الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أعظم اختراع في التاريخ

21 فبراير 2018 22:12
تتباين الآراء عند السؤال عن أعظم اختراع عرفته البشرية، فمنهم من يقول الكهرباء، وآخرون يقولون البنسلين، ومنهم من يقول التلفون، وأكثرهم حداثة يقول الكمبيوتر، وتطول تلك القائمة بتعدد وجهات النظر والقناعات، إلا أننا لو أمعنا النظر، لوجدنا أن الكتابة والقراءة هي أم كل هذه الاختراعات، فلولا الكتابة لما استطاع الإنسان أن يدون ويسجل تلك الاختراعات لتصبح أفكاراً تطبيقية خدمة للبشرية جمعاء، ولولا التدوين لبقيت أفكار تلك الاختراعات حبيسة العقول التي فكرت، وماتت مع موت مبتكريها، لولا الكتابة لأصبح تاريخ البشرية مجهولاً، والقصص والروايات المنقولة شفهياً ستتغير وتحرف مع الزمن بحسب ذاكرة الرواة، فالكتابة كانت السجل الحافظ للذاكرة البشرية والمفتاح الذي فتح أبواب التقدم الحضاري وتطور الإنسان. القراءة تزيد من معارفنا وتصقل شخصيتنا، وتطلق لساننا، وتقوي حججنا وتحفز إبداعاتنا، وتجدد حياتنا وتنعشها وتوسع من الآفاق، نرى بها العالم، وتزيد من فرص نجاحنا ليس على مستوى العمل فحسب، بل في علاقتنا الاجتماعية وصداقاتنا، والقراءة مفتاح النجاح الذي استخدمه العباقرة والمفكرون الذين تنعم البشرية بعصارة أفكارهم، وندين لهم بالتقدم والإبداع في مجالات الطب والتكنولوجيا والعلوم الحياتية والإنسانية، وهي أداة التطور والرقي الإنساني، ومنهل السعادة وسرها. يرى علماء النفس أن الأطفال الذين يقرؤون في سنّ مبكرة من العمر أو الذين يُقرأ عليهم في هذه المرحلة من العمر، يكونون في وضع نفسي أفضل، ويستطيعون تطوير مقدراتهم على التصوّر أفضل من أولئك الأطفال الذين تُروى عليهم القصص والحكايات في وقت متأخر، وعندما تروى للأطفال هذه القصص في سنّ مبكرة، تحقق مفعولها في صياغة حياتهم وتطورهم. وكشفت دراسات طبية، أن التحفيز الذهني يحد من تطور مرض الزهايمر والشيخوخة، وقد يقي منه أحياناً، والقراءة هي أحد أهم محفزات ومنشطات الدماغ، فهو مثل أي عضلة في جسم الإنسان، تحتاج إلى تمارين لتبقيه نشطاً وصحياً، والقراءة وحل الألغاز والألعاب التي تحتاج إلى تركيز عالٍ مثل الشطرنج كلها تمارين محفزة ومنشطة له. إن تطوير مهارة الكتابة مرتبط بكمية المفردات اللغوية التي يطّلع عليها القارئ، ونمط وجودة الكتابة تتأثر بشكل كبير بنوعية وكمية الكتب المقروءة، بالطريقة ذاتها التي يتأثر بها الموسيقيون بأعمال بعضهم الفنية، واستعانة الرسامين بتقنيات الرسامين الكبار لتجميل إبداعاتهم، كذلك الكُتاب يتعلمون تجويد كتاباتهم من خلال قراءة واستنباط أعمال غيرهم. تبقى القراءة خياراً مفتوحاً لمن يريد المعرفة والمتعة، لذا يجب أن نقرأ بعقل مفتوح، يحرص على التنوع، بهذه الطريقة فقط، سنتمكن من غربلة الأفكار المبدعة من الهدامة والغث من السمين، فطالما نجح أصحاب الأفكار المريضة في نقل فيروساتهم إلى العقول الضعيفة الواهنة، مستغلين خواء وقلة المعرفة والمعلومات، وبالتالي دفعهم ذلك إلى الهاوية والأعمال اللاإنسانية، بدل الأفكار البناءة التي تسعى إلى خير وسعادة البشر، والعذر الواهي بعدم وجود وقت للقراءة حجة غير منطقية، فكما نجد وقتاً لإطعام أبداننا، يمكننا إيجاد وقت لتغذية عقولنا. رائد جباري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©