طلائع القوات الأفريقية تستعد للهجوم على إنجوان

بدأت طلائع قوات الاتحاد الافريقي أمس الانتشار في جزيرة موهيلي تمهيداً لهجوم برمائي على جزيرة انجوان التي يتحدى رئيسها محمد بكر السلطة المركزية لجزر القمر· ووصل نحو 200 عسكري سوداني و150 عسكرياً تنزانياً من أصل الف جندي أفريقي إلى فومبوني عاصمة موهيلي قادمين من موروني عاصمة جزر القمر· وكان المظليون السودانيون أول من نزلوا إلى موروني· وأكد قائد قوة المظليين السودانيين أن قواته سعيدة بالمجيء، معتبراً أن القمريين أشقاء· وأوضح القائد السوداني أن هذه العملية هي الاولى لقوته خارج الحدود، لكنه أشار إلى أن قوته مدربة على القتال وشاركت في العمليات داخل السودان· ويفترض أن يصل أكثر من الف جندي أفريقي إلى موهيلي قريباً لدعم نحو 400 جندي من جزر القُمر يتمركزون هناك منذ شهرين· وكان الاتحاد الأفريقي قرر دعم العملية العسكرية لحكومة اتحاد جزر القمر من أجل إقصاء الكولونيل محمد بكر رئيس جزيرة إنجوان منذ مارس ،2002 والذي أعيد انتخابه في يونيو 2007 ولم تعترف به حكومة جزر القمر المركزية أو الاتحاد الأفريقي· من جهته، اعترف الكولونيل بكر لوكالة الأنباء الفرنسية أنه ''قلق'' لكنه ما زال ''مصمماً على الدفاع عن انجوان''· وقال إن ''الأمر لا يخيفني''، مضيفاً ''إذا كان الغزاة يريدون السوء لانجوان وسكان جزر القمر فإنني ما زلت على موقفي والأمر لا يخيفني''· وأوضح محمد بكر ''ما زلت مصمما على الدفاع عن انجوان وإن كان يقلقني أن يكون هناك اناس مستعدون لإطلاق النار على الانجواني''· وأكد ''أواصل الاستعدادات للدفاع عن انجوان''· وتسلم محمد بكر مقاليد الحكم في جزيرة انجوان منذ مارس 2002 بعد أن كان أحد الموقعين على اتفاقات فومبوني في 2001 التي تهدف إلى تسوية الأزمة الانفصالية بين الجزر الثلاث، القمر الكبرى وإنجوان وموهيلي التي تشكل اتحاد جزر القمر· وتعتمد جزر القمر نظاماً سياسياً معقداً يسمح خصوصا بوجود أربعة رؤساء، من أجل ارساء الاستقرار في الارخبيل الذي شهد انقلابات عسكرية عدة لسنوات، لكنه تبين عمليا انه مصدر نزاعات بين السلطة الفدرالية والجزر الثلاث· ومنذ أن حصلت على الاستقلال من فرنسا في 1975 شهدت جزر القمر نحو عشرين انقلاباً عسكرياً أو محاولة انقلابية نجح اربعة منها في الأعوام 1975 و1978 و1989 و·1999 منذ ذلك الحين كثرت المؤسسات في الارخبيل الذي يضم 630 الف نسمة ويعد من الدول الاكثر فقراً في العالم· ففضلا عن رئيس الاتحاد الذي ينبغي ان يكون في كل اقتراع متحدرا من جزيرة مختلفة، هناك البرلمان والحكومة الفدراليان· وتملك كل من الجزر الثلاث، القمر الكبرى وموهيلي وانجوان، دستورها ومؤسساتها الخاصة بها من رئاسة وبرلمان ومحكمة دستورية·· بما فيها موهيلي التي تضم نحو ثلاثين الف نسمة· لكن هذه الهندسة المؤسساتية بقيت بعيدة عن حل الخلافات بل تولد منها نزاعات اخرى تتعلق خصوصا بتوزيع الصلاحيات بين السلطات الفدرالية والجزر·