الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحرب الأهلية.. أفكار مضرّجة بالدماء

12 فبراير 2014 22:34
استضافت جامعة نيويورك ـ أبوظبي في برنامجها الثقافي لشهر فبراير من هذا العام، الباحث الأميركي ستاثيس كاليفاس، أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة بيل الأميركية في محاضرة حملت العنوان: «تحولات الحروب الأهلية – 1800 م/ 2010م». بالطبع لم تكن استضافة صاحب «منطق العنف في الحرب الأهلية»، ذلك الكتاب الذي باتت أطروحته كلاسيكية في هذا الحقل المعرفي الجديد، بمنأى عن ما يحدث في المنطقة العربية، خاصة تلك البلاد التي شهدت وما زالت تشهد حراكاً سياسياً ناشطاً أو التي انقسمت مجتمعاتها عمودياً وأفقياً على نحو طائفي. لم تكن المحاضرة مكتوبة، بل غامر الرجل بإلقائها شفهياً كما هي الحال في قاعة الدرس الأكاديمي في الجامعة التي يشغل فيها كرسي «النظام والصراع والعنف» التي قام، هو، باستدخال هذا البرنامج الأكاديمي إليها، ليجوز فيه الوصف بأنه قاد «ثورة» معرفية في دراسة الحروب الأهلية، بدءاً من محاولاته الأولى في هذا الحقل عندما بحث في العنف الذي تُحدثه الحروب الأهلية على المدنيين والآثار الإنسانية التي يتركها هذا العنف ضدهم على المجتمع الإنساني، أو ما يُسمى بعلم السياسة «فاتورة العنف» عندما تكون باهظة الثقل على الضمير الإنساني ككل. وبعيداً عن القانون الدولي وثقافته والمآخذ الكثيرة عليهما من وجهة نظر ثقافية ـ معرفية بالمعنى الإنساني والأخلاقي للكلمة، استمر الرجل في دراساته وأبحاثه مثلما استمر مع طلبته في قاعة الدرس، فقدم أبحاثاً تتصل بـ«أثر العلاقات الدولية في الحروب الأهلية»، هذه التسمية الخجولة التي تُعادل: «التدخل الخارجي» وفقاً للغة السياسية المتداولة يومياً في السياسة والإعلام العربيين. «ثقافة» الحرب غير أن واقع الأمر، وقياساً إلى ما جرى طرحه من أفكار في المحاضرة المشار إليها، فإن كاليفاس قدم أطروحة ثقافية حول الحرب الأهلية ذات نزعة تأملية في تاريخ الظاهرة وليس بناء على حاضرها وحده، إنما بالنظر إلى خبرات باتت متراكمة في هذا التحليل وليس بالاستناد إلى علم السياسة بل بمنأى عن طروحاته التي غالباً ما تتوقف عند الراهن وتعقيداته ولا تدرس تاريخ الظاهرة وتحولاتها عبر تاريخها الخاص هذا، بحسب كاليفاس. في ندوته «تحولات الحروب الأهلية – 1800 م/ 2010م» اتكأ كايفاس على المنهج الاستقرائي في قراءة تاريخ الظاهرة بهدف التوصل إلى نتائج بعينها، هي منزهة نسبياً عن التورط في الراهن. وقد يختلف المرء مع البعض منها، خاصة في ما يتعلق بأثر العوامل الخارجية على الحرب الأهلية، فلم يتطرق إلى التطورات التي حدثت على هذا الصعيد الذي كان يتطور بتطور فكرة الحرب الأهلية ذاتها. كذلك لم يشر إلى تلك الفوارق الدقيقة التي تفرق الثورة الاجتماعية التي تنشد التغيير عن الحرب الأهلية مثلما لم يشر إلى تلك العوامل التي تجمع بينهما, فضلاً عن إغفاله، سواء أكان بقصد أم بغير قصد، دور الاحتلال الأميركي المباشر لبعض دول المنطقة، فقام بتفكيك واحدة من الدول ذات الثقل السياسي الملحوظ عبر وجودها التاريخي إلى مساحات، ليست بدول، انقسمت على أساس طائفي وآخر عرقي. أما ما يلي، فهي جملة من الأفكار والرؤى التي طرحها كاليفاس في الندوة، وتمت كتابتها أثناء ما كانت تخرج تباعاً من فم الرجل، لذلك قد يبدو البعض من بينها غير مكتمل، ربما لأن من خصائص الحديث الشفهي الانتقال إلى موضوع ذي صلة ثم العودة إلى الموضوع الأصل بديناميكية تعتمد على خبرات المحاضِر ذاته في الإلقاء، وربما أن بعض الكلمات قد سقطت سهواً عن القلم، وبالتالي