قرار تعيين مشرفات للحافلات المدرسية يصطدم بضآلة المكافأة وضعف خبرة المعلمات

رفضت معلمات في مدارس حكومية العمل الإضافي كمشرفات للحافلات المدرسية بنظام المكافأة، مؤكدات على ضرورة أن كون المشرفة متخصصة في هذا المجال إلى جانب تواضع قيمة المكافأة الشهرية التي خصصتها وزارة التربية والتعليم للمعلمات العاملات كمشرفات للباصات· وطالب الأهالي بدورهم بالإسراع قي تطبيق القرار الوزاري لتوفير مرافقات في الحافلات المدرسية المستخدمة في رياض الأطفال ومدارس المرحلة الأولى من التعليم الأساسي الحكومية الشهري، لتأمين سلامة الطلبة عقب 3 حوادث دهس تعرضت لها طالبات كان آخرها في الشارقة وأدى إلى وفاة طفلة في الخامسة من عمرها أثناء نزولها من حافلتها المدرسية· وكانت وزارة التربية والتعليم خصصت في نهاية شهر مارس الماضي ميزانية بلغت قيمتها بعشرة ملايين درهم، لتأمين مشرفات للحافلات المدرسية اعتبارا من شهر أبريل الحالي، غير أن المدارس الخاصة والتي تستخدم في العادة مشرفات لم يصدر أي قرار بحقها· واوضح راشد لخريباني النعيمي مدير عام وزارة التربية حينها أن الوزارة ستتحمل المخصص المالي لصرف المكافآت الشهرية المقدرة بـ 500 درهم للمرافق أو المرافقة، شريطة أن يكون من بين العاملين في روضة الأطفال أو المدرسة، وألا يتعارض ذلك مع عمله الأصلي· وأشار الأهالي إلى ما تشهده شوارع وطرقات الإمارة من أعمال صيانة وتوسيع وزيادة الازدحام المروري وبالتالي تزايد مخاطر تعرض طلاب المدارس إلى الدهس وغيرها من الحوادث المرورية أثناء تنقلهم من وإلى المدرسة· وشدد هؤلاء على قضية انتظار فرد كبير من أفراد العائلة ليتسلم الطفل من يد المشرفة وفي حال عدم وجود أحد على السائق أن يعود أدراجه إلى المدرسة كي يسلم الطفل إلى الإدارة لحين وصول أحد من الأهل· وقالت بدرية الحمادي مديرة مدرسة البصري للتعليم الثانوي إن القرار ''رائع وجميل''، غير أن ألية تنفيذه ''غير منطقية'' لافتة إلى رفض جميع معلمات مدرستها مثل هذا العمل الاضافي· وقالت إن عاملة النظافة في المدرسة وافقت على هذا الأمر غير أنها لم تجد فيها المقدرة على القيام بهذا الدور الخطير فالمشرفة ركن أساسي في العملية التربوية وليس مجرد جليسة أطفال· واوضحت الحمادي أن 500 درهم مبلغ بسيط وغير مجزي، ونأمل أن يضاعف المبلغ ليتسنى لنا تعيين عدد من المشرفات المتخصصات والمؤهلات، لافتة إلى أن مدرستها بحاجة إلى 7 مشرفات· وقالت فوزية مديرة منطقة الشارقة التعليمية أن إدارت المدارس تعمل جاهدة بغية الحفاظ على النظام الذي من شأنه الحفاظ على الأرواح، مشيرة إلى أن حوادث الدهس لا تذكر وبالكاد تحصل بيد أنها تعترف بأهمية إنهاء هذه الاحداث بمعزل عن عددها· وأشارت إلى أن التربية وضعت شروطاً ومواصفات للمرافقين وحددت طبيعة دورهم ومسؤولياتهم، وأنها خاطبت إدارات المناطق التعليمية يوم أمس لرفع أسماء المعينين للقيام بالمرافقة على وجه السرعة لبدء الخدمة الجديدة· وأكدت في تعميم رسمي على ضرورة أن يتمتع المرافق أو المرافقة بالسمعة الطيبة والصفات التي تمكنه من أداء دوره، وأن يكون الاختيار تحت مسؤولية الإدارة المدرسية، فيما أوضحت طبيعة العمل والمتمثلة في مرافقة الحافلة في رحلة الذهاب والعودة يومياً· كما حددت مهمة المشرفة بمتابعة حركة الطلبة خلال النزول والصعود إلى الحافلة والتأكد من توصيلهم إلى منازلهم، وضبط نظام الطلبة أثناء سير الحافلة، على أن يتولى المرافق خلال باقي اليوم الدراسي القيام بمهامه العادية المطلوبة منه· إلى ذلك، قال عبيد المطروشي مدير منطقة عجمان التعليمية إن التعميم الأخير الصادر عن الوزارة والمتعلق بمشرفات الحافلات تم تحويله على الفور لمديري ومديرات المدارس لإجراء اللازم واتخاذ الإجراءات لتنفيذه· واشاد ناصر أحمد علي مدير مدرسة معاذ بن جبل بقرار الوزارة تعيين مشرفين في الحافلات المدرسية خصوصا لطلبة المرحلة الدنيا، لافتا إلى أن استخدام مشرف أو مشرفة يحد من المشكلات· واعتبرت عالية الخاطري مديرة مدرسة أن القرار ''أثلج الصدور''، واصفة إياه بأنه ''جاء متأخرا'' بعد حوادث مؤلمة راح ضحيتها أطفال في عمر الزهور، وشددت الخاطري على أهمية تعيين مشرفات مؤهلات لممارسة هذا الدور وليس استخدام المدرسات· من جهته قال إبراهيم بركة مدير مدارس الشعلة في الشارقة إن مدرسته تعتبر قضية المشرفة جزء هام لا يقل شأنا عن المعلم والمدير والاداري فهي تلعب دور حماية الطفل والتأكد من سلامته التي نعتبرها أولويات العملية التعليمية والتربوية مشيرا إلى أن الخلل الحاصل أحيانا يكون بسبب تقصير الاهالي وعدم وجود شخص كبير ليتسلم الطفل· وقال بركة إن البعض يعتقد أن مسألة تنظيم الدخول والخروج والتأكد من عملية قطع الشارع فقط للصغار معتبرين أن طالب أو طالبة الصف الرابع فما فوق قادر على حماية نفسه وهذا الكلام غير منطقي وخطأ يرتكبه كثيرون· وناشد بركة أولياء الأمور أن يضعوا أيديهم بأيدي الإدارة المدرسية لمنع أية حادثة يكون ضحيتها فلذة أكبادهم لافتا إلى أن سياسة المدرسة تعيد الطفل الى المدرسة في حال عدم وجود أحد باستقباله· وفي المقابل أكد عدد من الأسر أنها تعتمد على وجود المشرفة مشددين على أهمية هذه الوظيفة في الحافلات المدرسية غير ان بعضهم انتقد اختيار المشرفات حيث أن بعضهن يسئن من معاملة الصغار فضلا عن سوء تصرف سائق الحافلة الذي يتعامل مع الأطفال بشكل بعيد عن التحضر والإنسانية مطالبين بإعادة النظر باختيار مثل هؤلاء الاشخاص·