني العالي. وقال: حرصنا على تنفيذ برنامج اللياقة البدنية في الأيام الماضية، حتى يكون اللاعبون في قمة الجاهزية، خاصة أن البعض منهم عائد من الإصابة، وسعينا خلال آخر تدريبين لتثبيت الأفكار التكتيكية، نظراً لأهمية المباراة. وأشار كوزمين إلى أن المركز الحالي الذي يحتله الوحدة لا يتناسب مع إمكانيات الفريق، نظراً لما يتمتع به لاعبوه من خبرة على مستوى المواطنين والأجانب، ومن المفترض أن يكون ترتيبه أفضل بكثير، لافتاً إلى أن “العنابي” يحاول دائماً أن يفرض أسلوبه وطريقة لعبه داخل “المستطيل الأخضر”، وأتمنى أن تكون المتعة حاضرة بقوة في اللقاء، لأن كرة الإمارات ستكون الفائز الأول في نهاية المطاف. وأضاف: لابد أن نكون يقظين، وأن نتعامل مع المباراة بجدية وبحزم، خاصة أنها “كلاسيكو”، لكنها في حاجة للدعم والمساندة الجماهيرية، ونتمنى من جماهيرنا الحضور بكثافة كما عودونا من قبل.وتحدث كوزمين عن مشكلة الهجوم التي عانى منها العين كثيراً، مؤكداً أنها مشكلة صعبة الحل في ظل غياب لاعبين مهمين أمثال أسامواه جيان. وقال: لقد حصلنا على فرص كثيرة في مباراة بني ياس والشباب والجزيرة والنصر، ولم نحسن استغلالها وبكل تأكيد أي فريق في العالم يتأثر عندما تغيب عن صفوفه بعض العناصر المهمة. وأضاف: لقد عانينا أيضاً من غياب ياسر القحطاني للإصابة، وحاولنا تعويض غيابه، حيث نجحنا أحياناً، وفشلنا في أحيان أخرى، وندرك تماماً أن مستوى القحطاني يرتفع من مباراة إلى أخرى، ونتمنى أن يعود إلى جاهزيته السابقة، ومساعدة الفريق، وتعويض غياب أسامواه بجانب عمر عبد الرحمن الذي لم يصل بعد إلى كامل الجاهزية، وهو يملك الإمكانات الفنية التي يمكن أن تساعدنا لكي نشكل مجموعة نعوض بها غياب أسامواه الذي كنا نتمنى وجوده، إلا أن الحارس التونسي قدم للمنتخب الغاني هدية أهلته للدور نصف النهائي في البطولة الأفريقية، كما أن عودة علي الوهيبي سوف تفيد الفريق، لما يملكه من خبرة، ونأمل أن يكون جاهزاً، بجانب سكوكو الذي قدم مستوى طيباً في المباريات الأخيرة، وكل أملنا أن نسجل من الفرص الكثيرة التي نحصل عليها. وتمنى كوزمين أن تكون شهية لاعبيه مفتوحة في لقاء اليوم مؤكداً أن الفريق حصل على 30 تسديدة في مرمى النصر مقابل تسديدتين فقط لـ”العميد” في مباراة الجولة الأولى من الدور الثاني وفي مباراته أمام الجزيرة سدد لاعبوه 23 مرة مقابل 7 تسديدات لـ”الفورمولا”، وما حدث أعتبره سوء طالع، ولكننا نحاول أن نحافظ دائماً على رغبتنا في التسجيل. ونوه مدرب العين إلى ضرورة وجود عنصر التوازن لأن ذلك يحدث قوة في الفريق، علاوة على ضرورة معرفة اللاعبين وظائفهم داخل الملعب، واستفادة كل لاعب من خبرته إلى أقصى درجة، وتطبيق ما هو مطلوب منه في كل مباراة. وبسؤاله عن أسباب الإصابات المتكررة في الفريق قال كوزمين: لا أحد يعرف بالتحديد الأسباب الرئيسية، ولسنا على دراية كاملة بحياة اللاعبين اليومية خارج أسوار النادي، وربما تكون ناتجة من ضغط المباريات والإرهاق، خاصة أن معظم الفرق تعاني من هذه المشكلة. وبسؤاله عن مكمن الخطورة في المباراة، قال كوزمين: المواجهة تعتمد بدرجة كبيرة على التحضير الذهني، خاصة أنها مباراة كبيرة، لابد أن يؤديها اللاعبون تحت ضغوط عالية، وعليهم أن يعرفوا كيف يتعاملون مع هذه الضغوط، وأتمنى من لاعبينا