"القوة التنفيذية" تطلق الرصاص على تظاهرة لـ "فتح"

شهد قطاع غزة أمس أكبر احتجاج ضد حركة ''حماس'' منذ استولت على السلطة هناك في يونيو الماضي، وأفاد مراسل وكالة ''فرانس برس'' أن عناصر في القوة التنفيذية التابعة لحركة ''حماس'' وتعتبرها شرطة بينما ترفض ''فتح'' الاعتراف بها، أطلقوا النار امس لتفريق تظاهرة للآلاف من انصار حركة ''فتح'' في مدينة غزة· ورفض إبراهيم أبو النجا مفوض الإعلام في حركة ''فتح'' اتهامات حركة ''حماس'' لهم بأنهم يقودون حملة متعددة الأبعاد لإرباك الوضع في غزة· وجدد أبو النجا في تصريحات لـ''شبكة فلسطين اليوم'' التأكيد على ضرورة تراجع ''حماس'' عن كل ما قامت به في غزة واعتذارها للشعب الفلسطيني ،كشرط أول لأي حوار سياسي بين الحركتين· ونفى ابو النجا أن تكون هناك خطة معدة من جهة ''فتح'' لإحداث ''نوع من العصيان المدني لإرباك الوضع في غزة في المجالات الصحية والبلدية''· كما رفض أي مسؤولية لـ''فتح'' بالنسبة لقطع الكهرباء الذي حدث في غزة مؤخرا· وذكر شهود عيان أن المئات من عناصر ومؤيدي ''فتح'' خرجوا في مسيرة جماهيرية حاشدة بعد صلاة ظهر امس، جابت شارع عمر المختار وسط مدينة غزة وسط هتافات مؤيدة للحركة ومنددة بحركة ''حماس'' وسيطرتها على قطاع غزة· وقال الشهود إنه لدى وصول المسيرة قرب مقر السرايا الحكومي اندلعت اشتباكات بين المشاركين في المسيرة وعناصر القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية في الحكومة المقالة التي تقودها ''حماس'' في غزة ،حيث قام عناصر من حركة ''فتح'' بإلقاء الحجارة على مقر السرايا، فيما قذف العشرات بالحجارة مجمعا أمنيا سيطرت عليه القوة التنفيذية · وأطلق قائدو السيارات الابواق كما شوهد محتجون يركبون على مقدمة السيارات· وقال شهود عيان إن مسلحين من ''حماس'' أطلقوا النار باتجاه المحتجين والصحفيين غير أنه لم ترد أنباء عن وقوع إصابات· وأمطرت واجهة أحد المتاجر بالرصاص· وهتف المحتجون بينما كانوا يسيرون في الشوارع قائلين ''الجهاد ··· الجهاد'' بينما حطم آخرون موقعا أمنيا خاليا تابعا لـ''حماس'' على جانب الطريق· وقال مسؤول من ''فتح'' لوكالة ''رويترز'': ''أحداث اليوم علامة واضحة على أن ''فتح'' لم تختف مع انقلاب ''حماس''···الناس يرفضون قمع ''حماس'' لـ''فتح''· اعتقدت ''حماس'' أن بإمكانها القضاء على ''فتح''·· إنهم مخطئون· ''فتح'' تنهض من جديد''· وقال مسؤولون من ''فتح'' إن ''حماس'' اعتقلت المئات من رجال حركتهم منذ أن سيطرت على قطاع غزة· وأضافوا أن أكثر من 100 لا يزالون في السجن وأن كثيرين تعرضوا للتعذيب· وردت ''حماس'' بقولها إن جميع الاعتقالات غير سياسية ،وإنها تضمنت توجيه تهم جنائية فقط· وأضافت أيضا أن قوات الأمن التابعة لعباس اعتقلت بدورها ما يصل إلى 500 من أنصارها في الضفة الغربية حيث لا يزال عباس يحتفظ بالسيطرة· وكانت ''فتح'' قد دعت عناصرها إلى أداء صلاة الجمعة في ساحة الجندي المجهول في المدينة وفي العراء بدلا من ادائها في المساجد التي تسيطر عليها ''حماس'' منذ سيطرتها على قطاع غزة في منتصف شهر يونيو الماضي· وتتهم ''فتح'' حركة ''حماس'' باستخدام واستغلال المساجد في إلقاء خطب التحريض على القيادة الفلسطينية وعلى فتح ، خصوصا صلاة الجمعة· وكانت ''حماس'' قد سيطرت منتصف يونيو على آخر مقر لأجهزة الامن في قطاع غزة يقع في حي السرايا الذي جرت فيه التظاهرة، بعد أن كانت القوات الموالية لرئيس السلطة محمود عباس تتمركز فيه· واعتصم عشرات الصحفيين الفلسطينيين عقب التظاهرة، امام مقر السرايا في مدينة غزة التي باتت مقرا للقوة التنفيذية احتجاجا على إطلاق النار على الصحفيين أثناء أداء عملهم واعتقال عدد منهم· واعتقل عناصر من القوة التنفيذية مصور وكالة ''فرانس برس'' محمد عبد والمصور الصحفي خالد بلبل مصور تلفزيون فلسطين ومصطفى البايض مراسل ''قناة روسيا اليوم'' والمصور إبراهيم دهمان، أثناء تغطية تظاهرة أنصار ''فتح'' ثم أطلقوا سراحهم· كما حطم رجال الأمن التابعين لـ''حماس'' آلة تصوير تلفزيوني خاصة بصحفي آخر· وقال عدد من الصحفيين طلبوا عدم ذكر أسمائهم لوكالة ''فرانس برس'' إن ''القوة التنفيذية كانت تطلق النار على الصحفيين بشكل مباشر وعن بعد عدة امتار، ولذا قررنا الاعتصام''· وأضاف مسؤول في نقابة الصحفيين ''فور اعتقال زملائنا الصحفيين والاعتداء عليهم وإطلاق النار عليهم وضربهم ،نظمنا اعتصاما امام مقر السرايا التي باتت مقرا للقوة التنفيذية''· وتابع انه ''ثاني اخطر اعتداء على عشرات الصحفيين (···) ندين الحادث ونطالب بوقف الاعتداءات على الصحفيين''·