عن الذاكرة هنا أو هناك، فضلاً عن خطأ في الفهم والربط بين الأسباب والنتائج الذي إنْ حدث، فبالتأكيد، من غير قصد. غير أن ما تحاوله هذه السطور اللاحقة أن تكون أمينة للفكرة بحسب قيلت، ووفية للغة الباحث مثلما قالها. بين الماضي والحاضر أنْ تتأمل فكرة الحرب الأهلية يعني أن تعود إلى ماضيها. والعودة هنا كان المدخل إليها علم الاجتماع السياسي. وفي مسعى مني لتبسيط السياق، أتناول الحروب الأهلية عموماً، لجهة تاريخها، بهدف الوصول إلى فهم مختلَف أبعادها والنأي بالمبالغات عنها، وفي بعض الأحيان بتجنّب العوامل الأساسية والمباشرة التي تغذت منها هذه الحرب، وبما يسمح لنا بوضع فروقات أساسية بينها والحرب النظامية. لتحقيق هذا الفهم، لا بدّ من العودة إلى تاريخ الحروب الأهلية والحروب غير النظامية والثورات. أفكار ووقائع علينا أن نعمل على تكون نظرتنا أكثر سِعَةً عندما نعود إلى الماضي، فهذا الأمر يمكننا من إيضاح المفاهيم الغامضة والكشف عن أخرى لم نكن بصدد التفكير فيها، خاصة أنه يجري ربط التحليل الخاص بفكرة الحرب الأهلية ككل بالسياق السياسي الراهن. لقد حاول علماء السياسة دائماً فهم دوافع الفرقاء في الحروب الأهلية. وبالنسبة للعالم الحديث، تمثل ذلك بالنسبة إليهم في عوامل عدة من بينها انهيار الاتحاد السوفييتي، وتطوّر الاقتصادات في أفريقيا على نحو أسهم في تشويه تطور المجتمعات ذاتها. بعيداً عن ذلك، فقد تراجعت الدراسات المتعلقة بالحروب النظامية بين الدول وتقدمت عليها الدراسات الخاصة بالحرب الأهلية، خاصة بعد ما حدث في الحادي عشر من سبتمبر عام 2014 التي انعكست تداعياتها على الحروب الأهلية اللاحقة في أفغانستان والعراق، فمنحت فكرة «الحرب الأهلية» ملامح أخرى جديدة تنضاف إليها. في المصطلح إن الأساس الذي تقوم عليه الحرب الأهلية بسيط، إنما من غير الممكن مقابلته بالمفاهيم السائدة عن الحرب الأهلية كما في علم السياسة. فنحن إذ نتحدث عن «حرب أهلية»، فإننا نتحدث عن فرقاء أهليين. لذلك فالمصطلح الأقرب إلى حقيقة الحرب الأهلية هو الحرب الداخلية. فهذا المصطلح: «الحرب الأهلية» أو «الحرب الداخلية» يأتي تبعاً لحجم العنف المتبادل وحجم العنف الذي طال المدنيين في البعض من الصراعات الداخلية التي لم تدم طويلاً. في الوقت نفسه، فقد شهدت الحروب الرئيسية البارزة تدخلاً أجنبياً، لكن الأطراف المحلية بقيت كما هي بوصفها أطراف القتال الأساسية، دون إسناد من «قوات خارجية أجنبية» ينحاز إلى طرف على حساب طرف. لقد ظلّ هذا النوع من الحروب أهلياً رغم وجود العامل الخارجي، ويعود ذلك إلى عهود بعيدة من تاريخ الظاهرة نفسها. أيضاً استهدفت الحرب الأهلية الكلاسيكية (إذا جاز التوصيف) قتل العائلة التي هي نواة مجتمع يطاله التخريب من جراء اقتتال بين أشخاص ليس من الطبيعي أن يقتتلوا. مفاهيم متغيرة يمكن القول إن مفاهيم الحروب لم تتغير كثيراً لجهة ما هو جوهري فيها، سواء أكانت أهلية أم نظامية، والفرق الذي يميز الواحدة منهما عن الأخرى يكمن في ديناميكيات هذه الحروب. غير أنه في حقل التاريخ العسكري ثمة تقليد قديم يوازي بين التطور الذي يحدث في الحرب النظامية بإزاء ذلك التطور الذي يحدث في الحرب الأهلية. ثمة اعتباطية في التحليل هنا من جرّاء الخلط بين الشكلين أحياناً أو الخلط بين العديد من الأوضاع التي أدت إلى تطور أحد المفهومين بعيداً عن الآخر. ثلاث مدارس هناك ثلاث مدارس، أو اتجاهات، سائدة في تحليل الحرب الأهلية راهناً: استخدام التعبير «مكافحة التمرد» الذي غالباً ما تستخدمه السلطات النظامية أو الحكومية لوصف الحرب الأهلية القائمة، وهي الأولى