السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

قلة الاستثمارات العقارية ترفع إيجارات المنطقة الغربية

قلة الاستثمارات العقارية ترفع إيجارات المنطقة الغربية
25 أغسطس 2007 00:23
الحصول على شقة في المنطقة الغربية أصبح حلما صعب المنال والسعي للبحث عن سكن هو من دروب الخيال، فلم تشهد المنطقة الغربية ارتفاعا لأسعار الإيجارات خلال السنوات الماضية، مثلما حدث في قطاع العقارات بالمنطقة هذه الأيام من ارتفاع جنوني للإيجارات بكافة أنواعها السكنية والتجارية منها، ورغم تحديد القانون الجديد لنسبة الزيادة في الإيجارات إلا أن المشكلة مازالت قائمة بل تتفاقم يوما بعد آخر بسبب قلة الاستثمارات العقارية في المنطقة الغربية واستمرار الفجوة بين العرض والطلب في التزايد ووجود أعداد كبيرة من العاملين في الحكومة والقطاع الخاص المخصص لهم بدلات سكنية عالية مما أدى إلى استحواذ هذه الفئة على غالبية الوحدات السكنية في المنطقة واهتمام أصحاب المساكن والبنايات بهذه الفئة على حساب باقي الفئات الأخرى وبالتالي رفع أسعار وحدتها السكنية بشكل لا يتمكن معه العاملون في القطاع الخاص أو العاملون في الحكومة من أصحاب المخصصات المالية السكنية القليلة من مجاراة تلك الزيادة التي أدت إلى عدم توافر الوحدات السكنية في المنطقة ووجود عجز كبير بين العرض والطلب· وتشهد المنطقة حالياً مجموعة كبيرة من المشروعات العملاقة الجديدة تتطلب وجود وحدات سكنية للعاملين فيها، وهو ما أدى إلى رفع قيمة إيجارات بعض الوحدات من 15 ألف درهم سنويا إلى 90 ألف درهم سنويا، وبالتالي تفاقمت المشكلة ولجوء عدد كبير من الأهالي إلى البحث عن بدائل جديدة للهروب من تلك المشكلة ومنها السكن والإقامة في المزارع أو السكن في بيوت غير صحية مبنية بواسطة الألواح الخشبية وأسقف الاسبستوس الممنوع استخدامها داخل الدولة· ورغم الحلول الفردية التي لجأت إليها بعض القطاعات الخدمية لحل مشكلة العاملين لديها بواسطة ضخ استثمارات جديدة في قطاع العقارات في المنطقة الغربية وتشييد مجموعة من المساكن والبنايات الخاصة بها لتسكين العاملين بها وضمان حصولهم على سكن خاص بهم مثل مجلس أبوظبي للتعليم وبعض الدوائر الأخرى، إلا أن الأمر لا يعدو مجرد حلول مؤقتة ما لم تكن هناك جهات مختصة تحدد احتياجات المنطقة الفعلية من الإسكان المتنوع وتسعى إلى توفيرها وفق مخطط مدروس ومنظم· يؤكد أهالي المنطقة الغربية أن ارتفاع الإيجارات بشكل جنوني لم يعد يتحمله العاملون في المنطقة خاصة مع تدني الرواتب والأجور حتى أصبحت فرصة الحصول على سكن عائلي تكاد تكون معدومة خاصة مع وجود عدد كبير من أصحاب المخصصات العالية كبدل سكن، ويؤكد احمد سالم أن الحصول على سكن عائلي في الغربية أشبة بالمستحيل حيث تقدم بطلب لأكثر من جهة لتخصيص سكن له سواء في جمعية الظفرة التعاونية أو لجنة خليفة ورغم أن لدية مخصص مالي يقدر بـ 40 ألف درهم سنويا، إلا انه وضع على قائمة الانتظار لأكثر من سنة ومع ذلك لم يحصل على السكن المطلوب حيث اضطر إلى السكن في منزل غير صحي عبارة عن جدران خشبية في فناء منزل، واضطر في نهاية الأمر أن يرحل زوجته وأبناءه خوفا عليهم من الحشرات والجرذان التي كانت تنتشر في المنزل نظرا لعدم وجود اشتراطات صحية وانعدام فرصة الحصول على سكن مناسب في المساكن الموجودة حاليا في المنطقة· ويشير مجدي احمد البدراوي إلى أن إيجارات السكن في الغربية مبالغ فيها أكثر من اللازم خاصة ان المنطقة تفتقر الى نفس الخدمات المتوفرة في أبوظبي حتى تقترب أسعار الإيجارات فيها مثل أبوظبي، ويؤكد عامر محمد علي أن أسعار الغرفة الواحدة في الغربية تجاوزت 1000 درهم شهرياً في المنطقة الصناعية ولا توجد الغرف الكافية للسكن بها كعزاب فما بالنا بالسكن العائلي· ويؤكد وائل سالم أن مشكلة السكن في الغربية تكمن في قلة الاستثمارات العقارية في المنطقة وبالتالي ندرة المساكن المتوفرة مع الطلب المتزايد من الأهالي عليها لذلك يعاني الأهالي منها، ويرى محمد صبحي البيوك أن زيادة الإيجارات بشكل جنوني لا يمكن الحد منها بدون توافر مساكن بديلة تغطي الطلب المتزايد عليها لذلك يجب أن يكون هناك توجه من قبل الجهات المختصة لزيادة الاستثمارات العقارية في المنطقة· ويؤكد محمد عيسى أن مشكلة ارتفاع الإيجارات لا يمكن السكوت عليها خاصة مع انخفاض الرواتب والأجور التي يعاني منها غالبية