ألا يتأثروا بها، خاصة أننا نلعب على أرضنا ووسط جماهيرنا، مما يجعلهم يلعبون بأريحية تامة. وعن مصادر الخطورة في الوحدة قال كوزمين إنها تتمثل في إسماعيل مطر والبرازيليين هوجو وبيانو والتنظيم الدفاعي المتميز، مشيراً إلى أن إسماعيل من نوعية اللاعبين الذين يمكنهم حسم المباراة في أي لحظة، والوحدة فريق جيد لكنه ليس الفريق الذي لا يهزم ومباراتنا معه عبارة عن ثلاث نقاط فقط لا غير، وأتوقعها أن تكون مفتوحة، أو هكذا يجب أن تكون. وفي نهاية حديثه قال كوزمين إن الجزيرة هو الفريق الوحيد الذي يمثل الخطر الأكبر للعين إلا أنه نوه إلى وجود مفاجآت في مسابقة الدوري لافتاً إلى أن العين قد تعرض لقرارات مؤثرة في لقاءاته أمام بني ياس والشباب والجزيرة والنصر ويحدث ذلك فقط في مبارياته أمام الفرق الكبيرة وعليه فهو لا يعرف ماذا سيحدث في مقبل الأيام بسبب المفاجآت المتوقعة. المدرب سعيد بتأهل غانا وواثق من تفوق الوحدة هيكسبيرجر: المنافس لن يسجل بسهولة أبوظبي (الاتحاد) ـ أكد جوزيف هيكسبيرجر أن لقاء الوحدة والعين يعتبر من المواجهات الكبيرة لأنها “ديربي”، ويكون الحافز للمشاركة فيها موجوداً عند لاعبي الفريق، حتى ولو كانوا ليسوا جاهزين 100%، كما أنها مباراة لا تخضع لأي حسابات أو اعتبارات تسبقها. وقال: عندما نواجه الجزيرة يكون الطابع “لقاء الجار”، بالإضافة إلى أن هناك عدداً كبيراً من لاعبي الوحدة في صفوف الجزيرة، أما بالنسبة للعين، فإن الوضع مختلف، حيث تكون المواجهة أكثر حساسية، واستعد الفريق بشكل جيد للقاء، وحفظنا الطريقة التي يلعب بها العين جيداً، ولدينا أسلوبنا لإيقاف خطورة العين التي تتركز في المقدمة، ونحن نعلم جيداً أنه متصدر للبطولة، لكن هذا لا يمنع أن المباراة كبيرة. وفي إطار تعليقه على غياب مهاجم العين الغاني أسامواه جيان قال هيكسبيرجر: أولاً أنا سعيد بتأهل منتخب غانا إلى نصف نهائي أمم أفريقيا وبالطبع أسامواه ليس السبب الرئيسي في ذلك، رغم أنه مهاجم متميز ووجوده يمثل إضافة للعين في المباراة، لكن السبب يعود إلى الصداقة التي تربطني برئيس الاتحاد الغاني لكرة القدم، والذي سبق وأن أبدى رغبته في أن أشرف على تدريب “النجوم السوداء” عام 2008. وأكد هيكسبيرجر أن العين بالرغم من أنه يملك لاعبين أجانب من العيار الثقيل إلا أن خطورته دائماً تكمن في لاعبي الأطراف الذين يساندون المهاجمين بقوة ويقدمون لهم التمويل المنتظم بالكرات العكسية، خاصة أن لاعبيه يجيدون الألعاب الهوائية والتي كانت السلاح نفسه الذي تعادل به فريقه في لقاء الدور الأول بين الفريقين. وأضاف: أن أفضل طريق للفوز، هو الدفاع الجيد والأداء الجماعي، كاشفاً أنه لن يعتمد على الرقابة الفردية. وأعترف هيكسبيرجر أن رحيل بشير سعيد وحمدان الكمالي عن الفريق الذي أصبح واقعاً جعله ينقل عدداً من مهامهما إلى الوسط، في حين أصبحت مهمة خط الدفاع صعبة، وسوف أختار أفضل عناصر الدفاع لهذه المباراة، والعين سوف يواجه مشكلة أساسية للتسجيل في مرمى الوحدة. وعن مشكلة استقبال فريقه لأهداف في الجزء الأخير من المباريات قال: السبب يعود إلى غياب التركيز، وبالمناسبة مثلما استقبلنا أهدافاً في توقيت متأخر من المباريات، سجلنا أيضاً أهدافاً في آخر الدقائق، ولا أريد أن أركز على هذا الأمر حتى لا يعتقد اللاعبون أنها أصبحت عادة.