منها. والثانية، تتمثل في ردّ نشأتها في البعض من دول العالم الثالث إلى ما قام به الاقتصاديون من تغذية للحروب الأهلية. (وثمة إشارة واضحة في هذا الاتجاه إلى تجار السلاح الأكثر استفادة من الحروب الأهلية والأكثر نفوذاً في القرار السياسي والعسكري لدى أمرائها الذين في نهاية التحليل يمثلون نوعاً من التدخل الخارجي في هيئته المعتادة في الحروب الأهلية التي لا تتغير صفتها رغم التدخل الخارجي على خلط الأوراق). أما الأخيرة، فهي الديناميات العرقية الكامنة في المجتمعات. (غير الديمقراطية، كما أوضح الباحث في غير سياق من الندوة). إن كل من هذه الاتجاهات تسهم في الحرب الأهلية، سواء اجتمعت كلها كعوامل محفزِّة أم اقتصرت على واحد منها أو اثنتين. وذلك في الوقت نفسه الذي أثرت فيه الحروب النظامية على الحرب الأهلية، خاصة في ما يتصل بالتدخل الخارجي، فأسهمت في إشعال التمرد وفي مكافحة ذلك التمرد. أما عن الدينامية الاثنية، فثمة الذين يأتون من أماكن مختلفة إلى أماكن تألف هذا النوع من الصراعات، فتصبح خطوط الانقسام بين الفرقاء هي الخطوط الاثنية الواضحة. إذن الصراع هنا إما على السلطة بالدرجة الأولى أو على الموارد، وربما يجتمع العاملان معاً في الحرب الواحدة. هذا الأمر أيضاً يجلب التدخل الخارجي. أما عن مؤشر التمرد في مثل هذا النوع من الحرب الأهلية، فإنه إذا كنت فقيراً معدماً، فإنك سوف تنضم إلى طرف ما وتقاتل، بسبب انعدام وجود الخيارات الأخرى. غير أن هناك خلافاً كبيراً بين الباحثين حول هذا الأمر. يرى البعض، وأنا من بينهم، إنّ الحرب الأهلية سوف تكون نادرة الحدوث في المستقبل بسبب تكلفتها الباهظة إنسانياً مثلما بسبب وجود احتمال بتدخل المجتمع الدولي بناء على هذه التكلفة. مسارات ومؤثرات كيف تطورت الحروب الأهلية؟ بهدف الوصول إلى أسس نظرية أكثر إقناعاً، سأتحدث عن التغيّر في شكل هذه الحرب راهناً: ثمة تغيّر سياسي واقتصادي، فالحرب الأهلية تتأثر بالاقتصاد العالمي، أقلها لجهة التطور التكنولوجي العسكري الذي يسعى كل طرف لامتلاكه قبل الآخر. وتلعب ثلاثة عوامل دوراً مهماً في هذه المسألة، يتعلق الأول منها بالتنافس بين الفرقاء الأهليين في حدود الدولة، حيث الحرب الأهلية هي تعبير عن التنافس بين الدول في صراعها الإقليمي أو الدولي. ويتعلق العامل الثاني بحضور الإيديولوجيات التي غيّرت من وجه الحرب الأهلية في الوقت الراهن. أما العامل الأخير، فيتمثل في وجود نوع من الحركات العابرة للحدود التي تشارك بفعالية في الحروب الأهلية. أيضاً فقد أسهم التنظيم العسكري للأطراف في هذا التطور في الحروب الأهلية من حيث: فهي إما حرب عصابات أو حرب غير نظامية، أي أن هناك سياقاً من انعدام التناظر بين القوى المحاربة ما يجعل الطريقة الوحيدة الممكنة للقتال هي القتال غير المباشر. أو، قد تكون الحرب الأهلية تقليدية، فتُخاض على جبهات بعينها، في حين يمتلك المتمردون قدرة مدفعية تمكنهم من خوض هذه الحرب بالطريقة التقليدية حتى لو لم يرتدِ الجيش النظامي أو الحكومي اللباس العسكري الرسمي. أو بواسطة القوى المتناظرة بين المتقاتلين: هي حرب متناظرة وليست تقليدية. اختلافات وتماثلات ننظر إلى: الحرب الأهلية، والحرب غير النظامية، والثورة على أنها متلازمة واحدة، أو وحدة واحدة مع أن الأمر لم يعد كذلك. في السياق، فقد باتت الجهادية الإسلامية تمثل تحدياً حقيقياً في البلاد التي فشلت في ترسيخ الديمقراطية. في السياق أيضاً، فإن كل من الحرب الأهلية والحرب غير النظامية والثورة كانت متميزة عن بعضها البعض ويختلف كل منها عن الآخر في المرحلة الأولى من القرنين الماضيين. ثم حدثت موجات من