العاملين في المنطقة وجاءت الإيجارات لتقضي على أحلام العاملين في الغربية بتوفير جو أسري نظرا لعدم توافر السكن بها· ويؤكد المهندس خالد السيد انه فكر في إحضار زوجته وأولاده بعد أن وجد أن إنتاجه في العمل غير منتظم بسبب الحالة النفسية السيئة وقلقه الدائم على أسرته وهم بعيدون عنه وبدأ رحلة البحث عن المستحيل في الحصول على شقة يسكن بها وظل يعاني الأمرين في سبيل الحصول على سكن ولو كان معقولا إلا أن جميع محاولاته باءت بالفشل وزاد قلقه وتعبه أكثر ولم يعد يحتمل فراق أبنائه لذلك فهو يفكر جديا في تقديم استقالته والعودة إلى بلده حتى يستقر مع زوجته وأبنائه او البحث عن عمل آخر في منطقة أخرى يمكن له فيها الحصول على سكن عائلي· وبابتسامة ساخرة ضحك مهدي جميل من ارتفاع الإيجارات في الغربية بشكل جنوني وعدم وجود حد لها عندما قال إن المشكلة ليست في ارتفاع الإيجارات بصورة لا تعقل فقط ولكن في عدم توافرها أساسا رغم غلائها الفاحش لذلك فقد اهتدى إلى حل خطير على حد تعبيره وهو السفر مرتين شهريا للقاهرة لقضاء الجمعة والسبت مع أسرته أوفر له من استئجار سكن مناسب في الغربية · ويرى محمد مصطفى شاهين أن مشكلة ارتفاع الإيجارات في الغربية أصبحت تكاد تلامس الإيجارات في أبوظبي خاصة مع وجود أعداد كبيرة من العاملين في الحكومة أصحاب المخصصات المالية العالية كبدل سكن وندرة المساكن المعروضة للإيجار، ويشير حامد محمد إسماعيل إلى أن السكن في ليوا مشكلة لا تجد حلا خاصة مع ارتفاع الإيجارات بشكل جنوني رغم بعدها عن مدينة زايد وعدم وجود كثافة سكانية عالية بها إلا أن البحث عن سكن للإيجار مهمة محفوفة بالمخاطر· ويقول سالم محمود إنه اضطر إلى الإقامة في غرفة واحدة هو وزوجته وأبناؤه بعد أن وجد أن دخله الشهري بالكامل لا يكفي إيجار شقة صغيرة في الغربية فاضطر إلى الإقامة في غرفة واحدة مساحتها صغيرة أفضل من أن يضطر إلى الإقامة بمفردة وتسفير أبنائه· ويؤكد حسين حلمي أن بعض الملاك في الغربية لم يجد وسيلة لزيادة الإيجارات على القاطنين بها بعد قانون الإيجارات بتحديد سقف زيادة الإيجارات عند 7% فلجأ غالبيتهم إلى إلغاء الصيانة المقررة على المساكن كعقاب لهم على التزامهم بالقانون· ويشير مجدي عبدالله الى انه اضطر للهروب من انعدام المساكن في المدينة ولجأ إلى المزارع للبحث عن سكن لن يكون مناسبا ولكن شبه معقول مقارنة بما هو موجود في مساكن المواطنين التي يتم إنشاؤها في فناء المنازل ولا تحتوي على أي اشتراطات صحية مطلقا ولا تحافظ على خصوصيات القاطنين داخلها، كما أن الإيجارات هناك تكون معقولة نسبيا مقارنة بالإيجارت خارج المزارع· بارقة أمل يتم الآن في المنطقة الغربية إنشاء وتنفيذ عدد من المساكن التجارية الجديدة في كل من غياثي والسلع ومدينة زايد بإنشاء حوالي 800 فيلا سكنية ومركز تجاري في مدينة زايد بالإضافة إلى 786 فيلا سكنية ومركزاً تجارياً جار تنفيذها في غياثي لاستيعاب اكبر عدد من أهالي المنطقة والمقيمين بها كما يتم الآن تصميم حوالي 786 فيلا سكنية أخرى ومركز تجاري لأهالي السلع بخلاف عدد من المساكن الاقتصادية الجديدة في المنطقة منها 460 مسكنا اقتصاديا و74 مسكنا آخر بالإضافة إلى مشروعين آخرين لم يتم الكشف عن تفاصيلهما · مجمعات سكنية للمعلمين أمام مشكلة ندرة المساكن وعدم توفر الوحدات السكنية في الغربية لجأ مجلس أبوظبي للتعليم إلى تشييد عدد من المجمعات السكنية للمعلمين والمعلمات لحل تلك المشكلة التي كانت تعتبر من أهم المشاكل التي يعاني منها العاملون في القطاع التربوي بالغربية حيث قام مجلس أبوظبي للتعليم ببناء وتشييد عدد من المجمعات السكنية في كل من مدينة زايد والسلع وغياثي وغيرها من مدن الغربية لتوفير سكن مناسب وبأسعار معقولة للعاملين بالحقل التربوي وضمان توفير الاستقرار لهم حيث كانت مشكلة إسكان المعلمين من أكثر التحديات التي واجهت المنطقة خلال السنوات الماضية بسبب عدم وجود السكن المناسب ولجوء بعض المدرسين إلى الإقامة في سكن من الصفيح لا يتناسب إطلاقا والتطور الحضاري الذي تشهده المنطقة، وكان لابد من وجود حل لتلك القضية خاصة في ظل عدم وجود المساكن المناسبة للمعلمين وهو ما كان يؤثر على أداء المعلم بلا شك لذلك حرص مجلس أبوظبي للتعليم على توفير السكن المناسب للعاملين في الميدان التربوي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©