السلطة تتهم حماس بإفشال المبادرة اليمنية

أعلنت الرئاسة الفلسطينية أمس، فشل المبادرة اليمنية للمصالحة بين الأطراف الفلسطينية بسبب رفض حركة ''حماس'' الحوار مع منظمة التحرير الفلسطينية في صنعاء·وقالت السلطة إن وفدها سيعود اليوم· وكان وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي قد أعلن أمس، أن ممثلي منظمة التحرير الفلسطينية وحركة ''حماس'' سيجريان محاولة ثانية للاتفاق على المبادرة اليمنية ، وقال :''تم الاتفاق على المبادرة (···) القضية الآن هي كيف نبدأ الحوار ومتى نبدأ الحوار''· وأضاف ''ان شاء الله يوم السبت نحسم الموضوع'' وذلك بعد الاجتماع مع ممثلي ''حماس'' ومنظمة التحرير· وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قد استقبل لمدة خمس ساعات امس- كلا على حدة- وفد منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة صالح رأفت رئيس منظمة ''فداء'' عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ووفد حركة ''حماس'' برئاسة موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة · والتقى الرئيس صالح بعد ذلك الوفدين معا، في اجتماع مشترك،لكنهما غادرا القصر الرئاسي في صنعاء دون التوقيع على اتفاق يحدد جدولا زمنيا لتنفيذ المبادرة· وقالت مصادر قريبة من المباحثات إن الطرفين اختلفا حول مطلب ''فتح'' بإدراج بند في المبادرة اليمنية ينص على تخلي ''حماس'' عن السيطرة على قطاع غزة· وأضافت المصادر أن وفد ''حماس'' رفض قبول ذلك البند· وقال الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة ''حماس'' لصحيفة ''26 سبتمبر'' حول تصريحه أمس الأول بشأن عودة الأوضاع في غزة الى ما كانت عليه قبل سيطرة ''حماس'' وهل تعني عودة حكومة اسماعيل هنية ، انه فقط طرح تساؤلاً عن معنى عودة الأوضاع الى ما قبل 13 يونيو من العام الماضي، والتي كانت فيها حكومة وحدة وطنية يترأسها اسماعيل هنية ،وكذلك مصير حكومة سلام فياض، مشيراً الى ''أهمية تحديد رؤية واحدة وواضحة في هذا الشأن''· وتنص المبادرة اليمنية على سبع نقاط أبرزها عودة الاوضاع في غزة الى ما كانت عليه قبل استيلاء ''حماس'' على مؤسسات السلطة وإجراء انتخابات مبكرة واستئناف الحوار على قاعدة اتفاق القاهرة 2005 واتفاق مكة 2007 · وتنص المبادرة أيضا على التزام الطرفين باحترام الدستور والقانون الفلسطيني وإعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس وطنية بحيث تتبع السلطة العليا وحكومة الوحدة الوطنية ولا علاقة لأي فصيل بها· وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة في بيان رسمي مساء أمس إن ''حركة ''حماس'' رفضت الحوار مع منظمة التحرير الفلسطينية ''الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني على أساس المبادرة اليمنية''· وحمل أبو ردينة ''حماس'' مسؤولية ''تضييع هذه الفرصة وجدد التأكيد على ان الرئيس عباس ما زال يعتبر ان ''مبادرة الرئيس اليمني تشكل حلا لعودة الامور الى ما كانت عليه ،على أساس إنهاء الانقلاب الذي نفذته حركة ''حماس'' في غزة في يونيو الماضي''· وأضاف ''بما ان وفد ''حماس'' خلال تواجده في صنعاء ولقاءاته مع المسؤولين اليمنيين (···) لم يقبل هذه الصيغة (المبادرة) وطرح تحفظات وشروطا تنسف أسسها، فإن وفد منظمة التحرير الفلسطينية سوف يعود الى أرض الوطن مع الاستعداد للرجوع الى اليمن عندما تتخذ قيادة ''حماس'' موقفا بقبول المبادرة كما هي دون تحفظات'' · ومن جانبها حملت حركة ''حماس'' الرئيس الفلسطيني محمود عباس ''مسؤولية فشل'' المبادرة اليمنية، وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم الحركة لوكالة ''فرانس برس'': ''الإعلان عن فشل المبادرة اليمنية من الرئاسة (الفلسطينية) يعني عدم جدية الرئيس ''أبو مازن'' في أي حوار مع ''حماس'' وتهربه من أي التزامات تفرضها المبادرة''· وأضاف أبو زهري ''إذا فشلت المبادرة فعليا فـ''أبو مازن'' يتحمل مسؤولية هذا الفشل ،في ظل تأكيد اليمن موافقة ''حماس'' على المبادرة''· وأشار المتحدث باسم ''حماس'' الى ان تصريحات الرئاسة الفلسطينية حول فشل المبادرة ''لا تتفق مع طبيعة ما جرى في اليمن''·