الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الفيل يا ملك الزمان.. كوميديا سوداء تصور الواقع العربي

الفيل يا ملك الزمان.. كوميديا سوداء تصور الواقع العربي
23 أغسطس 2007 06:04
دون حذف أو نقصان، حملت ''الفيل يا ملك الزمان'' بوصفها كوميديا سوداء إعادة طرح سؤال الكاتب سعد الله ونوس لماذا تقترن الفيلة ''برجال السلطة الفاسدين أو حتى حيواناتهم؟''، والتي قدمتها فرقة رأس الخيمة الوطنية على مسرح جمعية دبي للفنون، وأخرجها خالد البناي، خلال العرض الثاني لمهرجان مسرح دبي للشباب أمس الاول· وتحمل الرواية إسقاطات ودلالات عديدة تصلح لكل زمان ومكان، فالرواية تعتمد على الحكايات الشعبية، التي ترمز إلى الفساد، وتتناول الحكاية قصة ملك لديه فيل ضخم يدمر خلال تجواله بالمدينة كل ما يقابله من حيوان وإنسان وزرع، لينشر الذعر والخوف بين الجميع، لترتفع المأساة بوفاة الأطفال تحت أقدام الفيل، ويجتمع أهل المدينة ويقررون الذهاب إلى قصر الملك لمطالبته بمنع الفيل من التجول في المدينة· وتشهد بداية التقائهم التردد والخوف، لكن المأساة تدفعهم إلى الذهاب إلى الملك، ويخرج عليهم حارس الملك يبلغهم الموافقة على مقابلة الملك، لكنه يأمرهم بخلع نعالهم والانضباط وخفض الصوت والأدب مع الملك!!، وخلال عبورهم ساحات القصر للوصول إلى قاعة الملك يتملكهم الإعجاب والدهشة مما يرون، كما يسيطر الخوف مما سيلاقون من خلال قول إحداهن: ''إن القتل لدى حراس الملك أقرب من التثاؤب!''، وبدلاً من أن يقدموا شكاواهم من بطش الفيل، أشادوا بالفيل، وطالبوا الملك بضرورة تزويجه، ويصدر الملك الفرمانات للبحث عن عروس للفيل تحقيقاً لمطالب الشعب، كما يعين صاحب الاقتراح موظفاً مرافقاً للفيل· قدم المخرج خالد البناي العمل بتوطئة منفصلة، شملت تقديم مشهدين الأول تناول حصة مدرسية حول أسماء الحيوان والنبات، والثاني بدء علاقة بيبن شاب وفتاة عبر الهاتف واكتشاف كذب كل منهما على الآخر خلال لقائهما، ثم يعلن الواقفون على خشبة المسرح عن تقديم رواية ''الفيل يا ملك الزمان''، وكان من الممكن أن يكون الاستهلال عرضاً منفصلاً، يتضمن مفهوم المسرح وأدواته وقضاياه، والنقد والحركة المسرحية، والديكور· ثم يبدأ العرض بصراخ وجري وقصة مقتل الطفل، وتحوله إلى أشلاء بسبب دهس الفيل له، ويبقى صوت الأم أقوى من وجودها مرددة: ''لا أمان، وتلتقي الرعية للبحث بما سيحل بهم جراء تصرفات الفيل، والحديث عن تدليل الملك لفيله، ولا حل سوى الذهاب للملك، وتأتي اللوحة الثانية للعرض في مقابلة الملك، والانبهار بقصره، والنزول مرة أخرى إلى صالة المشاهدين، لإعطاء الممثلين الثقة والقدرة على التعامل مع الجمهور''· عقب العرض، عقدت الندوة التطبيقية الخاصة بمناقشة العرض، وأدارها الناقد والصحفي حكيم عنكر والمخرج خالد البناي ومحمود أبو العباس مشرف الورش المسرحية· وأوضح حكيم عنكر أن تجربة العمل يمكن أن تؤدي في الدورات اللاحقة إلى تراكم جيد لوجود مسرح شبابي بهوية ملموسة ومميزة عن غيره من المسارح ''الطفل، المدرسي، الأطفال، الكبار''· وقال: ''إن المخرج ركّب الصعب، حينما تعامل مع نص سعد الله ونوس''، مشيراً إلى أنه أسهب في الاستهلال كثيراً، وكان من الممكن جعل العرض الاستهلالي كتوطئة مباشرة للعمل دون فاصل بينهما واعتباره إحدى لوحات او مشاهد العمل، لافتاً إلى أن الاستهلال يمثل مشروع عرض بلهجة محلية· وجاءت بعض الملاحظات حول استخدام التقنيات والإضاءة، وحركة الممثلين على المسرح فأجاب خالد البناي بأن الوقت لم يسعفه، كما أنه حذف كثيراً من الاستهلال·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©