أخبار الساعة تنتقد الحملة الغربية على الاستثمارات الخليجية

دعت نشرة ''أخبار الساعة'' الدول الغربية إلى تفهم الواقع الجديد لطبيعة ودور الاستثمارات الأجنبية في العالم بعد أن أدى الانفتاح المتسارع لأسواق السلع والخدمات ورؤوس الأموال إلى تحول جوهري في مسيرة الاقتصاد العالمي وتعهد المجتمع الدولي بالمضي في طريق اقتصاد السوق والتبادل الحر دون تمييز· وقالت النشرة التي تصدر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية تحت عنوان ''حملة غير مبررة على الاستثمارات الخليجية'': تفاعلت مؤخرا وبشكل لافت للنظر وصريح مواقف دول أوروبية بشأن صفقات الاستحواذ التي تقوم بها الدول الخليجية في الغرب، معتبرة إن الحملة الغربية ضد الاستثمارات الخليجية التي تجوب العالم شرقا وغربا لا يبررها أي دافع سوى أن فوائض عائدات النفط الخليجية لم تعد كما كانت في السابق مدخرات في بنوك الدول الغربية تستثمرها هذه الدول في ما يخدم مصالحها الذاتية الضيقة، منوهة بأنها خرجت من دفاتر وكشوفات هذه البنوك لتقود حركة استحواذ عالمية واسعة لم تتوقف عند قطاعات اقتصادية محددة دون غيرها بل تنوعت لتشمل قاعدة عريضة من القطاعات الخدمية والصناعية وغيرها كما اتسعت رقعتها الجغرافية بالقدر نفسه· وأوضحت في افتتاحيتها أمس أنه من الثابت أن الأموال الخليجية في الخارج لا تحمل أي أجندة سياسية أو تهديدات أمنية لأي دولة بل تحركها في المقام الأول دوافع ومتغيرات اقتصادية بحتة وليس من مصلحة الغرب الذي ينادي بحرية حركة رأس المال العالمي فرض أي نوع من القيود على تحركات الاستثمارات الخليجية التي توفر فرصا أكثر لتنمية الدول الغربية ومؤسساتها· وحذرت من إن انتكاسة الغرب وتنامي نزعته الحمائية ضد حرية حركة رأس المال التي يتزعمها الغرب نفسه قد يؤدي إلى بطء النمو الاقتصادي في الدول الغربية قبل غيرها وتراجع الاستثمارات الأجنبية في هذه الدول مع ارتفاع البطالة فضلا عن ارتفاع الأسعار ما يعني أن المستهلك في هذه الدول سيتحمل العبء الأكبر من تبعات تنامي مثل هذه النزعة· ورأت أن موازين القوى الاقتصادية في العالم تشهد تحولا كبيرا لمصلحة الاقتصاديات الآسيوية والناشئة وإن هذا التحول الذي أجبر الدول الغربية نفسها على أن تميل بتجارتها واستثماراتها نحو الشرق لا يأتي في إطار تحول في مصالح هذه الدول وإنما انحسار في نفوذها أيضا· وأشارت الى إن ملتقى ''دافوس'' العالمي الذي ينطلق في الصين الشهر المقبل ويركز على موضوع القوى الجديدة الناشئة الذي كان أيضا محور تركيز الدورة الأخيرة للمنتدى في سويسرا يأتي إقرارا بدور هذه القوى الجديدة في دفع مسيرة الاقتصاد العالمي وفي ظل هذا التحول تجد الاستثمارات الخليجية أمامها من الفرص في القوى الاقتصادية الناشئة ما لم تجده في الغرب · وطالبت في ختام افتتاحيتها الدول الغربية بأن تتنبه جيدا الى أن التحولات الاقتصادية الكبرى التي يشهدها العالم اليوم تسير في غير مصلحتها، فالاقتصاد العالمي يسير الآن بأقوى معدلات نمو سنوية له منذ ثلاثة عقود إلا أن مصادر هذا النمو تشير إلى انحسار نسبي كبير في نفوذ الدول الغربية عموما في قيادة عجلة هذا الاقتصاد في ظل المد الآسيوي الذي يتسع ويتعمق باستمرار·