الابتكار مع الفوضويين الروس الذين زرعوا القنابل واغتالوا القادة. غير أن ذلك لم يكن لينجح دائماً وفي كل الأمكنة. لكن الحرب الباردة كانت عصر التمردات بالفعل، فقد هددت الثورات دولاً راسخة وقوية من خلال تحدي الاحتلال، وكان البعض منها ناجح جداً بسبب النجاح الذي أصابته من خلال الحرب الأهلية أو الحرب غير النظامية أو كلتيهما معاً. ثمة علاقة بين الإرهاب والتمرد، فالإرهاب هو خيار التمرد الضعيف وتعبير العاجز عن نفسه. لقد نشأ ذلك في أثناء الحرب الباردة وليس الآن، بل أَنشأت تلك الحرب العالم الفكري الذي نعيش فيه اليوم، وبسبب الاختلاط السابق في المفاهيم آنذاك لا يزال ثمة خلط في المفاهيم بين الحرب الأهلية والحرب غير النظامية والثورات. ظاهرة جديدة الحروب الأهلية الآن: مثلما تراجعت الحروب النظامية، فقد تراجعت الحروب الأهلية أيضاً. والمتبقي منها: دول ضعيفة متروكة لمنظمات غير قادرة على السيطرة أو ممارسة سلوك الدولة، ما جعلها تمارس السلب والنهب. حضور الجهادية الإسلامية. ما نسميه بحروب أهلية في حين هي حروب ممتدة ومنخفضة وتُخاض في هوامش الدول الضعيفة. أما الظاهرة الجديدة فهي الحرب الأهلية في الشرق الأوسط. صورة شرق ـ أوسطية ثمة وضع شاذ في الشرق الأوسط، ومحيّر إلى حدّ يجعل المرء يحسب أن الحرب الباردة لم تنهها هنا بالفعل، إذ إن الحروب فيها تماثل تلك الحروب الأهلية التي خيضت في فترة الحرب الباردة. وفيها، أيضاً، ما يجبر المرء على التفكير ثانية في الحروب الأهلية التي خيضت على انعطافة القرن التاسع عشر باتجاه العشرين في بعض الدول الأوروبية. ثمة حملات إرهابية منظمة تجاور حرباً أهلية وتعيش معها إلى جوار حرب متناظرة، كما هي الحال في سوريا الآن. إذن كيف يمكن النظر إلى هذه الحروب الأهلية وتنظيمها: المجتمعات يُعاد تحققها وفقاً للإيديولوجيات. التمازج بين الأجندة الوطنية والأخرى الإسلامية. إنما في العراق فقد اجتمعت الإيديولوجيا الإسلامية من جهة مع النزعة الطائفية من الجهة الأخرى!!! عناصر مختلطة سوف نشهد تراجعاً في عدد الحروب الأهلية في العالم باستثناء هذه المنطقة. وسيكون للحرب الأهلية تأثير إنساني على الأوضاع الدولية ولن يكون تأثيراً سياسياً. وإذا تأملنا في العنف السياسي في المنطقة، فهي مرشحة للانتقال إلى مستويات أخرى ذات عناصر مختلطة وغير معهودة سابقاً، ويحتاج فهمها إلى عزل الخطاب السياسي الراهن بصددها، أي النظر إليها من خلال أدوات تحليل بعيدة عن الصراعات القائمة الآن، وأقرب إلى الظاهرة في حراكها التاريخي. عن سوريا من الصعب جداً أن يقوم المرء بتخمين وضع ما بشأن الحرب الأهلية في سوريا، إذ لديها خاصيتان: حرب تميل إلى أن تكون تقليدية. غير أن التدخل الخارجي يطيل من أمد هذه الحرب. هذا النوع من الصراعات يبدو داخلياً فحسب، لكنّ ثمة تشابهاً كبيراً بين الحرب الأهلية الإسبانية والحرب الأهلية السورية: الحربان تقليديتان، وأصبحتا نقطة مركزية للقوى الإقليمية، وهما حربان جَرَتا ببطء ودون هزيمة لأي من الطرفين. أيضاً ثمة قدرة لدى كل من الحربين على التعبئة، لقد وجد ويوجد الآلاف من الذين يتقاطرون من الخارج لتأييد هذا الطرف أو ذاك. إنهما حربان ملهمتان لأسباب متعددة. أخيراً، فلكل حرب أهلية تأثير ما يؤدي بها إلى الاستقرار. هناك الصراعات الإقليمية في مقابل العلاقات الدولية، ثم فاتورة الحرب على المستوى الإنساني. مع ذلك، ومع وجود هذه الحوافز لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا، فإن هذا لا يعني أن تتدخل القوى الخارجية التي تتدخل فيها لإنهائها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©