السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الروس يبتكرون المفاعلات النووية العائمة

الروس يبتكرون المفاعلات النووية العائمة
23 أغسطس 2007 00:01
ربما كان من أهم المستجدات الطارئة على أسواق مصادر الطاقة في العالم هو القرار الذي اتخذته الحكومة السوفييتية العام الماضي بإعادة إحياء صناعتها النووية السلمية· وكان من بين أهم الخيارات المطروحة أمام الخبراء، ذلك القرار الذي يقضي ببناء سلسلة من المفاعلات النووية فوق سفن راسية في أكثر الأراضي الروسية سرّية وبعداً عن الأنظار وتنتشر على الشواطئ الشمالية· وأسست الحكومة لهذا الغرض شركة تابعة لها تدعى (روزإنيريرجوآتوم) متخصصة في تكنولوجيا إنتاج الطاقة من المفاعلات النووية المبنية على متون السفن العائمة· ومن المفترض أن يعمل هذا الأسطول على توليد الطاقة الكهربائية الكافية لتغذية مدينة ضخمة وما يتبعها من مدن صناعة وتجارية ومناطق زراعية من تفاعل الانشطار النووي وهو عائم بعيداً عن الشاطئ· وينقل تقرير لصحيفة (ذي وول ستريت جورنال)، عن مصادر مسؤولة في وزارة الطاقة الروسية تأكيدها بأن المحطات النووية العائمة استأثرت باهتمام كبير جداً من الزبائن الأجانب·
وفي دول مثل إندونيسيا وروسيا، يكون للعلاقات الشخصية البحتة دورها في عقد الصفقات المهمة· ومن ذلك أن روسياً داهية يدعى (شيليكوف)، بادر لعرض فكرة استيراد المحطات النووية الروسية العائمة على حاكم أحد الأقاليم الإندونيسية، وسرعان ما عبر مجلس الخبراء في ذلك الإقليم عن إعجابه بهذه الفكرة التي من شأنها أن توفر على الإندونيسيين أخطار تعريض المحطات النووية للزلازل المتكررة التي تشهدها البلاد، ولطالما بدى للإندونيسيين أن الخوف من الزلازل يعد سبباً كافياً لعدم التفكير في توليد الطاقة بمثل هذه الطريقة· وعمد (شيليكوف) إلى ترتيب رحلة عمل لبعض الخبراء الإندونيسيين إلى موسكو لمقابلة مسؤولي وزارة الطاقة الروسية والتفاوض حول شروط تنفيذ المشروع·
ويقول التقرير إن أحداً لا يمكنه أن يفهم حقيقة الدور الذي يلعبه هذا الروسي ذو الحركة السريعة والذي بلغ الرابعة والأربعين من عمره، في هذه الصفقة· وسبق له أن أودع السجن لمدة ست سنوات في أثناء عمله في تجارة الوساطة مع بعض الشركات الأوروبية لبيع الفودكا الروسية· ومع ذلك، فهو إنسان يعرف من أين تؤكل الكتف· وتمكن محررا الصحيفة من مقابلته وسؤاله عن سرّ هذه الصفقة فقال: ''يمكنني القول إن المحطات النووية العائمة آمنة بنسبة 100 بالمئة وتخلو تماماً من الأخطار''· وكان الغريب في هذه القصة أن كبار أصحاب القرار في شركة (روزإنيريرجوآتوم) أخبروا الصحيفة أنهم لم يسمعوا باسم (شيليكوف) على الإطلاق· وربما يكمن سرّ هذه القضية في مدى حساسية القضايا النووية حتى لو تعلق الأمر ببناء محطات إنتاج الطاقة الكهربائية·
ويبدو من هذه المعلومات الجديدة أن روسيا تعمل الآن بجد على إحياء صناعة الطاقة النووية بعد السنوات العجاف التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفييتي· ودليل ذلك أن فكرة بناء المحطات النووية العائمة تعود إلى العهد السوفييتي ولكنّها لم تنفّذ بسبب التطورات السياسية الضخمة التي رافقت سقوط الحكم الشيوعي هناك·
ومن المرجح أن تجد المحطات النووية العائمة سوقاً واسعة في أسواق الطاقة العالمية لأنها توفّر الكثير من المشاكل والأخطار من أهمها البعد عن التجمعات السكانية وعدم الخوف من أخطار الزلازل وربما يمكن حمايتها إلى حد كبير من أخطار الهجمات الإرهابية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©