شباب في عمر العطاء تقعدهم الحوادث المرورية

سجلت إدارات المرور في الدولة 1056 حالة وفاة في العام 2007 بسبب الحوادث المرورية كان نصيب الشارقة منها 1496 حادثاً أسفرت عن 184 وفاة، بينهم 45 مواطناً و42 هندياً و32 باكستانياً و226 إصابة بليغة و588 متوسطة و498 بسيطة· وكانت معظم الوفيات والإصابات من فئة الشباب ''18 سنة إلى 30 سنة'' وأكد الدكتور طارق مهدي استشاري الجراحة العامة في مستشفى القاسمي أن هناك زيادة واضحة في أعداد المصابين جراء الحوادث المرورية تدخل بصفة دائمة إلى أقسام الطوارئ· وأشار إلى ضرورة إيجاد أساليب توعية مستمرة للجمهور بضرورة الالتزام بقواعد السير والمرور وعدم التهور في القيادة· وقال: ''إن أقسام الطوارئ تتطلب وجود فريق عمل بصورة دائمة للتعامل مع الحوادث يضم طبيب جراحة عامة ومخ وأعصاب وعظام وأشعة، حيث يتعاملون مع الحالات بصورة سريعة بعد الإسعافات الأولية للتأكد من حالاتهم وتحديد ما إذا كانت قد تحتاج لتدخل عاجل وسريع لإنقاذها''· وذكرمهدي أن الإصابات الناتجة عن الحوادث المرورية أصبحت في مجملها بليغة أومتوسطة مما قد يترك أثراً سيئاً على جسم المريض ونفسيته وقد تغير مجرى حياته لتحوله إلى إنسان مقعد· وزاد ''من الواضح أن غالبية أعمار المصابين في سن الشباب مما يعني إهدار للطاقات البشرية التي تبنى عليها الأمم باعتبارهم العمود الفقري لاقتصاديات البلاد''· وأكد العديد من المصابين المنومين في مستشفى القاسمي -ومعظمهم من الشباب- أهمية الالتزام بالقواعد المروية، وعدم القيادة بطيش وتهور، وقالوا: إن تجاربهم القاسية بعد الحوادث أكدت لهم أهمية تطبيق المثل القائل: ''في التأني السلامة وفي السرعة الندامة''· لكنهم قالوا: ''ماذا يفيد الندم بعد وقوع الحادث''· وقال المواطن بدر علي ''27 عاماً - طالب في كلية التقنية'': إنه تعرض منذ أكثر من عشرة أيام لحادث مروري عندما كان يقود دراجته النارية على طريق الجامعة وفوجئ بسيارة تنحرف أمامه بشكل مفاجئ، ولم يتمكن من تفاديها فسقط على الأرض وارتطم بالرصيف مما تسبب في كسر في إحدى قدميه وذراعة اليسرى، وحدوث خدوش في أجزاء متفرقة من جسمه· وأضاف أنه يشعر بآلام شديدة جراء الحادث، وأنه يطلب من الله ألا يسبب له الحادث أي آثار قد تكون سبباً في تعطله عن العمل· وأشار بدر إلى ضرورة أن تكون هناك توعية مرورية بصورة دائمة للتقليل من نسب الحوادث في شوارع الدولة· وقال: إن السرعة الزائدة وتهور بعض السائقين، إضافة إلى عدم التزامهم بقواعد المرور أسباب رئيسة للحوادث المرورية، وأشار إلى ضرورة أن يكون هناك تخطيط سليم للشوارع من قبل المعنيين حتى لا يتعرض سائقو السيارات لمفاجآت الطريق مما يعرضهم للحوادث· وجمشيد خان ''26 عاماً باكستاني الجنسية'' تعرض لحادث وصفه الأطباء بالبليغ، حيث أصيب إصابات متفرقة في وجهه وقدميه وإحدى ذراعيه بعد أن اصطدمت الحافلة التي كان يقودها بحافلة أخرى كبيرة على طريق الشارقة - عجمان مما تسبب في تصادم نقل على إثره إلى المستشفى· وذكر أهل المصاب أن السرعة الزائدة، وعدم الانتباه وراء الحادث، مؤكدين ضرورة الالتزام بقواعد السير في الطرق العامة، وأكدوا أن قانون السير المعدل سيحدّ كثيراً من نسبة الحوادث المرورية في شوارع الدولة بشكل عام لالتزام السائقين ببنوده، والخوف من الغرامات والنقاط السوداء· وأشارت إحصائيات مرورية على مستوى الدولة إلى تراجع عدد المخالفات الخطيرة على الطرق بعد تطبيق قانون السير والمرور المعدل، وتطبيق النقاط السوداء الذي يضم 147 مخالفة· وقال العقيد غيث الزعابي مدير إدارة المرور بوزارة الداخلية: إن التعديلات الجديدة على قانون السير والمرور وتطبيق نظام النقاط السوداء أدى إلى انخفاض عدد المخالفات والحوادث المرورية، والتزام السائقين بشكل ملحوظ· وبلغ إجمالي عدد المخالفات الخطيرة 79 مخالفة، بلغت الحد التراكمي للمخالفات، وتم سحب رخص سائقيها· وسجلت إدارات المرور بالدولة 1312 مخالفة خطيرة· وأشارت الإحصاءات المرورية الصادرة عن إدارة المرور بالوزارة إلى انخفاض عدد الحوادث المرورية في النصف الأول من شهر مارس بمقدار 31 حادثاً وبنسبة انخفاض بلغت 10,4%· أرقام وإحصاءات ذكر التقرير السنوي الصادر عن شرطة الشارقة، فيما يتعلق بالمخالفات المروية التي وقعت في إمارة الشارقة على وجه الخصوص، أن هناك زيادة في أرقام الوفيات بسبب الحوادث المرورية خلال الأعوام من 2005 و2006 و،2007 حيث سجلت 150 و149 و184 على التوالي، وأن هناك 1496 حادثاً مرورياً في الإمارة 226 إصابات بليغة، و588 متوسطة، و498 إصابات بسيطة، وأن مواطني الدولة في المرتبة الأولى من مجموع الوفيات بـ45 حالة وفاة، ثم رعايا الجالية الهندية بـ42 حالة وفاة، ثم رعايا الجالية الباكستانية بـ32 حالة وفاة· وأن غالبية الحوادث المرورية المسجلة في الإمارة الشارقة كان سببها الرئيس عدم تقدير مستعملي الطريق بـ527 حالة، ثم دخول الشارع قبل التأكد من خلوه بـ185 حالة، والسرعة الزائدة بـ181 حالة، ثم عدم الالتزام بخط السير بـ144 حالة، ثم القيادة بطيش وتهور بـ118 حالة، وعدم ترك مسافة كافية بين المركبات أثناء القيادة بـ115حالة، وأسباب أخرى متفاوتة· كما سجل التقرير أن أغلب مرتكبي الحوادث المرورية هم من الفئة العمرية من 18 إلى 30 سنة بمجموع ،900 حادث، وتليها الفئة العمرية من 30 إلى 45 سنة بمجموع 785 حادثاً، ثم الفئة العمرية من 45 إلى 60 سنة بمجموع 205 حوادث، وأخيراً الفئة العمرية أقل من 18 سنة وأكبر من 60 سنة بمجموع 60 و25 حادثاً على الترتيب نفسه·