23 أغسطس 2007 00:27
رسم زعماء دول أميركا الشمالية أمس الأول عالما من المنافسة الاقتصادية العالمية المتزايدة، وقالوا إنهم عقدوا العزم على ضمان أن تتعاون القارة للفوز بموطئ قدم راسخ في السوق· واجتمع الرئيس المكسيكي فيليب كالديرون، الذي غادر كندا بعد وقت قصير بسبب الأضرار التي لحقت بشبه جزيرة يوكاتان بسبب الإعصار، والرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء الكندي سيتفين هاربير يوم الاثنين في منتجع شاتو مونيبيلو لبحث توثيق العلاقات التجارية إضافة إلى متطلبات زيادة التدابير الأمنية الاحترازية لمواجهة إمكانية وقوع عمليات إرهابية· واجتمع القادة الثلاث مع ثلاثين مع كبار رجال الأعمال الذين اختيروا بعناية من الدول الثلاث·
وفي تصريحاته للصحفيين عقب اختتام القمة، قال كالديرون إنه يعتقد أن المنطقة لم تكشف بعد عن إمكانياتها الهائلة وأنه تجب مواصلة تقليل الحواجز أمام التجارة إذا ما أرادت أميركا الشمالية أن تظل قادرة على المنافسة عالميا مع منطقتي آسيا وأوروبا· وقال كالديرون إن ''العولمة تشكل ضغوطا على القدرة على المنافسة، إنه يجب أن نعمل سويا· إننا لا نريد أن تتسبب تلك (العولمة) في ضياع منتجينا والفرص لمستهلكينا''· وأشار بوش إلى أن حجم التجارة السنوية لأميركا الشمالية زادت من 293 مليار دولار إلى 980 مليار دولار منذ إنشاء اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا) عام ·1994 وقال بوش إنه ''بالنسبة للبعض فإنها مجرد أرقام وبالنسبة لآخرين فإنها توفر مزيدا من الأجور ومزيدا من الأمل''·
واجتمع القادة الثلاثة بمقتضى كيان خاص أنشئ قبل عامين هو شراكة الأمن والرخاء التي أضفت هيكلا رسميا للاجتماع السنوي لزعماء دول أميركا الشمالية مع مشاركة رجال أعمال بارزين· واتهم منتقدون شراكة الأمن والرخاء وقالوا إنها تهدف إلى إقامة نوع من السوق المشترك دون وجود قوانين تشريعية بذلك·
وندد ناشطون اجتماعيون ومعارضون للحرب في العراق ونقابيون بالقمة بشدة باعتبارها معادية للديمقراطية وغير واضحة بشكل كبير وأنها تخدم مصالح الشركات الكبرى· وخارج مقر الاجتماع حيث يحيط به سياج أمني من الصلب بارتفاع ثلاثة أمتار، قام مئات المحتجين بإحراق لافتات يوم الاثنين فيما تعرضوا لإطلاق قنابل مسيلة للدموع من قبل قوات الشغب الكندية بعد أن حاولوا اقتحام البوابة الرئيسية لمقر الاجتماعات·
وأشار كالديرون إلى أن كل الحكومات الثلاث تواجه مقاومة في الداخل وذلك في إشارة واضحة لتزايد الاتجاهات الحمائية في الكونجرس الأميركي ووجود انتقادات مشابهة في كل من المكسيك وكندا·
وقال إن التنمية داخل القارة وصلت إلى حالة من الجمود تقريبا كنتيجة للعقبات التي تواجه عملية الوحدة الاقتصادية ودعا إلى إعادة تقويم للأولويات عندما يتعلق الأمر بالقدرة التنافسية على المستوى الإقليمي· وكان من الموضوعات المدرجة على أجندة القمة قضايا الهجرة والحدود والسيادة في المنطقة القطبية الشمالية والقوات الكندية في أفغانستان وقضايا واردات لعب الأطفال والأغذية الآمنة·
وقال هاربير، الذي وصف الاجتماعات بأنها ودية وبناءة: ''إننا نريد تحديد ومنع المنتجات غير الآمنة من دخول بلادنا وعلى الأخص تلك المنتجات الموجهة إلى أطفالنا ووافق الزعماء على التعاون بشكل أكبر لتطوير خطة رد فعل مشتركة لحالات الطوارئ العامة مثل مرض أنفلونزا الطيور أو وقوع هجوم إرهابي· ومن المقرر أن تستضيف الولايات المتحدة القمة القادمة في عام ·2008
المصدر: مونتيبيلو
عدد اليوم
