نواز شريف يعود إلى باكستان بأمر المحكمة

تلقى الرئيس الباكستاني برويز مشرف أمس ضربة مفاجئة مع اقتراب الانتخابات بعد أن أعلنت المحكمة العليا في باكستان انه بإمكان رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف الذي أطيح به في انقلاب عسكري في 1999 قاده مشرف، العودة الى البلاد· وأعلن شريف أنه سيعود بأسرع ما يمكن الى باكستان للمشاركة في الانتخابات وقيادة المعارضة لنظام الجنرال مشرف· وصرح لتلفزيون محلي من لندن، حيث يوجد حاليا مع شقيقه، ''إنها هزيمة للطغيان ويوم فرح لشعب باكستان، وبداية النهاية لمشرف''· وقال شودري نصار علي المسؤول في حزب شريف ان هذا الاخير قد يعود قبل شهر رمضان المقبل· وقال افتخار محمد شودري رئيس المحكمة العليا في حكمه ان نواز شريف وشقيقه ''يمكنهما العودة الى باكستان بدون أية عراقيل''· وأضاف ''لديهما الحق الثابت في العودة والبقاء في البلاد كمواطنين باكستانيين''، وقالت المحكمة إنه طبقا للقاعدة الثالثة من الحقوق الأساسية لأي مواطن باكستاني في البلاد فإن من حق نواز شريف وشقيقه شهباز شريف رئيس وزراء إقليم البنجاب في حكومة شريف السابقة وأسرتيهما العودة إلى البلاد والمشاركة في الانتخابات البرلمانية وممارسة الأنشطة السياسية· لكن المحكمة العليا التي قضت ببطلان الاتفاق الموقع من الأخوين شريف بشأن القبول بالنفي عشر سنوات، لم تبت بما يتعلق بأساس الاتهامات الموجهة اليهما· وحذر المحامي الذي يدافع عن مصالح الدولة قائلا ''بالطبع يمكنهما العودة الى باكستان، لكن حال وصولهما فإن القانون سيأخذ مجراه''، وهما لا يزالان نظريا محل ملاحقة· واستقبل اعلان الحكم بفرح عارم بين انصار نواز شريف الذين تجمعوا امام مقر المحكمة العليا في اسلام اباد وبدأوا يهتفون مطالبين مشرف بالرحيل· ويرى مراقبون بأنه وبهذا القرار القضائي فإن مشرف وحزبه الحاكم سيفكران في إعادة ترتيب الأوراق السياسية في المرحلة المقبلة لاسيما بعد أن صرح شريف عزمه العودة قبل 15 سبتمبر المقبل أي قبيل إقدام مشرف على تأمين انتخابه لفترة رئاسة ثانية للبلاد تحت مظلة البرلمان الراهن· وبرأي العديد هنا بأن مشرف سيحاول الإسراع في عقد الصفقة السياسية مع زعيمة حزب الشعب الباكستاني بينظير بوتو في محاولة للخروج باتفاق سياسي يدعمه في الانتخابات العامة المقبلة· وفي حالة إتمام هذه الصفقة فقد تنقلب مائدة الموازين السياسية في باكستان، وبالتالي فإن شريف سيفتقر لقاعدته السياسية والشعبية لاسيما بعد ظهور تقارير تشير إلى أن التحالف المنتظر بين بينظير ومشرف سيشارك فيه فضل الرحمن رئيس حزب جمعية علماء الإسلام العضو في تحالف العمل المتحد، والذي يواجه مشاكل حقيقية داخله خاصة بين زعيم حزب ''الجماعة الإسلامية'' قاضي حسين أحمد الذي قدم استقالته من المجلس النيابي الشهر الماضي· من ناحية أخرى، وفي ملف العنف المتواصل في المناطق الشمالية الغربية والحزام القبلي الباكستاني قتل 16 شخصا وأصيب 38 آخرون في اشتباكات منفصلة بين قوات الامن الباكستانية ومتمردين ورجال قبائل· وأفادت تقارير إعلامية أن 3 أشخاص يشتبه في أنهم من الموالين لـ''طالبان'' قتلوا في هجوم شنوه على نقطة تفتيش تابعة للجيش الباكستاني في قرية تال الحدودية، وأصيب 12 عضوا في قوة الحدود الباكستانية في الحادث· وفي قرية زارجاري قتل 9 أشخاص وأصيب 12 آخرون في إطلاق النار بين متمردين محليين وعصابة إجرامية خلال اجتماع قبلي لحل النزاعات· وفي شمال وزيرستان أصيب مدنيان في تبادل لاطلاق النار بين متشددين وقوات باكستانية في نقطة تفتيش بالقرب من بلدة ميران شاه· كما لقي اربعة جنود باكستانيين مصرعهم في هجوم شنه مقاتلون قبليون أمس على معسكر للجيش في وزيرستان، وقال المتحدث العسكري الباكستاني اللواء وحيد ارشاد ان المقاتلين استخدموا القذائف الصاروخية· وفي هجوم ثاني استهدف نقطة تفتيش عسكرية في بلدة تيارزا في المقاطعة اصيب 6 افراد من القوات شبه العسكرية بجراح، وفي بلوشستان قام مسلحون مجهولون يمتطون دراجات نارية بإلقاء قنابل يدوية على متجر بالمدينة أسفر عن اصابة 6 اشخاص بجروح متفاوتة بينهم طفل واحد·