الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

توليفة متناغمة بين الأيديولوجيا والواقعية والمخيلة

توليفة متناغمة بين الأيديولوجيا والواقعية والمخيلة
23 أغسطس 2007 06:06
في إطار مشروع إصدار ''ألف كتاب وكتاب'' طيلة سنة 2007 بمناسبة احتضان الجزائر تظاهرة ''عاصمة الثقافة العربية'' صدرت للروائية الجزائرية زهور ونيسي رواية بعنوان'' جسر للبوح وآخر للحنين''، وهي من منشورات ''دار زرياب''· الرواية جاءت على شكل عمل توثيقي ذي مرجعية تاريخية ويتناول قصة ''كمال'' وهو يقرر مغادرة الجزائر العاصمة والعودة إلى مدينته قسنطينة (427 كلم شرق الجزائر) هروباً من جحيم الإرهاب الذي كان يستهدف اطارات الدولة على نطاق واسع في التسعينيات بالجزائر العاصمة خاصة ، بينما كانت قسنطينة تحظى بأمن نسبي، لكن البطل الذي عاد بعد أربعين سنة من الغياب يلاحظ أن الكثير من الأشياء قد تغيرت في قسنطينة؛ المباني، الناس، الذهنيات ··· فلم يجد البطل بدا من النكوص إلى الماضي واستحضار ذكرياته الجميلة فيستعيد صور طفولته وشبابه بالمدينة العتيقة في العهد الاستعماري الفرنسي؛ حيث كانت قسنطينة تحتفظ بتقاليدها وثقافتها المحلية وعلاقاتها الإنسانية الحضارية بين السكان المسلمين والفرنسيين واليهود، وقد أحبَّ فتاة يهودية ابنة صائغ ثري لكنه لم يتزوجها لأنها رفضت دخول الإسلام، ثم أصبح فدائيا في صفوف الثورة الجزائرية مُضحِّياً بدراسته لنصرتها،وأنقذته الثورة من الفتاة اليهودية فتزوج فتاة اختارتها له أمه· وبرعت الكاتبة في وصف حارات قسنطينة وأزقتها وشوارعها وجسورها المعلقة التي شيدتها فرنسا بين الجبال، ومزجت الجغرافيا مع الشخصيات والحركة والذكريات، مما جعلها تقدم صورا حركية جميلة للمدينة المعروفة بـ''عاصمة الشرق الجزائري''· خط زمني مختلف يقول الناقد أحمد منور عن الرواية :'' لقد حافظت زهور ونيسي في كل أعمالها السابقة على لغتها الجميلة ووظفت مخيلتها بشكل جذاب دون الابتعاد عن الواقع· أما الناقد السعيد بوطاجين فقال: إن الروائية مزجت بين الواقعية والخيال بكثير من البراعة؛ إذ لم تنقل الواقعَ نقلاً حرفياً إملائيا كما هو ، بل نقلته حسب رؤيتها الخاصة له وأثاثها المعرفي· وقد سألت ''الاتحاد'' الكاتبة زهور ونيسي عما إذا كان من السهل أن تتحدث أديبة على لسان سارد رجل، فقالت: ''الكثير من الناس يتصور أن الحديث باسم المتكلم هو حالة من النرجسية والأنانية لدى الكاتب، وأنا أتصور أن ذاته يمكن أن تكون مبثوثة في ذوات أخرى؛ الكاتب لا يقتصر على ذاته فقط حينما يكتب، بل يمثل ذوات أخرى، وبرأيي، فإن المبدع سواء كان رجلاً أو امرأة، فهو مبدع لا يُقيَّم إلا بإبداعه وليس بجنسه''· ونفت ونيسي أن تكون الرواية بمثابة سيرتها الذاتية على لسان السارد، لكن يمكن أن يوظف الكاتب أجزاء من ذاته ليقحمها في رواياته·
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©